الصفحات

الأربعاء، 26 يونيو 2019

الجنجاويد.. (أولئك البعاعيت.. الملثمون القادمون من الغرب..)..


الجنجاويد.. (أولئك البعاعيت.. الملثمون القادمون من الغرب..)..

آمنة أحمد مختار أيرا 

لا يمكن فهم ظاهرة (الجنجاويد ..أو الجنجا )..
 بدون فهم الخلفيات التاريخية للصراع القديم بين ( ليبيا وتشاد) والذي إنخرطت فيه السودان ومصر ودول أفريقية أخرى وكذلك الولايات المتحدة ..ضمن المعسكر التشادي الفرنسي..
 ضد المعسكر الليبي المدعوم من المعارضة التشادية وبعض القوى الأخرى مثل منظمة التحرير الفلسطينية ..

هذا الصراع الذي أعقب الحرب الأهلية التشادية .

وكان سبب الصراع هو محاولة ليبيا الإستيلاء على قطاع( أويزو) الشمالي التشادي، وذلك بحجة أنه تابع لها حسب (الإتفاقية الفرنسية/ الإيطالية عام ١٩٣٥ م).

ولقد هزمت ليبيا شر هزيمة في هذه الحرب ..بعد توحد كل المتناحرين التشاديين في النهاية ضدها ..وذلك بدعم من فرنسا ..ودول الجوار وهي السودان ومصر وزائير . 
وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية .

المهم، كانت هذه الحرب واحدة من أسباب تدفق السلاح إلى غرب البلاد ..وكذلك الرجال المدربين على حمله من المجموعات القبلية التي إستخدمتها الحكومة السودانية في هذه الحرب التي لا يزال أهلنا في الغرب يحكون عنها وعن فظاعتها. 
هذه الحرب التي إستمرت تسع سنوات منذ العام ١٩٧٨ إلى العام ١٩٨٧.
وطبعا من هذه التواريخ يمكنكم أن تخمنوا في عهد من من الرؤساء السودانيين دارت هذه الحرب ..حيث كان النميري مشاركا ضد غريمه القذافي .
وكذلك من الجانب الآخر كانت بعض قبائل دارفور من العرب مشاركة مع الجانب الليبي .
 
.........

ولم تعرف العلاقة بين ليبيا وتشاد التوتر والنزاعات والصدامات المسلحة إلاّ بعد وصول القذافي إلى الحكم، فقطعت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس التشادي (فرانسوا تمبلباي ) الذي كان مسيحيا من الجنوب ، وأول رئيس تشادي بعد الإستقلال.
لذلك  كانت نوايا القذافي جعل إقليم أويزو الشمالي التشادي إقليما مسلما عربيا تابعا لليبيا ..يضم عرب تشاد إلى الجماهيرية الليبية.

خاصة والقذافي كان بسبب العلاقات القديمة بين السنوسيين في ليبيا وسلطنة وداي ..كان لا يزال مصر على تبعية تشاد لليبيا .
ويعتمد في ذلك على وجود أغلبية مسلمة في تشاد تتحدث العربية .

وحرصه على ضم قطاع أويزو لكون أن هذا القطاع يحاد من ناحيته الغربية مثلث العوينات في الحدود بين مصر والسودان وليبيا ..والذي يعتبر معقلا لرزيقات الشمال ..وهم من القبائل المشتركة بين الأربعة بلدان (السودان ، وليبيا ، وتشاد ، ومصر )..
مثلهم مثل الزغاوة والتبو وغيرهم. 

ورغم هزيمة القذافي الساحقة من تشاد بمساعدة الحلف أعلاه .
إلا أن الأمور لم تهدأ أبدا بين البلدين .
حتى أن القذافي أعلن مرة الوحدة مع تشاد منفردا ..
ولكن تصدت له منظمة الوحدة الأفريقية وفرنسا .

ثم عاد مرة أخرى واحتل شمال تشاد في عهد الرئيس التشادي (حسين هبري )، ولكن هبري تمكن من هزيمته هزيمة ساحقة.. بل والدخول إلى العمق الليبي بقواته وإستولى على قاعدة (الصرة) ..قبل أن يتراجع لبلاده .
هذا قبل أن تتدخل الوساطة الأفريقية ، لتعقد مصالحة بين ليبيا وتشاد في (باماكو) عاصمة مالي، وذلك في أكتوبر ١٩٨٨م.


***
ولكن رغم ذلك، عاد القذافي متدخلا في الشأن التشادي.
 وذلك حيث قام بدعم ( الحركة الوطنية للإنقاذ) بقيادة (إدريس دبي ) المعارض لحسين هبري، حيث قامت قوات دبي المنطلقة من الأراضي السودانية وبدعم وتسليح ليبي سوداني ..وبتواطوء فرنسي هذه المرة ..
بإسقاط الرئيس هبري.
ثم تولى الحكم الرئيس الحالي إدريس دبي في نوفمبر ١٩٩٠، الذي رغم الدعم من النظام السوداني ..إلا أن علاقته مع نظام الإنقاذ تراوحت بين العداء والتحالف ..حسب مجريات حرب دارفور .
وموقفه من دعم بعض حركات دارفور المسلحة ..خاصة أقاربه الزغاوة والبديات.
وكذلك دعم نظام الإنقاذ أيضا المتذبذب للمعارضة التشادية .
***
لماذا أسرد لكم هذه الأحداث ؟
أولا : لكي تعرفوا أن حرب المحاور التي أقحمنا حكامنا فيها قديمة وليست مستجدة..
منذ عهد العداء بين نميري والقذافي..والذي كان يترواح حينا بين الصلح والعداء ..بين هذه الدول الأربعة ( السودان، ومصر، وليبيا ، وتشاد )..
والمحاور الإقليمية والدولية التي كانت تتدخل في هذه النزاعات بين هذه الدول الحدودية .
ثانيا: لأن البعض ربما لا يعلم تداعيات الحرب التشادية الأهلية ..ثم الحرب التشادية الليبية على قبائل التماس السودانية ..
وما سببته لهم من عدم إستقرار وإختلال في مسارات الرحل ..إضافة لإنعدام التنمية الموجود أصلا في تلك المناطق .
الأمر الذي جعل بعض القبائل الرعوية في بحثها عن المراعي تصل حتى شمال النيجر ..التي تم طردهم منها لاحقا وإرجاعهم إلى السودان ( هؤلاء هم الذين يقال عنهم اليوم أنهم أجانب نازحون من النيجر ..فلو كانوا أجانب لماذا طردتهم النيجر إذا ؟)..
وكذلك عدم الأمان الذي سببته الحرب في مجال الهجرة إلى الجماهيرية الليبية الغنية بالنفط ..
والتي كانت منفذا للشباب لكسب المال ،الأمر الذى جعل أمهاتهن يغنين:
 ( الغربة إنشاء الله تعقري ..يا تعدمي الشيك الخدري ..تعدمي الشيك الخدري يا الشلتي العيال من بدري).
وكذلك تسبب هذه الحرب في إنتشار للسلاح الناري ..بدلا عن الأسلحة التقليدية البيضاء .

ثم جاءت الإنقاذ:
ومع قدوم الإنقاذ وحكمها البربري ..وإفقارها للشعب السوداني وإهدارها لموارده ..وإعلانها الجهاد في الجنوب .
وكذلك تحديها لكل المعارضين ( نحنا جينا بالسلاح..والعايز يجي يقلعنا يجينا بالسلاح ) ..
وقد أفصح نظام الإنقاذ من بدايته عن أن طابعه هو الحرب والعنف والدم وصناعة مختلف المليشيات المؤدلجة دينيا ..مثل الدفاع الشعبي والأمن الطلابي وأمن التنظيم وجهاز أمنه المرعب وأمن الجبهة الإسلامية وغيرها من أجهزة أمنه المتشعبة ومليشياته العدوانية العديدة ..التي شنت حرب آيدولوجية جهادية ضد الجنوب والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها الشعبي. 
وكذلك فتحت أجهزة أمنه ( بيوت الأشباح ) للتنكيل وتعذيب وقتل المعارضين .
هذا النظام الذي شهد السودان ربما لأول مرة في تاريخه حروبا ونزوحا جماعيا للمواطنين هربا من عنفه وبطشه ..وبسببه مات ونزح وهاجر ثلث الشعب فعليا...وليس لمجرد فتوى مالكية مزعومة فقط. 
هذا العنف والبطش الدموي (الرسالي ) الذي تسبب في فصل الجنوب لاحقا ..
جعل العديد من أحزاب وتنظيمات المعارضة الكبرى تضطر إلى حمل السلاح ومحاربة الإنقاذ من خلال الجبهة الشرقية الأريترية ، وذلك عبر إتحادها في جسم (التجمع الوطني الديقراطي السوداني المعارض ).
وكذلك قامت بالضرورة ..حركات مسلحة معارضة في دارفور بحمل السلاح ضد النظام ، مطالبة بالتنمية المتوازنة وعدم تهميشها ثقافيا وعرقيا من قبل ما يسمى ب(المشروع الإسلامي الحضاري) ..الذي شن حرب إعلامية شعواء على لغات وثقافات ومعتقدات غالبية السودانيين في الهوامش والأطراف .

وكما نعلم جميعا ..شن الجيش السوداني حرب شعواء ضد تنظيمات المعارضة شرقا وغربا وجنوبا ، وذلك بدعم من محاوره الإقليمية والدولية التي أمدته بالسلاح والتدريب لقتل شعبه ..وإرسال الشباب الناشئ إلى محرقة هذه الحروب ..فمات منهم من مات ..وفقد من فقد ..وجن من جن من هول فظائع الجيش الإخواني الرسالي..

الفتنة في الغرب ..ونشأة الجنجاويد :
كما سردت أعلاه، نسبة لعدم إستقرار الإقليم أصلا ..بسبب تأثره بالحروب التشادية والليبية والمشاركة السودانية فيها سواء في حقبة حكومة مايو ..إلي حقبة حكومة الإنقاذ ..
ونسبة لسياسة العنف التي روجت لها الإنقاذ لفرض آيدلوجيتها ومشروعها (التغريبي) قسرا على الشعوب السودانية ..
إندلعت الحرب في إقليم دارفور كغيره من هوامش وأطراف الوطن. التي تآذت كلها وتآذى وقتل وتشرد واغتصب إنسانها جراء الحروب المتناسلة هذه .
لذلك عمدت الإنقاذ إلى إستخدام سياسة المستعمر (فرق تسد ) ، فقامت بإذكاء الخلافات الموجودة أصلا بين القبائل ..رحل مع مزارعين ..وبل حتى رحل مع رحل لاحقا ..
ومؤخرا حتى بين بطون القبيلة الواحدة .

وكذلك قامت بتسليح وتجنيد بعض متفلتي القبائل والهمباتة من العرب وغيرهم من القبائل الدارفورية، الذين كانوا يلقبوا بالجنجاويد (جن راكب جواد ) وإسم الدلع لهم ( جنجا )..
  فتحولوا من النهب المسلح إلي مقاتلة حركات المعارضة المسلحة الدارفورية .

ومن ثم عمدت إلى تأليب شيوخ وقادة قبائل عربية ودعمهم بالمال والسلاح وكون لهم الجيش وجهاز الأمن مليشيات ليتصدون بها لحركات المعارضة المسلحة .
بدأت بجماعة الشيخ الرزيقي المحمودي (موسى هلال ) الذي كونت له مليشيا حرس الحدود ..بزعم قطع الإمداد للحركات المسلحة من ليبيا وتشاد بالمال والسلاح .

وثم إندلعت الحرب العنيفة بين الجيش السوداني ومليشياته المؤدلجة من دفاع شعبي وغيرها..ومعها مليشيا موسى هلال القبلية من جهة. .
ومن الجهة الأخرى كانت حركات دارفور المسلحة المعارضة .

فكانت حرب دموية آذت الإقليم كثيرا وشردت الأطفال والنساء والشيوخ ..ومارس فيها الجيش الإشراف وحرق القرى بالطائرات ..كما قام بتحديد إحداثيات الهجوم لقوات المشاة والمليشيات الراكبة التاتشرات ..والتي لقبت بالجنجاويد ..ذلك اللقب القديم .

ظهور حميدتي ..ومليشيا الدعم السريع :
بعد إفاقة موسى هلال ووعيه أنه قد جر إلى حرب دموية مع جيرانه لا ناقة ولا جمل له فيها..حرب يعاني هو نفسه وقومه من آثارها المدمرة .والتي أفسدت النسيج الإجتماعي ..والعلاقات بين الرعاة والمزارعين الذين تعايشوا قرونا.. وكانوا يحلون خلافاتهم عبر محاكمهم وقوانينهم وأعرافهم الأهلية..
حرب قد تقوده إلى المحكمة الجنائية الدولية .
ومن ثم إنشاؤه وقومه ( مجلس الصحوة الثوري) ..وتبرؤه من النظام وخططه الخبيثه .

لجأ النظام لثائر ومتمرد شاب من نفس قبيلة الرزيقات ولكن من فرع الماهرية /خشم بيت أولاد منصور .
شاب زعم أن السبب الذي جعله يرفع السلاح مقاتلا ..هو نهب إبله التي كان يتاجر بها بين السودان وليبيا من قبل إحدى حركات دارفور المسلحة المعارضة .
ثم، سرعان ما إختلف الشاب حميدتي مع النظام الذي جنده ..فرفع ضده السلاح وحاربه وغنم منه أسلحة (كما ظهر في سلسلة لقاءاته مع المراسلة الصحفية العالمية نعمة الباقر على يوتيوب).

ولكن بعد إحتدام الخلاف بين هلال والنظام ..وإعلان مجلس الصحوة الثوري التمرد على الإنقاذ .
عاد نظام الإنقاذ ليجند مرة أخرى ..محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، ليعينه قائدا لما يسمى ب(قوات الدعم السريع)..
ولكن هذه المرة بشروطه ..أعني شروط حميدتي .
***
ثم تعمد دهاقنة الإسلامويين من الرزيقات الذين كانت لهم خلافات ومنابزات مع هلال ..مثل حسبو ومسار ..وكذلك الرئيس وجهاز أمنه ..
جر حميدتي إلى شن غارة ضد معقل موسى هلال وقومه في بادية مستريحة.. فقتل من الطرفين من قتل ..وإعتقل من المحاميد حوالي ألفين ونصف فردا لا يزالون معتقلين حتى كتابة هذا المقال .
وكل من يحضر للخرطوم من شيوخ وزعماء الرزيقات محاولا عقد صلح بين هلال المعتقل ..وحميدتي ..يتم إعتقاله فورا من قبل جهاز الأمن .
حتى أن هنالك شيخ أعمى وإبنه المراهق تم إعتقالهم أيضا .
***
ضحايا التجنيد بإسم الدعم السريع :
قد يظن البعض أن الدعم السريع وحوش أو بعاعيت قادمون من غرب أفريقيا لغزو السودان ..
وحقيقة لاحظت خوف وكراهية كثير من السودانيين لأهل غرب أفريقيا.. ولا أدري لماذا هذا التحامل على غرب أفريقيا !!
فيعلم الله ..لقد عاشرت هؤلاء القوم ودرست معهم وعملت معهم في دول مختلفة ...وهم لا يختلفون كثيرا عنا..بل يحملون لنا كل الحب والإجلال ، وهم قوم في قمة الرقي ..بتدينهم السمح وطباعهم الأفريقية العريقة ..سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ..متحدثين بالفرنسية أو بالإنقليزية ...وبعضهم يتحدث العربية أيضا ..مثل التشاديين الذين يتحدثون العربية بلهجتهم المميزة .
وكذلك المسلمون من غرب أفريقيا من طلبة وغيرهم الذين عاشرتهم بعضهم درس اللغة العربية في خلاوي القرآن وهؤلاء يتحدثونها بالفصحى ههههه

وأعتقد هذا رأي كل سوداني إحتك بهم في الغربة وليس رأيي وحدي. 
ولكم يحزنني أن يقرأ أحدهم أو إحداهن كم الكراهية والهجوم العنصري المتخلف ضدهم ..وهم قوم يحترموننا ويحبون موسيقانا وأغنانينا ويعرفون كبار وصغار مطربينا .
وكلامي عن أفارقة غرب أفريقيا الطيبون هؤلاء ..لا أعني به ضحايا تجنيد الدعم السريع.
وإنما كان هذا كلام عام عن شعوب غرب أفريقيا بل كل أفريقيا .
فليس هم الوحوش ..بل الوحوش هم الإنقاذيين الذين تدخلوا في العديد من هذه الدول ..فدعموا إرهابيو بوكو حرام في نايجريا والنيجر ..ودعموا منظمة سليكا الإرهابية في أفريقيا الوسطى وتسسببوا بالخلافات الدينية التي سببت مذبحة هناك. 

أما ضحايا التجنيد بإسم الدعم السريع فأعني بهم أولئك الشباب والصغار المنحدرون من أسر بدوية فقيرة ضربها الجفاف في في شمال دارفور ، وأغلقت الحرب مسارات الرحل ..
وكانت الطامة الكبرى بالنسبة لهم ..الحرب الليبية بعد الثورة ..التي حرمتهم (الشيك الخدري ) ..وكذلك إغلاق الحدود مع ليبيا الذي حبسهم في بيئة السافنا الفقيرة ..
ثم لم يجدوا بدا ولا مفرا في التنافس في السفر إلى اليمن كمرتزقة..
لشيوخ الخليج ..ليموتوا في حرب لا ناقة ولا جمل لهم فيها. 

وكذلك ما سببته الحرب من الفتن التي حدثت بين القبائل الأفريقية والعربية..والتي راح ضحيتها النساء والأطفال والشيوخ ..وكذلك شباب غض .

خطورة الشحن العنصري:
طبعا مدركة تماما أن قوات الجنجاويد التي تسمى حاليا بالدعم السريع لم تعد مليشيا مكونة من قبيلة واحدة أو فرع قبيلة واحدة ..فهذا مستحيل طبعا وإلا كان عدد هذه القوات محدود .

وكذلك أغلبية الدعم السريع هم قبائل سودانية. نعم سودانية حتى ولو لم تعجبكم لهجتهم أو تفهموها.. أو حتى لو تحدث بعضهم الفرنسية ..فكثير من أهلنا الرزيقات والسلامات وكذلك قبائل التماس مع تشاد مثل الزغاوة والمساليت وغيرهم يتحدثون الفرنسية بطلاقة . فقط أنتم لا تعلمون .
هذا ناهيك عن ضم الدعم السريع لأفراد من مختلف قبائل السودان ..بل يقال أن قواتهم قدس ٣ وقدس ٤ جلهم تم تحويلهم من جهاز الأمن إلى الدعم السريع.
فلذلك الكواريك (إنه ديل تشاديين ..زبالة غرب أفريقيا جابوها لينا ..إلخ من شتائم عنصرية ) ..وغيره من شحن عنصري غير متبصر ..بل إنتقامي فقط ..
فصدقوني قد بدأ يؤلب عليكم كل الغرابة...وليس عربهم فقط بل حتى أفارقتهم .
وقد قرأت وسمعت حتى من منتسبي بعض حركات دارفور المسلحة إحتجاجا غاضبا على هذه العنصرية ..
فبعض أن كان الهتاف (يا عنصري ومغرور..كل الوطن دارفور ) تاااني رجعوكم لنغمة دا تشادي ودا ما سوداني ..
وهذا الأمر الذي تكرر كثيرا منذ بداية حرب دارفور ..ضد الزغاوة تحديدا ..فمتى تكون له نهاية ؟
فقد لاحظت نفسسسس هذا النهج العنصري ضد قوات مناوي عندما جاءت إلى الخرطوم عقب إتفاقية أبوجا..والسخرية منهم ومن عمامة (الكدمول) عمامة أهل الصحراء ..
وكذلك ضد الوزير الإنقاذي إبراهيم محمود الذي ما أن صرح بتصريحات مستفزة إبان ثورة سبتمبر حتى تم قذفه فورا خلف الحدود ..إلى أريتريا ..
فقط لأنه ينتمي إلى إحدى قبائل التماس أيضا !!

وفي الحقيقة (أنا عايزة أعرف الوطن دا حق منو بالضبط ؟..ومنو المن حقه يدي الجنسية أو ينزعها بمزاجه ؟!!..
فعندما رفض حميدتي فض الاعتصام في البداية لاحظت الناس نزلوا فيهو شكر في الوسائط ..ووصفوه بود بلد ..ثم أووول ما قلب عليهم طوااالي طلعوا تشادي ههههه ..وهات يا توثيقات وفبركات من محور كيزان قطر طبعا ..
طيب ما نحنا برضه قبائل التماس بحكم تضحياتنا في سبيل البلد دي بالآلاف منذ الثورة المهدية إلي حروب الإنقاذ ضدنا جنوبا وشرقا وغربا ..مش ممكن برضه نشوف إنه لينا الحق نطلع الناس الما ضحوا زينا أجانب ؟
ممكن نعملها برضه وممكن نخون برضه ..لكن دي دائرة جهنمية نحنا واعين ليها ...).

وصدقوني إستمراركم في هذا النهج العنصري بغرض التشفي سيكون وبالا عليكم ..
بل سيزيد من إلتفاف العديد من أبناء وبنات الغرب حول حميدتي تعاطفا معه ضد محاولة نزع جنسيته السودانية منه عبر بث الشائعات الكاذبة ..التي يبثها كيزان محور قطر.. ومن سخرية القدر أن يخدم معارضي نظام الإنقاذ دعاوى ومؤآمرات محور قطر دون أن يدروا ..بل بعضهم يدري ولكنه يكرر هذه الشائعات بغرض التشفي ..
ولكن التشفي هذا غير أنه سيجعلهم ينخرطون في حرب (كيزان محوري السعودية وقطر) ويكونوا مجرد أدوات لهم في حرب تكسير العظام والضرب تحت وفوق الحزام الشغالة بينهم هسه ..
فكذلك ستكون له عواقب وخيمة ..على ثورتنا ووطننا ووحدتنا ونسيجنا الإجتماعي..
فهذه الثورة العظيمة ..التي قدم شعبنا في سبيلها أرتالا من الشهداء ...من كل جهات الوطن.. 
(أثمن) من أن يجعلونا نضيعها في حروب أهلية أخرى كما يهدفون ..وكما فعلوا في بلدان مثل سوريا واليمن وليبيا ..
علينا أن لا ننساق وراء أحقادنا وخوفنا الضار ..وأن نكف عن إجترار مرارات الماضي ..فالتاريخ لا يتوانى عن تكرار نفسه لو ألححنا عليه ..
وأن نودع مع هذه الثورة المستشرفة لوطن جديد قائم على شعاراتها من حرية وسلام وعدالة ..
أقوالا مثل ( الجاي من الغرب ما بسر قلب )..
أو حتى لا نضطر للإستنجاد بالأجنبي كما قال الحاردلو في أبياته التي تشابه عنصرية المتنبي ضد أخانا النوبي كافورا الإخشيدي :
ناسا قباح من الغرب جونا 
ولاد ناسا عزاز زي العبيد سوونا 
يابا النقس يا الإنقليز ألفونا 
ولا نريدها أن تكون مجرد شعارات معلقة في الهواء ..بل لنعمل على أن تكون واقع على الأرض..


وإلا ..على هذا الوطن السلام .
اللهم قد بلغت ..فاشهد .
26 Jun 2019












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق