الصفحات

السبت، 28 يوليو 2012

مدينة العسس

ترى هل يذكرنى ؟
>>
اذا إشتم عطري بين النسمات
أو سمع إسمي؟
>>
وإذا مر يوما بمراتع هوانا
أو ركننا القصي
هل يذكر رسمي؟
>>
هل يذكر قبلات اللهفة المسروقة
ونحن نختبئ من عيون العسس
فى مدينة الظلام..

هل يذكر همسي؟

>>
هل يذكر أحضاني التى كانت تحتويه
ولمساتي التى تسكره
وحلمة أذنى؟

>>
هل يذكر دفء شفاهي التى لم يكن
يمل ارتشاف رحيقها
هل يذكر كياني الثري
عودى الطري
نهداي وشعري
أريجي وعطري ؟

>>
رقتي وحناني
عواصفي وثوراتي
رضائي وسخطي
تمنعي واقبالي
كري وفري ؟

>>
ما زلت أذكر نظرة اللوعة فى عينيه الجميلتين
التى تشى بشوقه الحار إلى الاندماج
والاحتراق..
فى أتون (الحب)..

>>>
مازلت أذكر صلاته وركعاته
فى محراب الوجد..
ودموع الحرمان يغذيها
خوف الفقد..
مازلت أشعر بملمس
الخد على الخد
وأريج الورد
>>
ما زلت أذكر عناق أكفنا اللانهائي
فى رقصة جوع أبدية
سعيا للإشباع الممنوع
فعيون العسس ..
تحاصرنا وتترصدنا
فى كل مكان وزاوية
وتعوق شوقنا الغريزي
الى اكتمالنا البشري..!!

>>
هل يذكر كيف افترقنا
هل يذكر لماذا؟
<<
ترى ..
هل يذكر كل هذا
أو يذكرني؟

 *

قلب متمرد !!

حنانيك قلبى حنانيك..
لا تطأ حدائق العاطقة الشائكة..
فيدميك شوكها..ويدمينى
**
حذاريك أيها المتمرد حذاريك..
أن تبحر فى بحار مجهولة وخطرة..
دون بوصلة..فتضيع ...وتضيعنى
**
أكيح جماحك وسيطر على إندفاعك
لا تسافر فى بحار الشغف..
دون زاد
أو سلاح
مضاء وحاد
ففى بلاد الشغف تذبح القلوب وتقدم
طعاما للغيلان
بل وترمى للكلاب
**
خذ حذرك قلبى..كل الحذر
فدرب الشغف محفوف بالمخاطر
وسكة الذهاب ليست نفسها سكة الرجوع
**
أخشى عليك أيها الغافل العنيد..
أن تدمى ..أو تضيع..
فتدمينى معك..
وتضيعنى
**
*

رقصة الحياة

أسمع صوت الموسيقى
ترم ترن تتن ترن..
ينساب رويدا ...داخل أعماقي ..
يهتز  عصب دماغي طربا
أترنح نشوانة ...
أمد يدي إليك 
لنتبختر سويا
على بساط أحمر زاه ..
مؤدين فى جلال 
رقصة الحياة 

++
+
_____________________________________

The Dance of Life..
____
I listen to the music
Seeping .. slowly..
Into the depths
Of my soul ..
A nerve in my brain
Vibrates in rapture
I sway in ecstasy
I reach out
With my hand to you
We stroll together ..
On a bright red carpet
Stately
Performing together ..
The dance of life ...
+++
+
.........
ترجمة الراحل /أستاذ بشير بكار

الأربعاء، 25 يوليو 2012



حين زفوا إليه صحة الخبر
فى ذكرى شهداء مذبحة بورتسودان

صديق صالح ضرار
  siddiegderar@yahoo.com


  وكان حين زفوا إليه صحة الخبر
وقالوا بأن الوفد أسفل الجسر
عند منحنى الطريق الدائرى
حيث سكة السفر
من حيث تعبر الشاحنات مثقلات
بالذى يمر عبر بوابة الميناء
من حليب ومن دمقس ومن درر
قالوا بأن الوفد فى انتظاره
يحمِّلون كل نسمة إلى الخرطوم ذاهبةً
سلامهم المهذب الحذر
ويشبكون فى بريدها صحيفة تشرح همهم
وأن فرصة النجاة فى الحياة
فى خطر
هذا لأن حكومة الإنقاذ خبَّرتهم بأنها : ستعطى الناس حقهم
-
فى حدود الشريعة الغراء والأطر
وأن ما فرضه الله لعباده
يأخذونه فى الدنيا
. .
أو فى نعيم الآخرة
: -
كان وقتها يجلس فى الظل تحت سقيفة الكبارى التسع
يداعب الباسنكوب الذى فى حضنه
وينبض الوتر
-
غامت أمام عينه الأشياء ، واندلقت أشرطة الصور
كأنما رأى بأنه :فى ساحة الميناء حاملا
وعاملا يتقافز فى رشاقة النمر
كأنما رأى بأنه آخر النهار عائد محملا بالقطف الجنى والثمر
كأنما رأى :أطفالا من الجنان قد أُنزلوا
على بوَّابة المهمشين فى شراعة السحر
منمنمة أثوابهم ، نظيفة أجسادهم غسلت بالثلج و البَرَد و بالمطر
وفتية تحدَّروا من العلياء
باسمة وجوههم
طاهرة قلوبهم
لا يضمرون غلآًّ
ولا يشكِّلون هاجسا خطر
كأنما رأى نسوة
تضوع من أجسادهن رائحة الخبيز المستحر
ونعمة من السماء
اختص بها الله
مضارب البجاة
ومن ساكنهم
من رفقة وأصدقاء
ومن على ديارهم عبر
كان كل هذا الكون والفضاء
مسرحا للهوه
يشتط به أنى شاء
لم يكن يعلم أن هذا الطريق الدائرى
والذى يحمل الخيرات إلى الخرطوم
هو نفسه الذى يأتى بالغزاة
المجرمين القاتلين من الخرطوم
محملين بالغاز اللعين وبالرصاص والسموم
كان أكبر همه أن يرقب البحر
وكانت الجبال منظاره
يصعد شاهقها ليرصد الأفق ،،
وأبعد من مرمى البصر
البحر كان يأتيه بالموت
ويبعث فى داخله الرعب والجنون
وكانت الجبال حصنه المنيع
والقلعة التى تتصدع عند بوَّبتها فزَّاعة الخطر الآن الموت يأتيه من الداخل
من الأرض التى يسكنها الذين
كان يذود عن قيانهم
ويبعد الفتنة عن أوطانهم
ويجنبهم مشقة القتال حين يستعر ما استفاق من غفوته إلا وجاحم الجحيم منهمر
لعلع الرصاص
واستشاط فى السماء وانتشر
واخترقت إحداهاعظام رأسه
واستقرت فى باطن اليافوخ
خلف جبينه الأغم
وانفثأ الدم
إنفثأ الدم الوردى من ثقبى أنفه والفم
وأسقطت من بين شفتيه بقايا أغنية
"
إكدوناى . . إكدوناى . . بادميبا . . . . وسال من اللهات بعض من إسمك الجميل يا تولهيتى
خر بجسمه الناحل فى الثرى مضرجا
وانقبضت ضلوعه تحت العروق النافرة
وانقشع الغطاء عن ترسبات السم
عن الصديد الذى أفرزه السل
تحت الرئة المهترئة
جرجر الليل أذياله
وأفسح المجال للدموع الماطرة
بكت عليه كل حرة
وكل نجمة مهاجرة
لأنهم قد حلموا ببساطة الأشياء
ثم حمَلُوا عريضة صغيرة
/
مذكرة
يطلبون فيها أن تكون لهم
قيمة الإنسان على الأرض
وستر العرض
وشيئا من التعليم والصحة والماء
وقليلا من العدل والتساوى ،، فى فرص الوظيفة
لاكتساب لقمة شريفة
(ولأنهم قد طلبوا بعضا مما حباهم الله به 

 فى أرضهم وجادت به ديارهم)
-
وحتى يسمعون المقصود / الحاكم صوتهم
فقد تزيُّوا بأجمل ما لديهم
من الحلى والحلل
وكل ما يليق بجلال المقصود / والمناسبة
وهم من يقول عنهم الذين يحكمون من الخرطوم
يقولون عنهمُ
:
ـ بأن المهمشين ليسوا همُ الشريحة المنسية
فهم جزء من ثروتنا القومية
حين يعرضون أمام السياح
مهاراتهم الفنية
وحين يؤدون رقصة السيف
وحين يستعرضون فنونهم الحربية
وهم يُشركون فى جميع المحافل الدولية
بنفس هذا الزى
وبنفس هذى الحراب المشرعة
وبنفس هذى السيوف الراعفة
وبنفس هذا الشوتال
. .
وهذه العصاية المعقوفة
وهمُ الذين يؤتى بهم
أمام الضيوف من رؤساء وزائرين
وفى كل ما يقام من مناسباتنا الدينية
وفى بعض الأعياد وبعض المواسم الشعبية وفى احتفالات هذى الحكومات بإنجازاتها الثورية
هذا ما يقوله عنهم الذين يحكمون من الخرطوم
..
وهم الآن قد تزيوا
بما يليق بجلال المقصود والمناسبة 
) بالسيف و الحربة والشوتال (وبالعصاية المعقوفة
فكيف استقام أن أصبحت هذه الأشياء ضربا من الحرابة والفتنة والتمرد
والجريمة !يا أيها الليل الطويل ألا انجلى
ففى صباح الغد لى أجسام أواريها الثرى
ألا أيتها السماء قد صعدت إليك
سرية من الأرواح الطاهرة فبللى جراح امهاتهم
واحتسبى لهن مأثرة
يا أيها الليل ينام البعض فى قصورهم و طائر الصدى يقض مضجعى ويودى بين يدى دينا لإثأره

+

الثلاثاء، 24 يوليو 2012

الكوز التائب



هل بوسع الكوز أن ينسى كوزنته ؟
وأن يتوب توبة نصوحة
..
راكلا فى إباء قيود (عبوديته)
..
مكفرا عن ذنوب كالجبال
..
غاسلا لها
..
عاضا أصابع الندم
..
على إثمه ..و لوثته..؟
!
..أم أن توبته عسيرة
..
ومحال أن يشفى من (علته)
..
فمهما حاول أن ينكرها
..
تبدت رغما عنه فى سمته
..
خطوته على الأرض
..
همسته
..
كتاباته..أو كلمته
..
فهل بوسع الفيل أن يقلد مشية الغزال
..
أو رشاقة خطوته ؟
أم بوسع الزمار أن ينسى عادته
..
ولعب أصابعه على المزمار
..
وفى عادته راحته ؟
!
..
وهل زوال السبب الذى يجعل من الكوز كوزا
..
كافيا لينقلب على أولياء نعمته
..
داعمي وجوده ..وكينونته ؟
!
أم هى صحوة الضمير بعد طول تعامي
..
تجعله يعمل جاهدا للتكفير عن ذنبه
واستعدال خطوته
...
لا تظلموا (الكوز التائب ) فربما
..
فى توبته بعض ( صحوته )..أو ( حاجته
)..
.....
...
.

السبت، 21 يوليو 2012

شد الرحال.....إلى ( رب الرجال )


قررت أن تؤوب الى خالقها..
فركعت
وصلت
وقامت
وسجدت
وصامت وحجت
أدت كل الشعائر بانتظام وتبتل..
حرصا على نيل رضا الرب ..والعباد ..


وفى غمرة اخلاصها..وبعد أن قطعت آلاف الأميال ..وصلت آلاف الركعات بغية الوصول اليه..


أتاها إلهام : ان الرب ليس هناك ..بعيدا ...فى السماء السابعة ... أو عند سدرة المنتهى ..
بل هو قريب هنا: عند الضلوع ..حيث القلب .


..............
من مجموعتي ( ظل رجل...)
لا تجزعوا..
فالجزع يبدد النعم ..

أهتدي بصوت الصمت ..
فأسير...
عندها..أرى ما لايرى ..فى ضوء الظلام
أشم مالا يشم ..
أهتدي بإلهامي..وقبس من نور ذاتي
وقع خطواتى فى الظلام ينبهني
بأن أحث الخطى ..
كى ألحق بمن هم معى يسيرون..
جوارى وأمامي وخلفي.... نفس الدرب

حتى حين تهمس الأصوات وتخفت..ستسمعونني..
وستسمعون صوتي أيضا...حين تخفت كل الأصوات
*

إنقذوني دثروني ...(أو بعض من صلواتي )

وقفت على طرف الجرف ..حائرة ..ترقب الأفق
فقد أبلغتها النسمات ان هناك هبوبا يوشك أن يهب ..
كالهبباي فى سطوته..مفزعة زمجرته
..
من قبل ..
كانت تظن انها أهلا لمنازلة الهبباي وكل رياح الكون..
حتى كسرت الريح ذات مرة شراعها ..فصارت تخاف ..

وقد تعلمت أخيرا كم ان الشعور بالخوف ..مخيف !!


هل هو غريزة إنسانية ..أم لعنة ابليسية ؟!
قطعا هو ليس فضيلة ..كما قد أيقنت
..
لطالما ظنت نفسها فينيقا ينهض من تحت الرماد ..مرارا وتكرارا ..
هكذا كانت تواسى نفسها..
ولطالما صنعت من رمادها بيوتا..وتماثيلا تحاكى الآدمين ..
نعم ..كانت تلهو برمادها ..وأحيانا تصنع منه مدادا تكتب به وترسم ..
حتى ضربتها الهبباي ..فركعت وصلت :

دثروني ..دثروني
ادركوني.. ادركوني
فيقيني فى خطر..وكذلك وجودي
انقذوني انقذوني ..
فإيماني قد توارى ..خلف أستار الظنون..

حتى أنت يا هبباي بركة !
فقد كنت محركي ووقودي

فمن هبتك الجبارة
كنت استمد زخمي ..وأسباب صمودي
فأطير وأحلق دون جناح..

فألم يكن وقودك هو ذات وقودي
!؟!؟!

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

... من غير لغة


أبحث عن رجل يفهمني

من غير كلام ....

ويكلمنى من غير لغة

كشعاع الشمس يغمرني

يغسل أعماقي يدفيني

يكسو بالنور كياني

ينداح كفيضان كاسح

يروى سهولي الجدبة

يقرأ أفكاري قبل البوح

يسبر أغواري...

يقرأنى

كالدرويش يعشقني...

ويهلل بى

رجل تحنان ....

رجل انسان

رجل كلمة

يدرك نفطة ضعفي ...

يشفيني

يجوس خلالي....

يلبسني

يحنو على ...

كلهف الأم

يراعينى بدفء....الأب

بحنان الجد...يدللني

كالسلوى ...يعزيني

من حب دافق يطعمني...

يغذيني


***

رجل كالوهم..

.
رجل كالحلم..

كأفضل آمالي.....

وما لا تدركه أوهامي

بروح شفاف كالبللور

يزيل أحزاني...

والنقمة

يكفكف دموعي ....

يمسحها

يقهر آلامى ....

ينسفها

ومعه أنسى وجع الغربة

رجل معنى......

مثل أعلى

كرجولة آدم فى الفردوس

قبل النكبة



****


ملحوظة : هذا البحث وجدانى محض...ولا يتضمن البحث عبر محركات البحث فى الشبكة العالمية

الذى لا إسم له ..


ممنوع أن نذكر اسمه..
حتى لا نستدعيه دون قصد
فيجلب الشؤم معه
..

تعوذوا منه في صحوكم ومنامكم ..وصلواتكم
..

علموا صغاركم أن يحذروه ..ويجتنبوا شره
فهو ( شئ ) منحوس منحوس..
مرعب..
لا مثيل له فى التسبب بالإضرار والدمار
..

بل بإمكانه أن يتسبب بجهنم أرضية تهلك الأنفس
وتحيل الأخضر واليابس فناء وعدما
..

تجنبوا أن تسمعوا صوته..
صموا آذانكم عن سماع فحيحه
إذا تناهى يوما الى أسماعكم..
واصرخوا بأعلى أصواتكم
لتطغوا على صوت زمجرته المرعبة ..
فالذى لا إسم له ..كيانه ضار وصوته ضار
بل حتى ظله ضار ضار..

لا ليس تنينا أو غولا ..
أو كائنا خرافيا فتاكا ..

بل هو أخطر..
لأنه من صنع البشر..
لذلك حمل كل نقائصهم وعيوبهم وآثامهم.. وخطرهم
..
ومع ذلك ..فهو مجهول ..غير معروف كنهه..أو إسمه
فقط..يتصف بصفة أكيدة : انه مسبب للهلاك ..
انه ضار ضار ضار..
فاحذروه ما أمكنكم ..
وتجنبوه جهدكم ..
لتتقوا شره ..الذى لا حدود له
.
.