الصفحات

الاثنين، 18 فبراير 2019

ليس هذا بتقديس لبيانات تجمع المهنيين ، ولكن!


ليس هذا بتقديس لبيانات تجمع المهنيين ، ولكن!

بالنسبة..للناس الإنتقدوا (رندكة) أو بساطة لغة بعض بيانات تجمع المهنيين الأخيرة، وحرصها على مخاطبة كل قطاعات الشعب..
بعد أن تعودنا من التجمع تلك اللغة العربية الفصيحة الرفيعة..الباين إنه البيكتبها زول غير إنه ضليع في الفصحى..فهو أيضا ضليع في السياسة.. ومن النوع (البخت النقط فوق الحروف..لغويا وسياسيا)..ويكتب بجزالة دون عناء.. فكأنه ربما أديب أوشاعر.. إضافة للوعي السياسي الرفيع كما أسلفت.
دعوني أولا، أحتفظ للناقدين بحق النقد ، واتراجع عن مقال كتبته بعنوان (للنقد.. أوقات.. وللعمل مثلها).
فكما قال واعترض رفيق الكفاح والصديق اللدود عادل عبد العاطي كاتبا : النقد لكل الأوقات.
وهذا أمر جربته وخبرته بنفسي.. فلم أستطع كبح جماح نفسي وقلمي يوما عن النقد.
ولا حتى تحت أي مبرر من المبررات .
ولكن، لكم أثلج صدري ذلكم البيان المرندك المكتوب بلغة أو لهجة الراندوك (رغم أنني لم أفقه فيه شيئا) ههههه أعترف.
ولكن يكفي أن قطاعا مقدرا من الشعب قد فهمه.. وتجاوب معه.. بل طرب له وبه طربا عدييييل.
وأذكر.. ذلك الهجوم الذي جوبهت به يوما ، حينما صرحت ذات صراحة.. بأنني لا استسيغ غناء مطرب الشباب الراحل والمقدس عندهم.. محمود عبد العزيز رحمه الله.
وقد هاجمني آنذاك بعض الشباب..والغريبة كان منهم بعض شباب (كيزان) أيضا..!!
ذلك الأمر الذي حيرني كثيرا ، ولم أفهمه إلا بعد لأي.
وانا الآن قد فهمت ووعيت الدرس تماااما.
بأن الراحل محمود كان يمثل لشباب هذا الجيل.. مشروع كفاح في حد ذاته.. قبل أن يكون ظاهرة فنية أو تطريبية.
فالراحل كان من ضحايا قمع هذا النظام.. وقوانين نظامه العام المدعاة.
كان متمردا..وفاعلا للخير.. وداعما للبسطاء وممثلا للبساطة حتى في شخصه وفي حياته.
وعاش كما أراد.. ورحل كما أراد..
وبذلك جعل من نفسه رمز لهذا الجيل..حيا وميتا.
ولم يكن سياسيا.. ولكن سياسته البساطة.
فطوبى له .
المهم، ماذا أريد أن أقول هنا ؟
نفس هذا الأمر قد ينطبق على تجمع المهنيين ، هذا الكيان الذي أفلح في قيادة شارع كان متلهف ومتحرق لقيادة.
شارع.. لطالما تلفت يمنة ويسرة.. مترقبا هذا أو ذاك من كيانات المعارضة وتجمعاتها المعروفة..
شارع.. إنتظر كثيرا.. وصبر كثيرا.. حتى وصل حد اليأس.
ووصلنا جميعا معه.
ومن ثم كفر بكل تكوينات المعارضة.. وكفرنا معه.
وكان لنا الحق ، والحيثيات كثيرة لا مجال لذكرها في هذا السياق.
المهم، نعود لبيانات تجمع المهنيين الأخيرة.
أعتقد أن شخصي الضعيف ناقد بالفطرة.. أو ربما أكون ولدت على النقد وتربيت في بيئة ناقدة ، ليس حبا في النقد لأجل النقد.. أو من النوع الما بيعجبه العجب ولا الصيام في رجب ، لا..
ولكن، حبي الفطري لتحري الحق يجعلني غالبا متربصة.. تربص غير ضروري في بعض الأحيان.
ورغم ذلك لا ولن أدعي أن نقدي كله صواب ، بل كثيرا ما كان جزافي أرعن.. أو متسرعا.
فالنقد في حد ذاته علم يدرس وله مناهجه.
ولذلك دعونا نقول أننا مجرد مراقبين نخطئ ونصيب .. وكفى.
المهم، كما سبق أن ذكرت ، لكم أثلج صدري ذلكم البيان المرندك..وكذلك بيان آخر كتب بلغة مولغة وموغلة في البساطة التي قد تقارب السذاجة حتى.. كان الغرض منه مخاطبة شريحة البسيطات من الأمهات .
فلا هذا البيان المفرط البساطة والسذاجة.. ولا ذلك الذي كتب بالراندوك قد  أثارا حفيظتي النقدية كما فعلوا مع البعض.
لماذا، لأنني ببساطة تعودت على مختلف اللهجات واللغات بحكم نشأتي وأعراقي المختلطة في مزيج سوداني محبب وفريد.
وكوني ولدت ونشأت في ميناء جامع لأشتات من البشر.. من سودانيين وغير سودانيين.
فلذلك تمنيت أن أقرأ كذلك بيانات لتجمع المهنيين بكل لغاتنا السودانية وكل لهجاتنا.
فكم كان سيكون هذا الأمر مراع ولطيف ..بل وعبقري.
آمنة أحمد مختار أيرا
18 Feb 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق