الصفحات

الأحد، 28 يونيو 2020

آثار جائحة كورونا ،وتغيير السياسات نحو الاقتصاد الأخضر

مؤتمر إلكتروني

برعاية وزير البيئة والزراعة الأردنية

معالي /السيد صالح الخرابشة الأكرم

يعقد حزب الطبيعة الديمقراطي الأردني مؤتمر عربي ألكتروني

بعنوان :

آثار جائحة كورونا وتغيير السياسات نحو الاقتصاد الأخضر

وذلك يوم الخميس :الموافق 25/6/2020م

الثامنة مساء بتوقيت المملكة الأردنية الهاشمية

ورقة حزب الخضر السوداني :

ماذا تعلمنا كبشر قاطنين لهذه المعمورة من تجربة جائحة كورونا والتحديات الاقتصادية الفريدة التي صاحبتها وستصاحبها ؟



لقد حرصنا على أن نبدأ ورقتنا بهذا التساؤل ، وذلك لأن في تقديرنا أن إمكانات تحول العالم للاقتصاد الأخضر في عالم ما بعد جائحة كورونا ..لم يعد خيارا بل حتميا..

لماذا ؟!

ولعله لم تعد الإجابة على هذا السؤال تمثل تعقيدا في هذا العالم المتغير..خاصة نسبة للتحديات الصحية الخطيرة الأخيرة التي برزت في شكل وباء تحول في وقت قياسي إلى جائحة عالمية وضعت العالم.. كل العالم سواء النامي أو المتقدم أمام تحد خطير جدا قد يهدد الحياة على وجه الأرض !

ولقد برز جليا الآن أكثر من أي وقت مضى.. الحاجة الماسة لوضع سياسات الاقتصاد الأخضر العالمية موضع التنفيذ ، خاصة تلك التي تتمثل في اقتصاديات النظم البيئية الدولية (رأس المال البيئي ،مصرف رأس المال الطبيعي).

وكذلك وضع سياسات إصحاح البيئة والتنمية المستدامة موضع العمل دون أي إبطاء ،في كل الدول والقارات والاقتصادات التي تدير العالم.. التي لم يعد بوسعها تجاهل الخطر الذي أدى إليه إهمال البيئة وتجاهل سياسات إصلاحها والتصالح معها.



ونعتقد بأن ذلك لن يتم سوى بوضع سياسات (الحفاظ على رأس المال البيئي والطبيعي) موضع التنفيذ، وبطرق ودراسات علمية  متوفرة (فما أكثرها) .. طبقتها بعض الدول سلفا ، ويمكن بالطبع أن تطبق في جميع الدول .

على سبيل المثال لا الحصر.. برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب )، والذي يغطي ضمن ما يغطي ..من أنشطته الواسعة المتعلقة بالبيئة  (الاقتصاد الأخضر ،وكذلك الحوكمة البيئية).

وبالطبع تلعب الحوكمة البيئية دورا هاما في تطوير الاتفاقيات البيئية الدولية، وتعزيز العلوم والمعلومات البيئية، وتوضيح الطريقة التي يمكن تنفيذها بها بالاقتران مع (السياسة)..

السياسة.. هذا العالم المتغير الذي لطالما كان يعتبر لعبة مصالح في عالمنا.. ولكنه منذ الآن يتحتم النظر إليه بجدية.. بل بجدية كبيرة..

فكون التعابير التي لطالما كانت سائدة عبر عقود عقيمة...مثل  (السياسة لعبة قذرة ، والسياسة مصالح ، والسياسة فن الممكن)..يتحتم الآن تغييرها إلى سياسة جادة (ونظيفة).. فالسياسة يجب أن لا تكون لعبة بعد اليوم..ناهيك عن أن تكون لعبة قذرة..!!

خاصة والعالم الآن يشهد إنعطافا مصيريا على كل الأصعدة..

فالمفاهيم الاقتصادية التقليدية (الطفيلية) التي لطالما كانت سائدة في خطر..!!

ولا مفر الآن من التفكير في الاقتصاديات البديلة التي تركز على الاستدامة البيئية، وقضايا الاقتصاد الأخضر الشامل، مثل الاستثمار في رأس المال الطبيعي والتكنولوجيا النظيفة.

* تخضير الاقتصاد :

ظهر هذا المفهوم مؤخرا كاستراتيجية تهدف لتقليل المخاطر البيئية المتولدة عن ما أصطلح عليه بالاقتصاد المتوحش ، والمناداة باقتصاد بديل أكثر تصالحا مع البيئة وقاطنيها من بشر وغيرهم.

وتأتي أهمية مفهوم الاقتصاد الأخضر ..دعونا نسميه غير (المكربن ) كاختصار لتعريف المفهوم..

ظهر هذا المفهوم كبرنامج يركز على (التكامل بين الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية وبين البيئة المعنية وقاطنها) ،بمعنى:  أنه يهتم أكثر ب(المكان)..حيث المكان هنا ليس مفومها مجردا.. ولكنه يشمل الأرض وإنسانها وكل كائناتها..بالطبع.. كشركاء في النشاط الاقتصادي بصورة أكبر ..وملموسة.. بما يحقق التكامل والفائدة لكل الأطراف وفي نفس الوقت مراعاة عدم الإضرار بالبيئة الطبيعية.

وبذلك تتحقق تلقائيا (التنمية المستدامة المنشودة) والتي تركز على إدارة الموارد بصورة تحفظ حقوق الأجيال القادمة.

* بداية ظهور فايروس كورونا في سوق شعبي في (مدينة ووهان الصينية).. وجرس الإنذار الذي يقرعه هذا الخبر :

ربما لو تجاهلنا نظريات المؤامرة المحيطة بهذا الوباء الأخير.. فأصابع الإتهام هنا تشير لسوق شعبي للأطعمة.. لا تراعى فيه المعايير الصحية..

وهذا بسبب كونه نابع من أعمال إقتصادية صغيرة وفقيرة ..

وهذا ليس إتهاما أكثر من كونه واقعا..

يجعلنا نلتفت للكم الهائل من الاستثمارات الاقتصادية الفقيرة.. التي تشكل دخلا لكم هائل من السكان حول العالم.. ولكن لا تراعى فيها أدنى معايير الحماية البيئية من الدول ؟!

وتجعلنا نلتفت.. بل يجب أن نهتم (دوليا) بالسبب الأساس لهذه الاستثمارات الفقيرة.. التي تكون غالبا مضرة بالبيئة الطبيعية والإنسانية على هذا الكوكب.

فدعونا نركز على السبب الأساس..

في الحقيقة معظم دول العالم لا تهتم بأهمية ربط الاقتصاد بحماية وإصحاح البيئة ..

وربط كل ذلك بتنمية البنية التحتية التي تعزز وتساهم في كفاءة وربط الاقتصاد بالموارد والطاقة وحماية البيئة.

فعديد من دول العالم تعاني من بنى تحتية مضرة بالبيئة.. والإضرار بالبيئة يضر بالاقتصاد على المدى الطويل.. وبل يهدد صحة الإنسان نفسه كما شهدنا.

لذلك لابد ، بل لا مفر من ربط الاقتصاد بالبيئة.. أو (تخضير الاقتصاد) ، وذلك عبر الخطوات المعروفة.. والتي سودت بها الدراسات العديد من الصحائف وأجهدت عقول المئات من الباحثين الإيكولوجيين :

دعونها نجملها هنا على عجالة إحتراما للوقت المتاح ، في الست قطاعات للاقتصاد الأخضر ، مع بعض الإضافات المعروفة لمجمل الباحثين في المجال وكذلك للسياسيين الخضر :

1-إصحاح البيئة عبر :إعادة التدوير، وإدارة النفايات، بما يقلل تلوث الهواء والماء والأرض.

2-التنمية المستدامة عبر تخضير الاقتصاد .

3-والتكامل بين الإستثمار الاقتصادي والبيئي بصورة لا تضر بالبيئة.. بل تعمل على الإستفادة منها بصورة مدروسة .

4-التركيز على إدارة المياه والأراضي بما يحقق صيانة البيئة.

5- الأسمدة :

إمكانية الإتجاه لاستخدام الأسمدة الطبيعية والخالية من الكيماويات لتوفير منتجات زراعية عضوية، وحث الدول على تقديم الدعم المادي والتقنيات الزراعية المتطورة والدورات التدريبة في هذا الشأن.

6-الطاقة النظيفة :

الإتجاه لاستخدام الطاقة الآمنة والنظيفة والطاقات المتجددة.

7-الاستغلال الأمثل لمصادر المياه لتوفير المياه النظيفة للشرب وأغراض النظافة ،وكذلك للزراعة عبر تطوير طرق الري التقليدي والحديث.

8-الحث على إنشاء ما يسمى (ببنوك الفقراء) ،ومشاريع تساعدهم كي يطوروا من مهاراتهم ويساعدوا أنفسهم لتحقيق أمان مادي معقول، ووضع معالجات للحد من الفقر والبطالة.. تحسبا لمثل هذه الظروف الاستثنائية كالتي يمر بها العالم الآن( حظر شامل أو جزئي يهدد ذوي الدخل اليومي والمحدود..والجوع نفسه مهدد للحياة أكثر من الوباء)..!

9- الإهتمام بتطوير ونشر صناعات الطاقة المتجددة، واستغلال طاقات الطبيعة مثل :طاقة الرياح ،والطاقة الشمسية.. إلخ

فالطبيعة بطبعها ذاخرة بالطاقات غير المستغلة أو المهدرة..

فقط كيف ننتبه لها ونوظفها التوظيف الأمثل ..الذي يحقق لنا مفهوم (تخضير الاقتصاد) ؟!

10-العمل على سن قوانين وتشريعات لإصحاح البيئة وضمان إستدامة التنمية.. في كل الدول (وليست المتقدمة فقط) ،شرط مراعاة البعد الإجتماعي الذي لا ينفصل عن الوضع الإقتصادي للشرائح الإجتماعية الفقيرة.

ختاما، عذرا على الإطالة.

ونشكر حزب الطبيعة الديمقراطي الأردني الرائد على هذه الفرصة، وهذا المؤتمر الذي يناقش قضية الساعة، ونتمنى لهم دوما أن يكونوا سباقين ومبادرين كالعهد بهم.

وكذلك نشكر وزارة البيئة والزراعة الأردنية على رعايتهم لهذا المؤتمر الهام لنقاش قضية وتحدي العصر .

وكل التحايا لكل الخضر حول العالم.

ورغم كل شئ، نأمل من هذه التجربة أن تجعلنا أكثر تصالحا مع الطبيعة.. ونأمل بأن نكون أقل جحودا بنعمها وبنعم الصانع المبدع.

ونحو تكامل بين الإنسان وبيئته الأم..الأرض هذا الكوكب الجميل.

حزب الخضر السوداني

عنهم :

رئيسة لجنة التسيير

أ.آمنة أحمد مختار

.......

الأحد، 14 يونيو 2020

أمي.. يا لضحكتها وونستها عند شاي العصرية..

أمي..
يا لضحكتها وونستها عند شاي العصرية..
كانت تقاوم التعب.. ورهق العودة من العمل
لتؤانسنا.. ومعنا (كالعادة) بعض صويحيباتنا وقريباتنا اللواتي لم يكن يخلو البيت منهن..
فقد كن يحببنها كذلك.. هكذا أزعم
كانت تحكي لنا متاعب العمل مصاغة بصورة فكهة.. فقد كانت تهوي النكات ..
رغم الرهق الذي كان يبدو عليها عند عودتها للمنزل ..!!
كانت من فصيلة النساء الخارقات..(من جميع النواحي).. كانت مجالدة..
لا تعرف سبيلا للتعب.. أو لم تكن تعترف به (رغم إصابتها بمرض السكري)..
نادرا ما سمعتها تشتكي..
كانت لنا صديقة حميمة (ربما لزواجها المبكر ؟).. وأيضا أم.. أم تعجز الكلمات عن وصف أمومتها.. ودونها تتقاصر..
فهي (الأمومة عندما تكون)..

كتبت قصيدة بعد وفاتها.. قصيدة تتصالح مع الموت الذي صارت إليه أمي..
وتلعن حكم من إدعوا إنهم أتوا إلينا (منقذين).. فأغرقونا.. وتسببوا بوفاتها (بذبحة قلبية).. ألا تبا لهم ثم تب.. ألا تب لهم ثم تب ليوم الدين.

ضاعت القصيدة.. ولا أدري حقيقة إن كانت القصيدة قد ضاعت لأن أمي أرادت لها أن تضيع.. ؟!
لم أحضر وفاتها ولا جنازتها.. و(لست نادمة )..
كنت مسافرة لغرض وأتوقع موافاتها لي حيث كنت بشوق لها لا ولن يوصف .. بعد سماع الخبر.. الخبر... الخبر.. ويااا لهول الخبر..
الذي لا ولن أستطيع يوما وصف هوله..

لامني الناس :
لم تحضر جنازة أمها..
لماذا لا تأتي لتزور قبر أمها ؟

أي قبر يا هؤلاء بوسعه إتساع أمي ؟!!
ها قد أتيت وزرت القبر.. الذي حوى الرفات.. زرته مرة ولا أنوي تكرار الزيارة..
لأن أمي لا زالت معي.. 💚
*

النترت (بست ،باستيت، Bastet - Bast) في حضارة وادي النيل وأسطورة القطط في شرق السودان (كدايس سواكن)


النترت (بست ،باستيت، Bastet - Bast) في حضارة وادي النيل
وأسطورة القطط في شرق السودان (كدايس سواكن) 













 النترت بست إحدى الكائنات الروحية المقدسة في حضارة وادي النيل ،بدأ تقديسها في عهد المملكة الكمتية القديمة في ممفيس، ثم انتشر تقديسها في جميع مناطق وأزمان حضارة وادي النيل القديمة ،وقد قدست أيضا في العهدين الإغريقي والروماني.
وكانت تعتبر حامية الطفولة وربة المرح والسعادة والموسيقى والحب والخصوبة، وتحمي الحوامل وترعى النساء.
وكان القدماء يربون القطط الأليفة كي تحمي بيوتهم من الفئران والهوام وتؤنسهم رفقتها اللطيفة.

قدست في صورة قطة مهابة ومزينة بزينة ملوكية ، أدمجت مع المعبودة النترت (سخمت) اللبؤة في الدولة الحديثة ، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة.
فعندما تغضب باستيت تتحول إلى سخمت ربة الإنتقام..
وتنتقم من الأعداء ومن كل ذي خلق رديء.
وترمز القطة إلى المعبودة بست، إبنة النتر المبجل رع رمز الشمس.
وقد كان مركز عبادتها في مدينة (تل بسطة) شرق الدلتا في مصر ، وقد سميت المنطقة (بر باستيت) أي بيت باستيت. 
وقد ذكر المؤرخ (بوليانوس) إن القطط كانت من أسباب هزيمة الأسرة الفرعونية 26 أمام الإمبراطورية الإخمينية الفارسية في معركة الفرما (Battle of Pelusium ) التي كانت في مكان بورسعيد الحالية .فقد كان قمبيز الثاني ملك الفرس عالما بتقديس الكمتيين للقطط لدرجة فرضهم عقوبة على كل من يقتل قطة ، فاستخدم نقطة ضعفهم هذه ضدهم في المعركة ونقش صورة النترت بست على دروع جنوده وملابسهم وثم أطلق عند بدء المعركة قطيعا من القطط أمام جنوده.. الأمر الذي جعل الرماة والمقاتلين الكمتيين يترددون في القتال ..الأمر الذي أدى لهزيمتهم. 
وكان تحنيط جثث القطط منتشرا إلى حد كبير (كما هو واضح في المتاحف). فكان كهنة باستيت يربون القطط ويقدمونها للناس بغرض التضحية بها كقربان للنترت، فيقوم الكهنة بتقديم القربات في قتل طقوسي ومن ثم تحنيط القطة وتجهيز مقبرة لها أو دفنها في مقبرة مقدم القربان بعد وفاته. 
وقد أجري حديثا فحصا بأشعة إكس على مومياوات قطط عثر عليها في مقبرة كبيرة في وادي الملوك ، فوجد أن نحو ثلث المومياوات لم يكن تحتوي على قطة محنطة أو تحتوي فقط على أجزاء عظام. ولا يعرف الباحثون حتى اليوم عما إذا كان الكهنة كانوا يخدعن الناس أم قل وجود القطط في بعض الأوقات نسبة لكثرة الطلب عليها ؟!
وكان قتل القطط خارج مكان المعابد(البرابي ) من غير الكهنة يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. 
*(مراجع مختلفة من تاريخ وادي النيل). 
........
تعقيب :
والجدير بالذكر أن مسمى القطة القديم
هو من الأسماء الموجودة حتي اليوم عند  البجا فيقال للقطة  ( بس للذكر و بسات للأنثى ) .
ويقول الباحث عبد الله أوبشار من مركز ثقافة وحضارة البجا :
(من المهم جدا أن نورد معلومة عن الأسماء والتسميات عند البجا منذ  أقدم العصور، فأغلب الأسماء هي عبارة عن (صفات) فإذا تحدثنا عن  ( بس ) تعني( دفن ) ومن المعروف عن القطط أنها تدفن مخلفاتها ومن هنا يأتي إسمها بسات أي التي تدفن مخلفاتها ..
ويطلق مثلاً على الحصان  ( حتاي ) وتعني  ( أملس الظهر ) .
 ولازال إسم بس و بسات موجود عند البجا حتى اليوم ،
وإطلاق المسميات حسب الصفات رغم غرابته كان شائعا في ذلك الزمان ولا يزال مستخدما عند البجا).
إنتهى.
  .....
لا يخفى على الجميع أن للقطط عند السودانيين مكانة خاصة..خاصة سكان البحر الأحمر  .
فهي مدللة عندهم كثيرا ،تسرح وتمرح وتتكاثر بحرية .
وتتواتر في شرق السودان الحكاوي والأحاجي عن تجارب غريبة مر بها البشر مع القطط ..!!
ولست وحدي من يزعم أن لقطط البحر الأحمر (خاصة سواكن) ذكاء خارق ..بل أقول أن قططنا تفهم كلامنا وتتأثر نفسيا بالكلام السالب عنها..( عن تجربة ) .
بل أن بعضهم يدعي أن هذه القطاط الذكية قد ساعدته وأنقذت حياته ..كما يحكي بعض المسافرين في الخلاء وكذلك سائقي شاحنات النقل الذين يقسم بعضهم بأن بعض القطط ساعدته في مواقف صعبة ونجته من الخطر !!
عموما تشيع الحكاوي الأسطورية عن قطط سواكن وحواضر وأرياف الساحل عموما.. وقدراتها الخارقة في كل أنحاء السودان تقريباً.
والحديث عن تجارب البعض مع القطط يطول ..خاصة مع المسافرين وعابري الطريق .
المهم ، بلا شك أن الكثيرون قد سمعوا جانبا من هذه الحكاوي المرعبة وأحياناً مسلية عن القطط..والأمثلة كثيرة .
( والبعض يؤكد على مقدرة قطط الشرق على قتل من يؤذيها ..وهنالك حادثة مؤلمة وشهيرة تتعلق بأحد الصبية الذي كانت مهمته طرد القطط التي تزعج رواد أحد الأندية الإجتماعية الشهيرة في بورتسودان ) .
وكنموذج عن أساطير القطط  :
إحدى هذه الأساطير تتحدث عن علاقة للتوائم الآدميين بالقطط . ذكرت هذه الأسطورة تحديداً  لأني لاحظت أنها تنتشر أيضاً في مناطق عديدة من السودان ..بل باقي القارة الأفريقية .
والأسطورة تزعم أن التوأم الأول طفل طبيعي..والثاني تتجسد (البسة )عبره .
وفي مناطق من أفريقيا ..كانوا يقتلون التوأم الثاني فور ولادته ..لأنهم يظنون أن الشيطان يتجسد عبره !!
وفي شرق السودان وكثير من مناطق السودان أيضاً ، يحذرون من ضرب القطط في الليل .. أو زجرها أو إيذاءها بأي وسيلة ..
خشية من أن تكون توأما آدميا متجسدا على شكل قطة ( كديسة )..
فهم يعتقدون أن التوائم الآدميين يتجولون ليلا على شكل قطط!!
كما نلاحظ أن كبيرات السن من السودانييات أحيانا يدعين على الصغار الأشقياء بدعوات على شاكلة (ربنا يسخمتك.. وربنا يسختك.. وهكذا ) 😊
* وأعتقد أن أسطورة القطة المقدسة أسطورة قديمة جدا بقدم حضارات وادي النيل، الأمر الذي يحتاج إلى المزيد من البحث في ثقافاتنا العتيقة.
......
عموما ككل الأساطير القديمة .
تتماهى الحقيقة مع الخيال ، وتقديس بعض الكائنات دونا عن غيرها غالبا يعود في الأساس إلى حادثة تاريخية حقيقية معينة.. أضفت عليها حقب وأستار الزمن غموضا فوق غموض .
والتحية لفصيلة القطاط عموما ..وقطط الشرق خاصة .
ودستووووور ... :)
........
ملحوظة:
* صور القطط في أطلال جزيرة سواكن بعدسة الأخ علي أحمد علي. وصورة القطة الجالسة بعدسة ميادة أحمد مختار.
* النترو عند الكمتيين القدماء هي كائنات مقدسة تؤدي مهمات إلهية عبر تسخيرها لقوى الطبيعة.
* كذلك لا أنسى أن أشير إلى أسطورة المرأة القطة ، التي تنتنشر وسط ثقافات كثيرة عبر المعمورة .
وأحيتها هوليوود وصنعت منها سلسلة أفلام مثيرة .
وتعتبر هذه الأفلام نوعا ما مستوحاة من أسطورة (سخمت) المنتقمة .
.......
آمنة أحمد مختار أيرا