الحق الحق أقول لكم:
بقلم: آمنة أحمد مختار أيرا
(الحق الحق أقول لكم..إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثيرٍ". (24)
المسيح عليه السلام.
يوحنا(إصحاح١٢).
استدعائي لكلمات السيد المسيح هذه ليست دعوة مني للإستشهاد وكراهية الدنيا ، ولكنها تحية وتمجيد لكل شهداء ثورة ديسمبر العظيمة وكل الثورات والإنتفاضات الماجدة عبر تاريخ السودان وفي كل ركن من أركانه وكل بقعة من بقاعه..فبذورهم التي بذروها في باطن هذه الأرض الطيبة ستثمر خيرا كثيرا بلا شك.
فلعمري هذا شعب عظيم ..شعب مستبسل طوال تاريخه، وأثبت لكل الغزاة والمستعمرين أنه شعب حر لا يرضى الذل والمهانة..سواء من المستعمر الأجنبي أو المستعمر المحلي (ذيل الأجنبي وتابعه العميل).
فلك المجد يا شعب التضحيات والبطولات...يا من هزمت المشروع الظلامي (المشروع الحضاري الإسلامي)، والذي ابتدعته قوى الظلام بهدف غسل أدمغة أبناء هذا الشعب ومسح ثقافاته وتراثه وموروثاته وتدينه المتسامح والفطري . وحشدت قوى الظلام كل وطاويطها من حول العالم ومراكز بحوثها لتكريس مشروعها هذا..و(الذي أفشله الشعب تماما) وكال عليه التراب والرماد..
حتى بأيادي الشباب الذين ولدوا في كنفه ومن المفترض أن يكونوا تشربوا هراءه.. ذلك المشروع الذي زعم واضعوه أنه (فلسفة ونهج ديني حضاري)..فأثبتم لهم بعزيمتكم ووعيكم أنه لم يكن سوى خزعبلات وأوهام صيغت لتتويه الشعب السوداني عن هويته..وثقافاته وحضارته العريقة العتيقة ، ولكن هيهات.
وثم ماذا بعد يا شعبي العظيم ، ما المفترض أن تكون خطوتنا في هذه المرحلة التي قد تبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟
- الشيطنة:
تأبي الرماح إذا إجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا
يجب علينا جميعا أن نتحد ونتوحد خلف هدف واحد ..وأن نتوقف عن شيطنة الناقد الحادب على الوطن، وكذلك نتوقف عن الهجوم على النشطاء المستقلين وتخوينهم وشيطنتهم، ننتقد المواقف وليس الشخوص ونكف عن محاولات إغتيال شخصية فلان أو علان لأنه صرح بأن الكيان الفلاني لا يمثله ..فهذا من حقه ومن صميم مبادئ الحرية التي يتشدق بها البعض ولا يعمل بها ..وكذلك من صميم مبادئ حرية الرأي .
فنحن نحارب نظاما دكتاتوريا قمعيا ..لذلك من الحكمة أن لا نتبنى أساليبه القميئة..فنصير قميئين مثله !!
فالحكمة تقول إن نصف رأيك عند أخيك طالما الهدف واحد .
وتخيل معي أن الوطن غرفة ..فالجالسون معك في نفس الغرفة ولكن في أركانها الثلاثة الأخرى قد يرون من زواياهم تلك ما لم تره أنت.
فما أوسع هذا الوطن الشاسع ..العامر بمواطنيه من كل الأصقاع والبقاع والقرى والنجوع والأرياف وسهول المراعي والغابات.
فهؤلاء كلهم يمثلون الوطن عن أصالة ..شمالا وشرقا وغربا بل وحتى جنوبنا في أبيي التي لم يحسم أمر تبعيتها بعد لأي من شطري الوطن، كل هؤلاء لهم رؤى حول ما يجري في وطنهم ولهم حق أصيل في إبداء الرأي والنصح والنقد والتنظير لما هو في صالح الوطن.
والعديد منهم كان لهم نصيب الأسد من عسف هذا النظام وظلمه ..ولطالما سالت دماؤهم وروت أرضهم الطيبة.
فلذلك تكميم أفواه كل هؤلاء ومحاولات إخراسهم عن الإفتاء في شأن الوطن وهم ثوار أصيلين وأصحاب مصلحة في التغيير الإيجابي لوطننا الذي نحلم به سامقا سموق المدى الذى إرتقى إليه شهداؤنا شهداء العزة والكرامة..ليس عملا حكيما ولا تكتيكا ثوريا ناجعا وناجحا كما تتوهمون.
بل هذا التصرف هو الذي (يشق الصف) الثوري ..لا العكس..
كثيرون إستهدفوا بطريقة قمعية جدا..في محاولات لإخراسهم والسخرية منهم بل والتهديد ب(المحاكمة الثورية) بعد إنجاز الثورة وإستلام الحكم ..
فقط لأنهم منحوا أنفسهم الحق في التعبير عن ما يجري من أحداث وتحولات تاريخية في وطنهم، وشخصي(الما ضعيف) كنت واحدة منهم. ووثقت لبعض هذه الإتهامات فبعضها يصل لدرجة التهديد الذي يعاقب عليه القانون، ولكن أنتظر فقط (قانوننا) الحر والنزيه بعد إنجاز الثورة ..لعدم إعترافي بقانون الكيزان ولا حتى بمجلس إنقلابهم العسكري مفتقد الشرعية (من قولة تيت).
ولا تنسوا أن من تهاجمونهم سيهاجمونكم ومن تسخرون منهم سيسخرون منكم ومن تغتالون شخصيته سيفعل مثلكم.
فلسنا بعاجزين أو نجهل حقوقنا في وطننا بل مواطنون مثلكم كاملو المواطنة ..وثوار مثلكم على تمام الثورية.
ولن نكل ولن نمل حتى نرى وطنا حدادي مدادي حرا كما ينبغي ..
وطنا نستحقه ويستحقنا..نفاخر به بين الأمم ويفاخر بنا ..حتى لو استدعى الأمر القيام بآلاف الثورات .
لذلك التحلي بالروح الرفاقية مطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والتحولية في تاريخنا.
وقد إنتقد العديد من الحكماء أمثال أستاذ فيصل محمد صالح وحمور زيادة وصفية العريفي وغيرهم كثر من الحادبين المتحلين بالروح الرفاقية.. أسلوب تخوين ومهاجمة ذوي الرأي المختلف ..ومحاولات سحلهم وتأديبهم بحجة عدم (شق الصف)، فقد نسي هؤلاء المتنطعون أو تناسوا عن قصد أن الرأي المخالف لا يعني بالضرورة (شق صف) ، فهنالك فرق واضح بين النقد الحادب والتساؤل والمساءلة المشروعة عن بعض خطوات من تولوا قيادة هذا الحراك الثوري ..وبين شق الصف .
وفي رأيي أن من شق الصف هم من يريدون إحتكار الكلام والرؤي حول ما ينفع الحراك وما يصون الدماء وما يحفظ للثورة زمام مبادرتها كي لا تتراجع حتى نتقهقر للمربع الأول ..والذي للأسف نحن فيه الآن .
فهل من المعقول أن يكون الإنقاذيون ..ويا لسخرية القدر ..هم الواعين لأهمية مخاطبة بل ومغازلة وتحشيد جموع الشعب في أريافه وبواديه وسواحله وغاباته ..وأنتم لا ؟!!
- الخطوة التالية :
في رأيي على كل القوى الثورية السودانية المدنية والمسلحة والنشطاء وحكماء هذا الشعب وتنظيمات الأقاليم الشبابية والمبادرات الخيرية وكذلك التجمعات النسوية أن يجلسوا جميعا وعلى وجه السرعة بعد تنسيق واسع النطاق يجمع كل أصحاب المصلحة في التغيير ولا يستثني أحدا حتى من هم بالخارج، ويعقدوا مؤتمرا جامعا عبر ممثلين لهم عبر الوسائط (لغرض السرعة وكسب الزمن الغالي الذي أهدر في خلافات ومحاصصات) ..وذلك لمناقشة خطط المواجهة المقبلة ووضع خارطة طريق متفق عليها.. والتي يمكن أن تكون كالآتي :
أولا: تشكيل حكومة وطنية بأسرع فرصة ممكنة من شخصيات مشهود لها بنظافة اليد والحرص على الوطن، ولم يسبق لها التلوث بالعمل مع الإنقاذ بأي صورة من الصور ، وكذلك ليس لديها مصلحة أو تقاطعات مع أي محور من المحاور التي تريد أن تحكم بلدنا عبر وكلاء وعملاء لها .
ثانيا: الجدية في إعلان الإضراب العام والعصيان المدني بدون تجزئة أو توقف تحت أي دعوة أو محاولات وساطة حتى تبلغ الثورة منتهى غاياتها ..ويعود الوطن المختطف إلى صاحبه الحقيقي ألا وهو الشعب والشعب فقط.
كلمة أخيرة:
ومقترحاتي هذه أرجو أن لا تفهم على أنها إملاءات ..بل هي مجرد مفاكرات من مواطنة حادبة.. ومجرد مقترحات.. لا أطالب الأخذ بها وحدها بالطبع إلا بعد الإستماع إلى جميع الآراء لكل السودانيين الذين سيمثلون في المؤتمر الجامع عبر الممثلين الذين ينتخبون من قبل قواعدهم في كل الوطن ..أكرر من كل الوطن ..
شرط أن يرتقي الجميع إلى المقام الوطني العالي والسامق.. وأن يتحلوا بالمعيار الفدائي (الذي حدد الشهداء لنا إطاره المجرد من المطامع والمكاسب) ..وأن لا تنسوا أنهم بلا شك يراقبوننا الآن من الأعالي ليروا هل سنرد لهم جميل تضحياتهم ..(بعدم الإستلقاء أثناء المعركة)..أم سنتخاذل عن معيارهم السامق هذا الذي خطوه لنا بدمائهم ورسموه لنا كخارطة طريق على تراب الوطن ؟
وختاما: إذا كانت رقصة التانغو تحتاج إلى راقصين إثنين..
فما بالكم برقصاتنا الشعبية التي تحتاج في أدائها إلى فريق من الراقصين الذين لابد أن يتفرد كل مؤدٍ فيها بإبداعه الخاص..كي تنجز الرقصة بتناغم وجمال .
وكذلك السيمفونيات العظيمة لا تعزفها آلة موسيقية واحدة..بل أوركسترا كاملة .
وفريق كرة القدم ..لكل لاعب منهم قدراته ومهاراته ودوره في الملعب..فالمهاجم مثلا دوره يختلف عن حارس المرمى وهكذا ..
والوطن للجميع..وسنحرص على هذا الحق.
#عيد_الشهيد
7 Jun 2019
بقلم: آمنة أحمد مختار أيرا
(الحق الحق أقول لكم..إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثيرٍ". (24)
المسيح عليه السلام.
يوحنا(إصحاح١٢).
استدعائي لكلمات السيد المسيح هذه ليست دعوة مني للإستشهاد وكراهية الدنيا ، ولكنها تحية وتمجيد لكل شهداء ثورة ديسمبر العظيمة وكل الثورات والإنتفاضات الماجدة عبر تاريخ السودان وفي كل ركن من أركانه وكل بقعة من بقاعه..فبذورهم التي بذروها في باطن هذه الأرض الطيبة ستثمر خيرا كثيرا بلا شك.
فلعمري هذا شعب عظيم ..شعب مستبسل طوال تاريخه، وأثبت لكل الغزاة والمستعمرين أنه شعب حر لا يرضى الذل والمهانة..سواء من المستعمر الأجنبي أو المستعمر المحلي (ذيل الأجنبي وتابعه العميل).
فلك المجد يا شعب التضحيات والبطولات...يا من هزمت المشروع الظلامي (المشروع الحضاري الإسلامي)، والذي ابتدعته قوى الظلام بهدف غسل أدمغة أبناء هذا الشعب ومسح ثقافاته وتراثه وموروثاته وتدينه المتسامح والفطري . وحشدت قوى الظلام كل وطاويطها من حول العالم ومراكز بحوثها لتكريس مشروعها هذا..و(الذي أفشله الشعب تماما) وكال عليه التراب والرماد..
حتى بأيادي الشباب الذين ولدوا في كنفه ومن المفترض أن يكونوا تشربوا هراءه.. ذلك المشروع الذي زعم واضعوه أنه (فلسفة ونهج ديني حضاري)..فأثبتم لهم بعزيمتكم ووعيكم أنه لم يكن سوى خزعبلات وأوهام صيغت لتتويه الشعب السوداني عن هويته..وثقافاته وحضارته العريقة العتيقة ، ولكن هيهات.
وثم ماذا بعد يا شعبي العظيم ، ما المفترض أن تكون خطوتنا في هذه المرحلة التي قد تبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟
- الشيطنة:
تأبي الرماح إذا إجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا
يجب علينا جميعا أن نتحد ونتوحد خلف هدف واحد ..وأن نتوقف عن شيطنة الناقد الحادب على الوطن، وكذلك نتوقف عن الهجوم على النشطاء المستقلين وتخوينهم وشيطنتهم، ننتقد المواقف وليس الشخوص ونكف عن محاولات إغتيال شخصية فلان أو علان لأنه صرح بأن الكيان الفلاني لا يمثله ..فهذا من حقه ومن صميم مبادئ الحرية التي يتشدق بها البعض ولا يعمل بها ..وكذلك من صميم مبادئ حرية الرأي .
فنحن نحارب نظاما دكتاتوريا قمعيا ..لذلك من الحكمة أن لا نتبنى أساليبه القميئة..فنصير قميئين مثله !!
فالحكمة تقول إن نصف رأيك عند أخيك طالما الهدف واحد .
وتخيل معي أن الوطن غرفة ..فالجالسون معك في نفس الغرفة ولكن في أركانها الثلاثة الأخرى قد يرون من زواياهم تلك ما لم تره أنت.
فما أوسع هذا الوطن الشاسع ..العامر بمواطنيه من كل الأصقاع والبقاع والقرى والنجوع والأرياف وسهول المراعي والغابات.
فهؤلاء كلهم يمثلون الوطن عن أصالة ..شمالا وشرقا وغربا بل وحتى جنوبنا في أبيي التي لم يحسم أمر تبعيتها بعد لأي من شطري الوطن، كل هؤلاء لهم رؤى حول ما يجري في وطنهم ولهم حق أصيل في إبداء الرأي والنصح والنقد والتنظير لما هو في صالح الوطن.
والعديد منهم كان لهم نصيب الأسد من عسف هذا النظام وظلمه ..ولطالما سالت دماؤهم وروت أرضهم الطيبة.
فلذلك تكميم أفواه كل هؤلاء ومحاولات إخراسهم عن الإفتاء في شأن الوطن وهم ثوار أصيلين وأصحاب مصلحة في التغيير الإيجابي لوطننا الذي نحلم به سامقا سموق المدى الذى إرتقى إليه شهداؤنا شهداء العزة والكرامة..ليس عملا حكيما ولا تكتيكا ثوريا ناجعا وناجحا كما تتوهمون.
بل هذا التصرف هو الذي (يشق الصف) الثوري ..لا العكس..
كثيرون إستهدفوا بطريقة قمعية جدا..في محاولات لإخراسهم والسخرية منهم بل والتهديد ب(المحاكمة الثورية) بعد إنجاز الثورة وإستلام الحكم ..
فقط لأنهم منحوا أنفسهم الحق في التعبير عن ما يجري من أحداث وتحولات تاريخية في وطنهم، وشخصي(الما ضعيف) كنت واحدة منهم. ووثقت لبعض هذه الإتهامات فبعضها يصل لدرجة التهديد الذي يعاقب عليه القانون، ولكن أنتظر فقط (قانوننا) الحر والنزيه بعد إنجاز الثورة ..لعدم إعترافي بقانون الكيزان ولا حتى بمجلس إنقلابهم العسكري مفتقد الشرعية (من قولة تيت).
ولا تنسوا أن من تهاجمونهم سيهاجمونكم ومن تسخرون منهم سيسخرون منكم ومن تغتالون شخصيته سيفعل مثلكم.
فلسنا بعاجزين أو نجهل حقوقنا في وطننا بل مواطنون مثلكم كاملو المواطنة ..وثوار مثلكم على تمام الثورية.
ولن نكل ولن نمل حتى نرى وطنا حدادي مدادي حرا كما ينبغي ..
وطنا نستحقه ويستحقنا..نفاخر به بين الأمم ويفاخر بنا ..حتى لو استدعى الأمر القيام بآلاف الثورات .
لذلك التحلي بالروح الرفاقية مطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والتحولية في تاريخنا.
وقد إنتقد العديد من الحكماء أمثال أستاذ فيصل محمد صالح وحمور زيادة وصفية العريفي وغيرهم كثر من الحادبين المتحلين بالروح الرفاقية.. أسلوب تخوين ومهاجمة ذوي الرأي المختلف ..ومحاولات سحلهم وتأديبهم بحجة عدم (شق الصف)، فقد نسي هؤلاء المتنطعون أو تناسوا عن قصد أن الرأي المخالف لا يعني بالضرورة (شق صف) ، فهنالك فرق واضح بين النقد الحادب والتساؤل والمساءلة المشروعة عن بعض خطوات من تولوا قيادة هذا الحراك الثوري ..وبين شق الصف .
وفي رأيي أن من شق الصف هم من يريدون إحتكار الكلام والرؤي حول ما ينفع الحراك وما يصون الدماء وما يحفظ للثورة زمام مبادرتها كي لا تتراجع حتى نتقهقر للمربع الأول ..والذي للأسف نحن فيه الآن .
فهل من المعقول أن يكون الإنقاذيون ..ويا لسخرية القدر ..هم الواعين لأهمية مخاطبة بل ومغازلة وتحشيد جموع الشعب في أريافه وبواديه وسواحله وغاباته ..وأنتم لا ؟!!
- الخطوة التالية :
في رأيي على كل القوى الثورية السودانية المدنية والمسلحة والنشطاء وحكماء هذا الشعب وتنظيمات الأقاليم الشبابية والمبادرات الخيرية وكذلك التجمعات النسوية أن يجلسوا جميعا وعلى وجه السرعة بعد تنسيق واسع النطاق يجمع كل أصحاب المصلحة في التغيير ولا يستثني أحدا حتى من هم بالخارج، ويعقدوا مؤتمرا جامعا عبر ممثلين لهم عبر الوسائط (لغرض السرعة وكسب الزمن الغالي الذي أهدر في خلافات ومحاصصات) ..وذلك لمناقشة خطط المواجهة المقبلة ووضع خارطة طريق متفق عليها.. والتي يمكن أن تكون كالآتي :
أولا: تشكيل حكومة وطنية بأسرع فرصة ممكنة من شخصيات مشهود لها بنظافة اليد والحرص على الوطن، ولم يسبق لها التلوث بالعمل مع الإنقاذ بأي صورة من الصور ، وكذلك ليس لديها مصلحة أو تقاطعات مع أي محور من المحاور التي تريد أن تحكم بلدنا عبر وكلاء وعملاء لها .
ثانيا: الجدية في إعلان الإضراب العام والعصيان المدني بدون تجزئة أو توقف تحت أي دعوة أو محاولات وساطة حتى تبلغ الثورة منتهى غاياتها ..ويعود الوطن المختطف إلى صاحبه الحقيقي ألا وهو الشعب والشعب فقط.
كلمة أخيرة:
ومقترحاتي هذه أرجو أن لا تفهم على أنها إملاءات ..بل هي مجرد مفاكرات من مواطنة حادبة.. ومجرد مقترحات.. لا أطالب الأخذ بها وحدها بالطبع إلا بعد الإستماع إلى جميع الآراء لكل السودانيين الذين سيمثلون في المؤتمر الجامع عبر الممثلين الذين ينتخبون من قبل قواعدهم في كل الوطن ..أكرر من كل الوطن ..
شرط أن يرتقي الجميع إلى المقام الوطني العالي والسامق.. وأن يتحلوا بالمعيار الفدائي (الذي حدد الشهداء لنا إطاره المجرد من المطامع والمكاسب) ..وأن لا تنسوا أنهم بلا شك يراقبوننا الآن من الأعالي ليروا هل سنرد لهم جميل تضحياتهم ..(بعدم الإستلقاء أثناء المعركة)..أم سنتخاذل عن معيارهم السامق هذا الذي خطوه لنا بدمائهم ورسموه لنا كخارطة طريق على تراب الوطن ؟
وختاما: إذا كانت رقصة التانغو تحتاج إلى راقصين إثنين..
فما بالكم برقصاتنا الشعبية التي تحتاج في أدائها إلى فريق من الراقصين الذين لابد أن يتفرد كل مؤدٍ فيها بإبداعه الخاص..كي تنجز الرقصة بتناغم وجمال .
وكذلك السيمفونيات العظيمة لا تعزفها آلة موسيقية واحدة..بل أوركسترا كاملة .
وفريق كرة القدم ..لكل لاعب منهم قدراته ومهاراته ودوره في الملعب..فالمهاجم مثلا دوره يختلف عن حارس المرمى وهكذا ..
والوطن للجميع..وسنحرص على هذا الحق.
#عيد_الشهيد
7 Jun 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق