الصفحات

الأربعاء، 26 يونيو 2019

الجنجاويد.. (أولئك البعاعيت.. الملثمون القادمون من الغرب..)..


الجنجاويد.. (أولئك البعاعيت.. الملثمون القادمون من الغرب..)..

آمنة أحمد مختار أيرا 

لا يمكن فهم ظاهرة (الجنجاويد ..أو الجنجا )..
 بدون فهم الخلفيات التاريخية للصراع القديم بين ( ليبيا وتشاد) والذي إنخرطت فيه السودان ومصر ودول أفريقية أخرى وكذلك الولايات المتحدة ..ضمن المعسكر التشادي الفرنسي..
 ضد المعسكر الليبي المدعوم من المعارضة التشادية وبعض القوى الأخرى مثل منظمة التحرير الفلسطينية ..

هذا الصراع الذي أعقب الحرب الأهلية التشادية .

وكان سبب الصراع هو محاولة ليبيا الإستيلاء على قطاع( أويزو) الشمالي التشادي، وذلك بحجة أنه تابع لها حسب (الإتفاقية الفرنسية/ الإيطالية عام ١٩٣٥ م).

ولقد هزمت ليبيا شر هزيمة في هذه الحرب ..بعد توحد كل المتناحرين التشاديين في النهاية ضدها ..وذلك بدعم من فرنسا ..ودول الجوار وهي السودان ومصر وزائير . 
وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية .

المهم، كانت هذه الحرب واحدة من أسباب تدفق السلاح إلى غرب البلاد ..وكذلك الرجال المدربين على حمله من المجموعات القبلية التي إستخدمتها الحكومة السودانية في هذه الحرب التي لا يزال أهلنا في الغرب يحكون عنها وعن فظاعتها. 
هذه الحرب التي إستمرت تسع سنوات منذ العام ١٩٧٨ إلى العام ١٩٨٧.
وطبعا من هذه التواريخ يمكنكم أن تخمنوا في عهد من من الرؤساء السودانيين دارت هذه الحرب ..حيث كان النميري مشاركا ضد غريمه القذافي .
وكذلك من الجانب الآخر كانت بعض قبائل دارفور من العرب مشاركة مع الجانب الليبي .
 
.........

ولم تعرف العلاقة بين ليبيا وتشاد التوتر والنزاعات والصدامات المسلحة إلاّ بعد وصول القذافي إلى الحكم، فقطعت العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس التشادي (فرانسوا تمبلباي ) الذي كان مسيحيا من الجنوب ، وأول رئيس تشادي بعد الإستقلال.
لذلك  كانت نوايا القذافي جعل إقليم أويزو الشمالي التشادي إقليما مسلما عربيا تابعا لليبيا ..يضم عرب تشاد إلى الجماهيرية الليبية.

خاصة والقذافي كان بسبب العلاقات القديمة بين السنوسيين في ليبيا وسلطنة وداي ..كان لا يزال مصر على تبعية تشاد لليبيا .
ويعتمد في ذلك على وجود أغلبية مسلمة في تشاد تتحدث العربية .

وحرصه على ضم قطاع أويزو لكون أن هذا القطاع يحاد من ناحيته الغربية مثلث العوينات في الحدود بين مصر والسودان وليبيا ..والذي يعتبر معقلا لرزيقات الشمال ..وهم من القبائل المشتركة بين الأربعة بلدان (السودان ، وليبيا ، وتشاد ، ومصر )..
مثلهم مثل الزغاوة والتبو وغيرهم. 

ورغم هزيمة القذافي الساحقة من تشاد بمساعدة الحلف أعلاه .
إلا أن الأمور لم تهدأ أبدا بين البلدين .
حتى أن القذافي أعلن مرة الوحدة مع تشاد منفردا ..
ولكن تصدت له منظمة الوحدة الأفريقية وفرنسا .

ثم عاد مرة أخرى واحتل شمال تشاد في عهد الرئيس التشادي (حسين هبري )، ولكن هبري تمكن من هزيمته هزيمة ساحقة.. بل والدخول إلى العمق الليبي بقواته وإستولى على قاعدة (الصرة) ..قبل أن يتراجع لبلاده .
هذا قبل أن تتدخل الوساطة الأفريقية ، لتعقد مصالحة بين ليبيا وتشاد في (باماكو) عاصمة مالي، وذلك في أكتوبر ١٩٨٨م.


***
ولكن رغم ذلك، عاد القذافي متدخلا في الشأن التشادي.
 وذلك حيث قام بدعم ( الحركة الوطنية للإنقاذ) بقيادة (إدريس دبي ) المعارض لحسين هبري، حيث قامت قوات دبي المنطلقة من الأراضي السودانية وبدعم وتسليح ليبي سوداني ..وبتواطوء فرنسي هذه المرة ..
بإسقاط الرئيس هبري.
ثم تولى الحكم الرئيس الحالي إدريس دبي في نوفمبر ١٩٩٠، الذي رغم الدعم من النظام السوداني ..إلا أن علاقته مع نظام الإنقاذ تراوحت بين العداء والتحالف ..حسب مجريات حرب دارفور .
وموقفه من دعم بعض حركات دارفور المسلحة ..خاصة أقاربه الزغاوة والبديات.
وكذلك دعم نظام الإنقاذ أيضا المتذبذب للمعارضة التشادية .
***
لماذا أسرد لكم هذه الأحداث ؟
أولا : لكي تعرفوا أن حرب المحاور التي أقحمنا حكامنا فيها قديمة وليست مستجدة..
منذ عهد العداء بين نميري والقذافي..والذي كان يترواح حينا بين الصلح والعداء ..بين هذه الدول الأربعة ( السودان، ومصر، وليبيا ، وتشاد )..
والمحاور الإقليمية والدولية التي كانت تتدخل في هذه النزاعات بين هذه الدول الحدودية .
ثانيا: لأن البعض ربما لا يعلم تداعيات الحرب التشادية الأهلية ..ثم الحرب التشادية الليبية على قبائل التماس السودانية ..
وما سببته لهم من عدم إستقرار وإختلال في مسارات الرحل ..إضافة لإنعدام التنمية الموجود أصلا في تلك المناطق .
الأمر الذي جعل بعض القبائل الرعوية في بحثها عن المراعي تصل حتى شمال النيجر ..التي تم طردهم منها لاحقا وإرجاعهم إلى السودان ( هؤلاء هم الذين يقال عنهم اليوم أنهم أجانب نازحون من النيجر ..فلو كانوا أجانب لماذا طردتهم النيجر إذا ؟)..
وكذلك عدم الأمان الذي سببته الحرب في مجال الهجرة إلى الجماهيرية الليبية الغنية بالنفط ..
والتي كانت منفذا للشباب لكسب المال ،الأمر الذى جعل أمهاتهن يغنين:
 ( الغربة إنشاء الله تعقري ..يا تعدمي الشيك الخدري ..تعدمي الشيك الخدري يا الشلتي العيال من بدري).
وكذلك تسبب هذه الحرب في إنتشار للسلاح الناري ..بدلا عن الأسلحة التقليدية البيضاء .

ثم جاءت الإنقاذ:
ومع قدوم الإنقاذ وحكمها البربري ..وإفقارها للشعب السوداني وإهدارها لموارده ..وإعلانها الجهاد في الجنوب .
وكذلك تحديها لكل المعارضين ( نحنا جينا بالسلاح..والعايز يجي يقلعنا يجينا بالسلاح ) ..
وقد أفصح نظام الإنقاذ من بدايته عن أن طابعه هو الحرب والعنف والدم وصناعة مختلف المليشيات المؤدلجة دينيا ..مثل الدفاع الشعبي والأمن الطلابي وأمن التنظيم وجهاز أمنه المرعب وأمن الجبهة الإسلامية وغيرها من أجهزة أمنه المتشعبة ومليشياته العدوانية العديدة ..التي شنت حرب آيدولوجية جهادية ضد الجنوب والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها الشعبي. 
وكذلك فتحت أجهزة أمنه ( بيوت الأشباح ) للتنكيل وتعذيب وقتل المعارضين .
هذا النظام الذي شهد السودان ربما لأول مرة في تاريخه حروبا ونزوحا جماعيا للمواطنين هربا من عنفه وبطشه ..وبسببه مات ونزح وهاجر ثلث الشعب فعليا...وليس لمجرد فتوى مالكية مزعومة فقط. 
هذا العنف والبطش الدموي (الرسالي ) الذي تسبب في فصل الجنوب لاحقا ..
جعل العديد من أحزاب وتنظيمات المعارضة الكبرى تضطر إلى حمل السلاح ومحاربة الإنقاذ من خلال الجبهة الشرقية الأريترية ، وذلك عبر إتحادها في جسم (التجمع الوطني الديقراطي السوداني المعارض ).
وكذلك قامت بالضرورة ..حركات مسلحة معارضة في دارفور بحمل السلاح ضد النظام ، مطالبة بالتنمية المتوازنة وعدم تهميشها ثقافيا وعرقيا من قبل ما يسمى ب(المشروع الإسلامي الحضاري) ..الذي شن حرب إعلامية شعواء على لغات وثقافات ومعتقدات غالبية السودانيين في الهوامش والأطراف .

وكما نعلم جميعا ..شن الجيش السوداني حرب شعواء ضد تنظيمات المعارضة شرقا وغربا وجنوبا ، وذلك بدعم من محاوره الإقليمية والدولية التي أمدته بالسلاح والتدريب لقتل شعبه ..وإرسال الشباب الناشئ إلى محرقة هذه الحروب ..فمات منهم من مات ..وفقد من فقد ..وجن من جن من هول فظائع الجيش الإخواني الرسالي..

الفتنة في الغرب ..ونشأة الجنجاويد :
كما سردت أعلاه، نسبة لعدم إستقرار الإقليم أصلا ..بسبب تأثره بالحروب التشادية والليبية والمشاركة السودانية فيها سواء في حقبة حكومة مايو ..إلي حقبة حكومة الإنقاذ ..
ونسبة لسياسة العنف التي روجت لها الإنقاذ لفرض آيدلوجيتها ومشروعها (التغريبي) قسرا على الشعوب السودانية ..
إندلعت الحرب في إقليم دارفور كغيره من هوامش وأطراف الوطن. التي تآذت كلها وتآذى وقتل وتشرد واغتصب إنسانها جراء الحروب المتناسلة هذه .
لذلك عمدت الإنقاذ إلى إستخدام سياسة المستعمر (فرق تسد ) ، فقامت بإذكاء الخلافات الموجودة أصلا بين القبائل ..رحل مع مزارعين ..وبل حتى رحل مع رحل لاحقا ..
ومؤخرا حتى بين بطون القبيلة الواحدة .

وكذلك قامت بتسليح وتجنيد بعض متفلتي القبائل والهمباتة من العرب وغيرهم من القبائل الدارفورية، الذين كانوا يلقبوا بالجنجاويد (جن راكب جواد ) وإسم الدلع لهم ( جنجا )..
  فتحولوا من النهب المسلح إلي مقاتلة حركات المعارضة المسلحة الدارفورية .

ومن ثم عمدت إلى تأليب شيوخ وقادة قبائل عربية ودعمهم بالمال والسلاح وكون لهم الجيش وجهاز الأمن مليشيات ليتصدون بها لحركات المعارضة المسلحة .
بدأت بجماعة الشيخ الرزيقي المحمودي (موسى هلال ) الذي كونت له مليشيا حرس الحدود ..بزعم قطع الإمداد للحركات المسلحة من ليبيا وتشاد بالمال والسلاح .

وثم إندلعت الحرب العنيفة بين الجيش السوداني ومليشياته المؤدلجة من دفاع شعبي وغيرها..ومعها مليشيا موسى هلال القبلية من جهة. .
ومن الجهة الأخرى كانت حركات دارفور المسلحة المعارضة .

فكانت حرب دموية آذت الإقليم كثيرا وشردت الأطفال والنساء والشيوخ ..ومارس فيها الجيش الإشراف وحرق القرى بالطائرات ..كما قام بتحديد إحداثيات الهجوم لقوات المشاة والمليشيات الراكبة التاتشرات ..والتي لقبت بالجنجاويد ..ذلك اللقب القديم .

ظهور حميدتي ..ومليشيا الدعم السريع :
بعد إفاقة موسى هلال ووعيه أنه قد جر إلى حرب دموية مع جيرانه لا ناقة ولا جمل له فيها..حرب يعاني هو نفسه وقومه من آثارها المدمرة .والتي أفسدت النسيج الإجتماعي ..والعلاقات بين الرعاة والمزارعين الذين تعايشوا قرونا.. وكانوا يحلون خلافاتهم عبر محاكمهم وقوانينهم وأعرافهم الأهلية..
حرب قد تقوده إلى المحكمة الجنائية الدولية .
ومن ثم إنشاؤه وقومه ( مجلس الصحوة الثوري) ..وتبرؤه من النظام وخططه الخبيثه .

لجأ النظام لثائر ومتمرد شاب من نفس قبيلة الرزيقات ولكن من فرع الماهرية /خشم بيت أولاد منصور .
شاب زعم أن السبب الذي جعله يرفع السلاح مقاتلا ..هو نهب إبله التي كان يتاجر بها بين السودان وليبيا من قبل إحدى حركات دارفور المسلحة المعارضة .
ثم، سرعان ما إختلف الشاب حميدتي مع النظام الذي جنده ..فرفع ضده السلاح وحاربه وغنم منه أسلحة (كما ظهر في سلسلة لقاءاته مع المراسلة الصحفية العالمية نعمة الباقر على يوتيوب).

ولكن بعد إحتدام الخلاف بين هلال والنظام ..وإعلان مجلس الصحوة الثوري التمرد على الإنقاذ .
عاد نظام الإنقاذ ليجند مرة أخرى ..محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، ليعينه قائدا لما يسمى ب(قوات الدعم السريع)..
ولكن هذه المرة بشروطه ..أعني شروط حميدتي .
***
ثم تعمد دهاقنة الإسلامويين من الرزيقات الذين كانت لهم خلافات ومنابزات مع هلال ..مثل حسبو ومسار ..وكذلك الرئيس وجهاز أمنه ..
جر حميدتي إلى شن غارة ضد معقل موسى هلال وقومه في بادية مستريحة.. فقتل من الطرفين من قتل ..وإعتقل من المحاميد حوالي ألفين ونصف فردا لا يزالون معتقلين حتى كتابة هذا المقال .
وكل من يحضر للخرطوم من شيوخ وزعماء الرزيقات محاولا عقد صلح بين هلال المعتقل ..وحميدتي ..يتم إعتقاله فورا من قبل جهاز الأمن .
حتى أن هنالك شيخ أعمى وإبنه المراهق تم إعتقالهم أيضا .
***
ضحايا التجنيد بإسم الدعم السريع :
قد يظن البعض أن الدعم السريع وحوش أو بعاعيت قادمون من غرب أفريقيا لغزو السودان ..
وحقيقة لاحظت خوف وكراهية كثير من السودانيين لأهل غرب أفريقيا.. ولا أدري لماذا هذا التحامل على غرب أفريقيا !!
فيعلم الله ..لقد عاشرت هؤلاء القوم ودرست معهم وعملت معهم في دول مختلفة ...وهم لا يختلفون كثيرا عنا..بل يحملون لنا كل الحب والإجلال ، وهم قوم في قمة الرقي ..بتدينهم السمح وطباعهم الأفريقية العريقة ..سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ..متحدثين بالفرنسية أو بالإنقليزية ...وبعضهم يتحدث العربية أيضا ..مثل التشاديين الذين يتحدثون العربية بلهجتهم المميزة .
وكذلك المسلمون من غرب أفريقيا من طلبة وغيرهم الذين عاشرتهم بعضهم درس اللغة العربية في خلاوي القرآن وهؤلاء يتحدثونها بالفصحى ههههه

وأعتقد هذا رأي كل سوداني إحتك بهم في الغربة وليس رأيي وحدي. 
ولكم يحزنني أن يقرأ أحدهم أو إحداهن كم الكراهية والهجوم العنصري المتخلف ضدهم ..وهم قوم يحترموننا ويحبون موسيقانا وأغنانينا ويعرفون كبار وصغار مطربينا .
وكلامي عن أفارقة غرب أفريقيا الطيبون هؤلاء ..لا أعني به ضحايا تجنيد الدعم السريع.
وإنما كان هذا كلام عام عن شعوب غرب أفريقيا بل كل أفريقيا .
فليس هم الوحوش ..بل الوحوش هم الإنقاذيين الذين تدخلوا في العديد من هذه الدول ..فدعموا إرهابيو بوكو حرام في نايجريا والنيجر ..ودعموا منظمة سليكا الإرهابية في أفريقيا الوسطى وتسسببوا بالخلافات الدينية التي سببت مذبحة هناك. 

أما ضحايا التجنيد بإسم الدعم السريع فأعني بهم أولئك الشباب والصغار المنحدرون من أسر بدوية فقيرة ضربها الجفاف في في شمال دارفور ، وأغلقت الحرب مسارات الرحل ..
وكانت الطامة الكبرى بالنسبة لهم ..الحرب الليبية بعد الثورة ..التي حرمتهم (الشيك الخدري ) ..وكذلك إغلاق الحدود مع ليبيا الذي حبسهم في بيئة السافنا الفقيرة ..
ثم لم يجدوا بدا ولا مفرا في التنافس في السفر إلى اليمن كمرتزقة..
لشيوخ الخليج ..ليموتوا في حرب لا ناقة ولا جمل لهم فيها. 

وكذلك ما سببته الحرب من الفتن التي حدثت بين القبائل الأفريقية والعربية..والتي راح ضحيتها النساء والأطفال والشيوخ ..وكذلك شباب غض .

خطورة الشحن العنصري:
طبعا مدركة تماما أن قوات الجنجاويد التي تسمى حاليا بالدعم السريع لم تعد مليشيا مكونة من قبيلة واحدة أو فرع قبيلة واحدة ..فهذا مستحيل طبعا وإلا كان عدد هذه القوات محدود .

وكذلك أغلبية الدعم السريع هم قبائل سودانية. نعم سودانية حتى ولو لم تعجبكم لهجتهم أو تفهموها.. أو حتى لو تحدث بعضهم الفرنسية ..فكثير من أهلنا الرزيقات والسلامات وكذلك قبائل التماس مع تشاد مثل الزغاوة والمساليت وغيرهم يتحدثون الفرنسية بطلاقة . فقط أنتم لا تعلمون .
هذا ناهيك عن ضم الدعم السريع لأفراد من مختلف قبائل السودان ..بل يقال أن قواتهم قدس ٣ وقدس ٤ جلهم تم تحويلهم من جهاز الأمن إلى الدعم السريع.
فلذلك الكواريك (إنه ديل تشاديين ..زبالة غرب أفريقيا جابوها لينا ..إلخ من شتائم عنصرية ) ..وغيره من شحن عنصري غير متبصر ..بل إنتقامي فقط ..
فصدقوني قد بدأ يؤلب عليكم كل الغرابة...وليس عربهم فقط بل حتى أفارقتهم .
وقد قرأت وسمعت حتى من منتسبي بعض حركات دارفور المسلحة إحتجاجا غاضبا على هذه العنصرية ..
فبعض أن كان الهتاف (يا عنصري ومغرور..كل الوطن دارفور ) تاااني رجعوكم لنغمة دا تشادي ودا ما سوداني ..
وهذا الأمر الذي تكرر كثيرا منذ بداية حرب دارفور ..ضد الزغاوة تحديدا ..فمتى تكون له نهاية ؟
فقد لاحظت نفسسسس هذا النهج العنصري ضد قوات مناوي عندما جاءت إلى الخرطوم عقب إتفاقية أبوجا..والسخرية منهم ومن عمامة (الكدمول) عمامة أهل الصحراء ..
وكذلك ضد الوزير الإنقاذي إبراهيم محمود الذي ما أن صرح بتصريحات مستفزة إبان ثورة سبتمبر حتى تم قذفه فورا خلف الحدود ..إلى أريتريا ..
فقط لأنه ينتمي إلى إحدى قبائل التماس أيضا !!

وفي الحقيقة (أنا عايزة أعرف الوطن دا حق منو بالضبط ؟..ومنو المن حقه يدي الجنسية أو ينزعها بمزاجه ؟!!..
فعندما رفض حميدتي فض الاعتصام في البداية لاحظت الناس نزلوا فيهو شكر في الوسائط ..ووصفوه بود بلد ..ثم أووول ما قلب عليهم طوااالي طلعوا تشادي ههههه ..وهات يا توثيقات وفبركات من محور كيزان قطر طبعا ..
طيب ما نحنا برضه قبائل التماس بحكم تضحياتنا في سبيل البلد دي بالآلاف منذ الثورة المهدية إلي حروب الإنقاذ ضدنا جنوبا وشرقا وغربا ..مش ممكن برضه نشوف إنه لينا الحق نطلع الناس الما ضحوا زينا أجانب ؟
ممكن نعملها برضه وممكن نخون برضه ..لكن دي دائرة جهنمية نحنا واعين ليها ...).

وصدقوني إستمراركم في هذا النهج العنصري بغرض التشفي سيكون وبالا عليكم ..
بل سيزيد من إلتفاف العديد من أبناء وبنات الغرب حول حميدتي تعاطفا معه ضد محاولة نزع جنسيته السودانية منه عبر بث الشائعات الكاذبة ..التي يبثها كيزان محور قطر.. ومن سخرية القدر أن يخدم معارضي نظام الإنقاذ دعاوى ومؤآمرات محور قطر دون أن يدروا ..بل بعضهم يدري ولكنه يكرر هذه الشائعات بغرض التشفي ..
ولكن التشفي هذا غير أنه سيجعلهم ينخرطون في حرب (كيزان محوري السعودية وقطر) ويكونوا مجرد أدوات لهم في حرب تكسير العظام والضرب تحت وفوق الحزام الشغالة بينهم هسه ..
فكذلك ستكون له عواقب وخيمة ..على ثورتنا ووطننا ووحدتنا ونسيجنا الإجتماعي..
فهذه الثورة العظيمة ..التي قدم شعبنا في سبيلها أرتالا من الشهداء ...من كل جهات الوطن.. 
(أثمن) من أن يجعلونا نضيعها في حروب أهلية أخرى كما يهدفون ..وكما فعلوا في بلدان مثل سوريا واليمن وليبيا ..
علينا أن لا ننساق وراء أحقادنا وخوفنا الضار ..وأن نكف عن إجترار مرارات الماضي ..فالتاريخ لا يتوانى عن تكرار نفسه لو ألححنا عليه ..
وأن نودع مع هذه الثورة المستشرفة لوطن جديد قائم على شعاراتها من حرية وسلام وعدالة ..
أقوالا مثل ( الجاي من الغرب ما بسر قلب )..
أو حتى لا نضطر للإستنجاد بالأجنبي كما قال الحاردلو في أبياته التي تشابه عنصرية المتنبي ضد أخانا النوبي كافورا الإخشيدي :
ناسا قباح من الغرب جونا 
ولاد ناسا عزاز زي العبيد سوونا 
يابا النقس يا الإنقليز ألفونا 
ولا نريدها أن تكون مجرد شعارات معلقة في الهواء ..بل لنعمل على أن تكون واقع على الأرض..


وإلا ..على هذا الوطن السلام .
اللهم قد بلغت ..فاشهد .
26 Jun 2019












الجمعة، 21 يونيو 2019

هل كان حقا محمد مرسي العياط شهيدا للديمقراطية ؟

هل كان حقا محمد مرسي العياط شهيدا للديمقراطية ؟

آمنة أحمد مختار أيرا

أولا، ترحم واجب على الرئيس المصري السابق محمد مرسي العياط، وألهم ذويه الصبر والسلوان .

+++

فاز محمد مرسي العياط على منافسه الأخير أحمد شفيق

واستلم  حكم مصر كأول رئيس منتخب،  وأدى اليمين الدستورية رسميا في 30 يونيو 2012 م.

ثم بعد أقل من شهرين من حكمه قام بإحالة عدد من كبار رجال الجيش إلى التقاعد، وكان من أهمهم :

المشير محمد حسين طنطاوي/رئيس المجلس العسكري الانتقالي.

وكذلك وزير الدفاع والأركان /الفريق سامي عنان .

وعين بديلا عنه الفريق عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع...

+++

ثم بدأ الحفل ..أقصد حكم مرسي :

بعد أن تمسكن الإخوان حتى فاز مرسي ..الذي صوت له العديد من المستقلين والقوى الأخرى غير الإخوان (بعد أن عصروا على نفسهم لمونة ) على حد تعبيرهم..حيث إنحصر الخيار الأخير بين مرسي الإخواني وأحمد شفيق (أحد رجال مبارك الأقوياء)..

بدأ الإخوان والسلفيون وغيرهم من القوى الرجعية في ممارسة تصرفات إستفزازية.. مثل تهجمهم على مشاهير الفنانين عبر قنواتهم وقذفهم.. والسخرية من جميع المعارضين لمرسي،  وكذلك توجيه الشتائم والإساءات إلى القوى السياسية والمدنية والعلمانية ..التي قامت بالرد عليهم عبر إعلام مضاد ..

وسريعا ما نشبت الحرب بين الطرفين وإنتهى شهر العسل الثوري.

+++

الاستعجال في تطبيق سياسة التمكين :

وهنالك نكتة أو مقولة لا أعلم سواء كانت حقيقة أم مجرد نكتة. المهم تم تداولها من بعض السودانيين الذين كانوا بمصر آنذاك وهي تقول : ( أن مرسي وإخوان مصر عندما سألوا  جماعتنا عن الوقت المناسب لبدء (سياسة التمكين) ..جماعتنا قالوا لهم فورا ) ..

(يعني جماعتنا هم الجابوا إجلهم ههه).

المهم.

كان استفتاح عهد الرئيس مرسي بإصداره سلسلة من القرارات الخرقاء ..التي في الحقيقة لم أدونها كلها هنا ، ولو حاولت إجراء بحث لتوثيقها بشكل دقيق لإحتاج الأمر مقالات أخرى .

وكانت من أبرز هذه التصرفات التي أثارت مخاوف الشعب المتربص.. والذي لم يكن يثق أصلا في الإخوان نسبة لكذباتهم السابقة..وخذلانهم للشعب في بداية الثورة..

 مثل عدم نزولهم ميدان التحرير إلا بعد أن إطمأنوا لنجاح الثورة.. وكذلك تآمرهم مع الجيش في أحداث شارع محمد محمود..وكذلك حول وعدهم للشعب بعدم تقديم مرشح للرئاسة ..

أولا: أصدر مرسي قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل (الذي كان يشكل فيه الإخوان أغلبية)،  إلا أن المحكمة الدستورية تصدت لقراره هذا وأبطلته .

ثانيا: محاولة جماعة الإخوان بالانفراد بوضع دستور الثورة .

فقد شكل الإخوان جمعية تأسيسية ذات أغلبية إسلاموية وسلفية، وبذلك دخلوا في صراعات مع القوى السياسية وهاجموها ..كي(تحرد) ثم ينفردوا هم بوضع الدستور .

الأمر الذي جعل معظم القوى السياسية والمدنية والمستقلين والمسيحيين يقاطعون ويعزفون عن المشاركة في الاستفتاء الدستوري.

وكذلك رفض معظم القضاء في المشاركة في مسرحية الدستور الإخواني .

الأمر الذي جعل (مكتب الإرشاد الإخواني يركب رأسه) ..ويصدر عن طريق مرسي طبعا ..إعلانا دستوريا يحظر رقابة القضاء على قرارات رئيس الجمهورية.

وكانت هذه القرارات الخرقاء ..هي أوضح تجليات بداية إفتئات جماعة الإخوان على الديمقراطية ..وعلى أهداف الثورة.

ومحاولتهم (تكتيف ) السلطة القضائية وهي من أهم أذرع النظام الديمقراطي كما نعلم .

ومن ثم (تمكنهم) من مفاصل الدولة ..كما يخطط لهم التنظيم العالمي..حسب تخميني .

+++

أحداث قصر الإتحادية :

إحتجاجا، على قرار الإعلان الدستوري الذي جعل قرارات الرئيس غير خاضعة لرقابة القضاء ..وبالتالي لا تقبل الطعون .

أثار هذا القرار احتجاجا واسعا من قبل الثوار والقوى السياسية، فتداعوا وتظاهروا واعتصموا بالألوف أمام القصر الرئاسي بمصر الجديدة .

ولكن في اليوم التالي قام بمهاجمة المعتصمين السلميين كتائب من الإخوان مسلحون بالمدي والعصي، فقتل العشرات من الثوار وجرح المئات .

ولم ينجيهم من الموت والسحل أنهم أمام عتبات قصرهم الرئاسي.

+++

ظهور حركة تمرد (أو الموجة الثانية للثورة):

ورغم عدم ثقة الشعب أساسا في نوايا الإخوان .

إلا أن الأخيرين بدلا عن العمل لكسب ثقة الشعب، ومحاولة مساعدته في الخروج من معاناته وأزماته التي كان يعانيها وثار بسببها ..حتى لبس الشباب الأكفان في ميدان التحرير ..الأكفان التي كتب على ظهرها (موتني يا مبارك ما أنا أصلي ميت ) ..

بدلا عن توفير العمل والأمل للشباب العطالى..ومحاولة أيجاد طرق لتنفيذ شعارات الثورة التي رفعها ثوار اللوتس ( عيش، حرية، عدالة إجتماعية ) ..بدلا عن كل ذلك .

كان هم الإخوان الأساس هو سرعة التمكن من مفاصل الدولة.

فتصدى لهم الشعب الهاتف بشعار (يسقط يسقط حكم المرشد)..

فقد ساد لدى الشعب يقين بأن كل قرارات الرئيس مرسي تصدر من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين .

فعمد الشعب للإنتقام لشهداء قصر الإتحادية فقاموا بحرق بعض مقرات الإرشاد لجماعة الإخوان.

فقرر الإخوان تهدئة الأوضاع بالتراجع قليلا عن تحديهم للشعب.

ثم فجأة قرروا تصعيد الأمر ..

ففرض مرسي الأحكام العرفية في التاسع من ديسمبر 2012م، ومنح الجيش صلاحيات واسعة بدعوى حفظ النظام .

ورغم ذلك ساءت الأحوال المعيشية (بطريقة دراماتيكية) ، وتدهورت الخدمات العامة من كهرباء ومياه وغيرها .وإنتشر العنف الديني والطائفي بصورة سافرة وعنيفة.

وفي فبراير 2013 ، دعا مرسي إلى إجراء انتخابات برلمانية .فأعلنت قوى المعارضة.. متمثلة بجبهة الإنقاذ.. رفضها المشاركة في الانتخابات البرلمانية.

ورافق كل هذه الأحداث ظهور حركة شبابية إتخذت لنفسها لقب(تمرد)..

فدعت تمرد الشعب إلى العودة الإعتصام في ميدان التحرير ، فيما سمي بالموجة الثانية لثورة يناير.

فكان أن تداعت أعداد كبيرة من الشعب لدعوة حركة تمرد في يوم 30 يونيو 2013م.

وكانت هذه التظاهرة الكبرى تحت رعاية وحماية الجيش، بصورة واضحة للعيان .

وفي الأول من يوليو 2013م أمهل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرئيس مرسي 48 ساعة للتوصل إلى تفاهم مع المعارضة التي طالبته بالتنحي عن السلطة.

 ورفضت الرئاسة مهلة الجيش.

فقام الجيش بعزل مرسي.

وكلنا نعلم ما حدث بعد ذلك ..

+++

فهل ترون أن مرسي كان شهيدا للديمقراطية فعلا ..أم كان مصيره الحزين هذا..بسبب عصبته (جماعة الإخوان المسلمين)؟

ومن خلفهم محور التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ..ومؤامراتهم للسيطرة على حكم مصر ؟

الخميس، 20 يونيو 2019

أين كتائب الظل ؟!!

أين كتائب الظل؟!!

آمنة أحمد مختار أيرا

قرأت أمس المقال الأخير للأستاذ فتحي الضو ، بعنوان (من قتل الثوار) ، وفوجئت أن تحليلاته أو بالأصح معلوماته التي وصلته من مصادره الموثوقة كما يسميها.. لم تكن تختلف كثيرا عن تحليلات محمومة لي ولمجموعة من أصدقائي وصديقاتي من سياسيين وغيرهم كانت مستمرة منذ المذبحة التي روعت الوطن والعالم ..حول هوية أو لنقل هويات القوات المسلحة التي هجمت بوحشية مخطط لها واغتالت الثوار السلميين المعتصمين أم قيادة القوات المسلحة بالعاصمة .

وإليكم ملاحظاتي أو فلنقل تخميناتي حول ما حدث:
أولا : بعد الهجوم (المخطط له) على الثوار في شارع النيل في الثامن من رمضان، وكذلك إثارة مسألة (بؤرة كولومبيا وما كولومبيا ) ..وما لاحظته من كتابات بعض أشد الإسلامويين ضراوة وعشقا لسفك الدماء أمثال الطيب مصطفى ..في تحريضهم للجيش في سلسلة من الكتابات المتناسلة والمتباكية على الجيش وهيبته ..والتي تدعي حرصا على المواطنين . كتبت مقالا حذرت فيه إلى أن الرضوخ للإبتزاز بشأن (غاغة كولومبيا وشارع النيل ونقة حصر المتاريس في حدود معينة للاعتصام )ماهي إلا حجة للمماطلة وتضييع الزمن ..وكذلك حجة للإبتزاز للحصول على ضوء أخضر للهجوم على ثوار متاخمين للإعتصام الرئيس أمام القيادة..ومن ثم ..
مقالي ذاك كان بعنوان( الثورة السودانية: صراع الإرادات ..والمتاريس).

ثانيا: حدث ما حدث ..ووجد المتآمرون حجة وثغرة لاقتحام إعتصام القيادة والبطش بالثوار قتلا وتنكيلا .

ثالثا: إختفى القوم بعد المذبحة إختفاء مريبا يسمح لهم بإخفاء معظم معالم جريمتهم الوحشية ..من حرق وإغراق للجثث .

رابعا : في نفس الوقت سحبوا كل أو معظم القوات النظامية وتركوا فقط الجنجاويد في إنتشار واسع في الشوارع ..وذلك في تقديري لهدفين :
١- شغل الناس بأنفسهم وجعلهم يعيشون في رعب من الجنجاويد
كي يتمكن القتلة من إخفاء جريمتهم بإرتياح ،وكذلك إستشارة حلفائهم في ما حدث ..وثم معالجة خلافاتهم حول الأمر ..وخداعهم لبعضهم البعض . لأن أكاد أجزم أن بعض قيادات المجلس العسكري إجبروا إجبارا ..بل تم خداع بعضهم كما ذكر فتحي الضو عبر مصادره .
٢- إنتشار الجنجاويد الكثيف في نواحي العاصمة كان الغرض الأساس منه في تقديري نثر غبار كثيف حول المشهد ..يختفي فيه القتلة الحقيقيين ..فلا يعود الناس جراء الرعب الذي يعيشون فيه يفكرون في القتلة الحقيقيين أو يتساءلون عن دورهم . وهذه الحركة الخبيثة تشابه بالظبط عندما يؤدي الساحر عرضا على خشبة المسرح ..ثم بوووم يفرقع خلفه قنبلة
وهمية تنثر ظلالا ثم يختفي.

خامسا : إنطلاق حملة شعواء ضد حميدتي شخصيا وضد قواته .
هجمة مخطط لها بخبث شديد ، وطبعا نسبة للتاريخ المظلم المعروف للرجل وقواته ..وكذلك إنتشارهم في الشوارع ..جعل معظم الناس يتبنون هذه الحملة ..البعض بوعي طبعا وهم من أطلقوها ..والآخرين من عامة الشعب تبنوها نتيجة الخوف من تاريخ حميدتي وقواته وفعائلهم في دارفور وجنوب كردفان .
وكذلك هنالك أسباب أخرى تاريخية ..جعلت بعض من تبنوها بستعيدون ذكرى أحداث تاريخية مريرة حدثت إبان حكم الخليفة عبد الله التعايشي إبان حكم الثورة المهدية ..والصراع المعروف بين الأشراف وأولاد البحر من جهة ..والغرابة من جهة .

وفي تقديري كانت هذه خطة للإنتقام من حميدتي لأنه خرج عن الطوع (كما ذكر فتحي الضو بالضبط) ، وكذلك خطة أيضا لحرق الجماهيرية التي إكتسبها عندما رفض الإعتداء على المعتصمين.

وكذلك لإيغار صدر حميدتي وقواته بل كل الغرابة ضد بقية الشعب جراء الهجوم العنصري الشعبي .

ومن ثم حتى يجدون طريقة يستخدمون بها الشعب بذكاء :
إما لإستدراجهم في مواجهة مع قوات حميدتي ..وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحد .
ولكن الشعب إنتبه لهم في هذه الخطة وأفشلها.
 ..فقد كانت بعض القوات التي ترتدي زي الدعم السريع (ولا أظن أنها كانت دعم سريع)، تترك بعض تاتشراتها بأسلحتها وتهرب.
تهرب هكذا دون سبب أو مواجهة !!
ولكن الشعب الذكي فطن هذه المرة أنها خطة لجره للعنف .
وكذلك الشعب الذكي فطن مؤخرا إلى أن سبب إنتشار الجنجاويد في الشوارع كان هدفه التخويف ..حتى في حال نزلت قوات ترتدي زي الجيش ربما يهلل لها الشعب كمنقذين لهم من الجنجاويد البرابرة في نظرهم .

أما الخطة الثانية حسب تقديري في حال فشل خطة مواجهة الثوار مع الجنجاويد
والدخول في معركة لإفناء بعضهم البعض .

فأعتقد هي خطة تفتقت عنها عقلية عتاة الإمنجية والإسلامويين بعد مواجهة حادة مع حميدتي الذي إكتشف أنه قد أستخدم هو وقواته ككبش فداء لتمرير خطة القتلة الخفيين من عتاة فلول النظام وجهاز أمنه ومليشياته المؤدلجة الحاقدة (لو تذكرون كتائب الظل التي هدد بها علي عثمان ..والمتبجح المنفوخ الآخر حسين خوجلي الذي تبجح قائلا: (نحنا كتار ورجال برضه ومسلحين وفعلنا وتركنا ..وممكن نفعل كذا وكذا ))؟

فأعتقد أن مواجهة حادة حدثت بين الرجال الذين دبروا المذبحة كما أشار فتحي الضو .
كما أعتقد تدخل دولة من دول محور السعودية والإمارات ومصر لدعم حميدتي.
وأعتقد جازمة أن هذه الدولة بالتحديد هي التي تروج لنفسها عالميا كدولة محترمة ومتقدمة ومنفتحة ..ولذلك غالبا  أحرجها  أن يتم فض الاعتصام بهذه الصورة المروعة التي قد تزيدها حرجا أمام العالم المتابع بإعجاب لثورة رائعة في إصرارها وثباتها على السلمية كثورتنا .
لذلك أصدرت الإمارات ذلك البيان الخجول المقتضب مستنكرة المذبحة .

ولكن طبعا يا جماعة ، جراب (الكيزان) عودنا  أنه لا يخلو من الحيل .
فيبدو أنهم الآن يتظاهرون أنهم خضعوا لحميدتي .. وربما خدعوه بإمكانية تولي أمور الحكم والدولة في حكومة يخططون لها في المرحلة القادمة لإختطاف الثورة نهائيا كما يتوهمون .
فأقنعه مستشاريه (من عتاة الكيزان أمثال الطيب مصطفى ، وتابعه الصادق الرزيقي وغيرهم ممن يثق فيهم ولا نعلمهم ) سوى ظهور الجنرال ياسر العطا بجواره في زيارة قري .

فلذلك ربما ظن حميدتي أنه قمع من خدعوه ..وأجبرهم على التسليم له .
وغالبا وسوس له مستشاريه أن ينهج نهج البشير في إستمالة الإدارة الأهلية ليمنحوه الشرعية المفقودة .

وطبعا حميدتي لا يعلم أن هذا شرك آخر من الجماعة المؤدلجين .
فهم يعلمون تمام العلم أن كثرة ظهور حميدتي في المشهد الآن ..وفي ظل النقمة الشعبية ..وتهديد الثوار بالتصعيد .
سيكرس كونه (عدو الشعب والثورة رقم واحد).

وهم يعلمون أن حكومته التي يخطط لها هو وبعض رجال مجلسه الإنقلابي ستكون وبالا عليهم .
فالشعب طبعا لن يصمت .

والآن عتاة (الكيزان) وكتائب ظلهم وأمنهم ومليشياتهم الطلابية والشعبية  يقبعون هناااك في الخفاء .
وينتظرون الجولة التالية بشغف .

فجراب الحاوي لا يخلو من الحيل .
خاصة لو كان هذا الحاوي يدعمه محورا يلاعب محورا آخرا في أرض الآخرين ..
كما تعودوا .

ولكن على أرضنا هذه المرة .
أرض متمرسة في الثورات منذ تاريخها القديم .
وخبرت الديمقراطيات أكثر من مرة .
فهي كعصا موسى ستلقف ما يأفكون .
و
#الثورة_منتصرة

الأحد، 16 يونيو 2019

عندما أمارس الشغب ..

عندما أمارس الشغب

أجازف الهراء..
وأستمتع باللعب ..
وألوك كل حي ..وأراود الحروف
كي أهزأ ب(النخب)..

هذا عندما أريد ممارسة الشغب..

لن يردعني رادع ..سواء كان
من دعاة الحرص أو ..
من حادب نقي يخشى على
قلمي.. براكين الغضب

وعندما أمارس الشغب
أحيانا أكون في قمة سخطي
وحينها حتى قد يندلع اللهب
رغما عني.. غالبا ..
ولكن صدقا ، لا أبالي..
فجذوتي الحمراء ..
حينما تكون في كامل إتقاد
و.. ترسل اللهب
وأكون مشتعلة كلي..
وفي ذروة توهج الغضب
لا تلوموني وحدي
بل لوموا من ساهم أيضا
في إندلاع اللهب

ومع ذلك، أقر إنني حينها قد كنت
أمارس الشغب عمدا ..
ولكنه ..شغب محمود
في عرفي ..
ورثته عمن سبقوني من عتاة
ممارسي الشغب
و
#كولومبيا_تمثلني

17 Jun 2019

الجمعة، 7 يونيو 2019

الحق الحق أقول لكم :

الحق الحق أقول لكم:

بقلم: آمنة أحمد مختار أيرا

(الحق الحق أقول لكم..إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت، فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثيرٍ". (24)
المسيح عليه السلام.
يوحنا(إصحاح١٢).

استدعائي لكلمات السيد المسيح هذه ليست دعوة مني للإستشهاد وكراهية الدنيا ، ولكنها تحية وتمجيد لكل شهداء ثورة ديسمبر العظيمة وكل الثورات والإنتفاضات الماجدة عبر تاريخ السودان وفي كل ركن من أركانه وكل بقعة من بقاعه..فبذورهم التي بذروها في باطن هذه الأرض الطيبة ستثمر خيرا كثيرا بلا شك.

فلعمري هذا شعب عظيم ..شعب مستبسل طوال تاريخه، وأثبت لكل الغزاة والمستعمرين أنه شعب حر لا يرضى الذل والمهانة..سواء من المستعمر الأجنبي أو المستعمر المحلي (ذيل الأجنبي وتابعه العميل).

فلك المجد يا شعب التضحيات والبطولات...يا من هزمت المشروع الظلامي (المشروع الحضاري الإسلامي)، والذي ابتدعته قوى الظلام بهدف غسل أدمغة أبناء هذا الشعب ومسح ثقافاته وتراثه وموروثاته وتدينه المتسامح والفطري . وحشدت قوى الظلام كل وطاويطها من حول العالم ومراكز بحوثها لتكريس مشروعها هذا..و(الذي أفشله الشعب تماما) وكال عليه التراب والرماد..

حتى بأيادي الشباب الذين ولدوا في كنفه ومن المفترض أن يكونوا تشربوا هراءه.. ذلك المشروع الذي زعم واضعوه أنه (فلسفة ونهج ديني حضاري)..فأثبتم لهم بعزيمتكم ووعيكم أنه لم يكن سوى خزعبلات وأوهام صيغت لتتويه الشعب السوداني عن هويته..وثقافاته وحضارته العريقة العتيقة ، ولكن هيهات.

وثم ماذا بعد يا شعبي العظيم ، ما المفترض أن تكون خطوتنا في هذه المرحلة التي قد تبين فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود ؟

- الشيطنة:
تأبي الرماح إذا إجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت آحادا

يجب علينا جميعا أن نتحد ونتوحد خلف هدف واحد ..وأن نتوقف عن شيطنة الناقد الحادب على الوطن، وكذلك نتوقف عن الهجوم على النشطاء المستقلين وتخوينهم وشيطنتهم، ننتقد المواقف وليس الشخوص ونكف عن محاولات إغتيال شخصية فلان أو علان لأنه صرح بأن الكيان الفلاني لا يمثله ..فهذا من حقه ومن صميم مبادئ الحرية التي يتشدق بها البعض ولا يعمل بها ..وكذلك من صميم مبادئ حرية الرأي .

فنحن نحارب نظاما دكتاتوريا قمعيا ..لذلك من الحكمة أن لا نتبنى أساليبه القميئة..فنصير قميئين مثله !!

فالحكمة تقول إن نصف رأيك عند أخيك طالما الهدف واحد .

وتخيل معي أن الوطن غرفة ..فالجالسون معك في نفس الغرفة ولكن في أركانها الثلاثة الأخرى قد يرون من زواياهم تلك ما لم تره أنت.

فما أوسع هذا الوطن الشاسع ..العامر بمواطنيه من كل الأصقاع والبقاع والقرى والنجوع والأرياف وسهول المراعي والغابات.

فهؤلاء كلهم يمثلون الوطن عن أصالة ..شمالا وشرقا وغربا بل وحتى جنوبنا في أبيي التي لم يحسم أمر تبعيتها بعد لأي من شطري الوطن، كل هؤلاء لهم رؤى حول ما يجري في وطنهم ولهم حق أصيل في إبداء الرأي والنصح والنقد والتنظير لما هو في صالح الوطن.

والعديد منهم كان لهم نصيب الأسد من عسف هذا النظام وظلمه ..ولطالما سالت دماؤهم وروت أرضهم الطيبة.

فلذلك تكميم أفواه كل هؤلاء ومحاولات إخراسهم عن الإفتاء في شأن الوطن وهم ثوار أصيلين وأصحاب مصلحة في التغيير الإيجابي لوطننا الذي نحلم به سامقا سموق المدى الذى إرتقى إليه شهداؤنا شهداء العزة والكرامة..ليس عملا حكيما ولا تكتيكا ثوريا ناجعا وناجحا كما تتوهمون.

بل هذا التصرف هو الذي (يشق الصف) الثوري ..لا العكس..

كثيرون إستهدفوا بطريقة قمعية جدا..في محاولات لإخراسهم والسخرية منهم بل والتهديد ب(المحاكمة الثورية) بعد إنجاز الثورة وإستلام الحكم ..

فقط لأنهم منحوا أنفسهم الحق في التعبير عن ما يجري من أحداث وتحولات تاريخية في وطنهم، وشخصي(الما ضعيف) كنت واحدة منهم. ووثقت لبعض هذه الإتهامات فبعضها يصل لدرجة التهديد الذي يعاقب عليه القانون، ولكن أنتظر فقط (قانوننا) الحر والنزيه بعد إنجاز الثورة ..لعدم إعترافي بقانون الكيزان ولا حتى بمجلس إنقلابهم العسكري مفتقد الشرعية (من قولة تيت).

ولا تنسوا أن من تهاجمونهم سيهاجمونكم ومن تسخرون منهم سيسخرون منكم ومن تغتالون شخصيته سيفعل مثلكم.

فلسنا بعاجزين أو نجهل حقوقنا في وطننا بل مواطنون مثلكم كاملو المواطنة ..وثوار مثلكم على تمام الثورية.

ولن نكل ولن نمل حتى نرى وطنا حدادي مدادي حرا كما ينبغي ..

وطنا نستحقه ويستحقنا..نفاخر به بين الأمم ويفاخر بنا ..حتى لو استدعى الأمر القيام بآلاف الثورات .

لذلك التحلي بالروح الرفاقية مطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والتحولية في تاريخنا.

وقد إنتقد العديد من الحكماء أمثال أستاذ فيصل محمد صالح وحمور زيادة وصفية العريفي وغيرهم كثر من الحادبين المتحلين بالروح الرفاقية.. أسلوب تخوين ومهاجمة ذوي الرأي المختلف ..ومحاولات سحلهم وتأديبهم بحجة عدم (شق الصف)، فقد نسي هؤلاء المتنطعون أو تناسوا عن قصد أن الرأي المخالف لا يعني بالضرورة (شق صف) ، فهنالك فرق واضح بين النقد الحادب والتساؤل والمساءلة المشروعة عن بعض خطوات من تولوا قيادة هذا الحراك الثوري ..وبين شق الصف .

وفي رأيي أن من شق الصف هم من يريدون إحتكار الكلام والرؤي حول ما ينفع الحراك وما يصون الدماء وما يحفظ للثورة زمام مبادرتها كي لا تتراجع حتى نتقهقر للمربع الأول ..والذي للأسف نحن فيه الآن .

فهل من المعقول أن يكون الإنقاذيون ..ويا لسخرية القدر ..هم الواعين لأهمية مخاطبة بل ومغازلة وتحشيد جموع الشعب في أريافه وبواديه وسواحله وغاباته ..وأنتم لا ؟!!

- الخطوة التالية :
في رأيي على كل القوى الثورية السودانية المدنية والمسلحة والنشطاء وحكماء هذا الشعب وتنظيمات الأقاليم الشبابية والمبادرات الخيرية وكذلك التجمعات النسوية أن يجلسوا جميعا وعلى وجه السرعة بعد تنسيق واسع النطاق يجمع كل أصحاب المصلحة في التغيير ولا يستثني أحدا حتى من هم بالخارج، ويعقدوا مؤتمرا جامعا عبر ممثلين لهم عبر الوسائط (لغرض السرعة وكسب الزمن الغالي الذي أهدر في خلافات ومحاصصات) ..وذلك لمناقشة خطط المواجهة المقبلة ووضع خارطة طريق متفق عليها.. والتي يمكن أن تكون كالآتي :

أولا: تشكيل حكومة وطنية بأسرع فرصة ممكنة من شخصيات مشهود لها بنظافة اليد والحرص على الوطن، ولم يسبق لها التلوث بالعمل مع الإنقاذ بأي صورة من الصور ، وكذلك ليس لديها مصلحة أو تقاطعات مع أي محور من المحاور التي تريد أن تحكم بلدنا عبر وكلاء وعملاء لها .

ثانيا: الجدية في إعلان الإضراب العام والعصيان المدني بدون تجزئة أو توقف تحت أي دعوة أو محاولات وساطة حتى تبلغ الثورة منتهى غاياتها ..ويعود الوطن المختطف إلى صاحبه الحقيقي ألا وهو الشعب والشعب فقط.

كلمة أخيرة:
ومقترحاتي هذه أرجو أن لا تفهم على أنها إملاءات ..بل هي مجرد مفاكرات من مواطنة حادبة.. ومجرد مقترحات.. لا أطالب الأخذ بها وحدها بالطبع إلا بعد الإستماع إلى جميع الآراء لكل السودانيين الذين سيمثلون في المؤتمر الجامع عبر الممثلين الذين ينتخبون من قبل قواعدهم في كل الوطن ..أكرر من كل الوطن ..

شرط أن يرتقي الجميع إلى المقام الوطني العالي والسامق.. وأن يتحلوا بالمعيار الفدائي (الذي حدد الشهداء لنا إطاره المجرد من المطامع والمكاسب) ..وأن لا تنسوا أنهم بلا شك يراقبوننا الآن من الأعالي ليروا هل سنرد لهم جميل تضحياتهم ..(بعدم الإستلقاء أثناء المعركة)..أم سنتخاذل عن معيارهم السامق هذا الذي خطوه لنا بدمائهم ورسموه لنا كخارطة طريق على تراب الوطن ؟

وختاما: إذا كانت رقصة التانغو تحتاج إلى راقصين إثنين..

فما بالكم برقصاتنا الشعبية التي تحتاج في أدائها إلى فريق من الراقصين الذين لابد أن يتفرد كل مؤدٍ فيها بإبداعه الخاص..كي تنجز الرقصة بتناغم وجمال .
وكذلك السيمفونيات العظيمة لا تعزفها آلة موسيقية واحدة..بل أوركسترا كاملة .
وفريق كرة القدم ..لكل لاعب منهم قدراته ومهاراته ودوره في الملعب..فالمهاجم مثلا دوره يختلف عن حارس المرمى وهكذا ..

والوطن للجميع..وسنحرص على هذا الحق.

#عيد_الشهيد

7 Jun 2019

الخميس، 6 يونيو 2019

وفضحهم النيل..سليل الفراديس

وفضحهم النيل ..سليل الفراديس

آمنة أحمد مختار أيرا

نيلنا العظيم سليل الفراديس، الذي يشق بلادنا من أولها لآخرها ..ويرويها (قمحا ووعدا وتمني)..
ليس مجرما ملعونا..كما وصفته ووصمته شاعرتهم(الوزيرة) التي أسلمت موهبتها للطغاة (هنا وهناك) وتغنت لهم بحرفها فأطربتهم..بل حتى أرادت أن تبرئهم وتلصق جريمتهم بنيلنا البرئ..
 جريمة الإهمال التي راح ضحيتها تلاميذ وتلميذات.. الغرقى الصغار من فلذات أكبادنا، الذي كان كل ذنبهم السعي لطلب العلم..
فسرق إهمال سلطات آكلي أموال السحت طفولتهم وأثكل أمهاتهم وأوجع آبائهم.

النيل يدافع عن الشهداء :
وهاهو نيلنا العظيم يفضح اليوم هؤلاء القتلة ..الذين أرادوا إخفاء جريمتهم البشعة ..ففكروا وقدروا ..ثم أوحى لهم شيطانهم بأن يربطوا أقدام ضحاياهم بأثقال من طوب كي تغطس الجثث في الأعماق وتخفي جزء من جريمتهم ..جريمتهم هذه المفضوحة والتي شاهدها كل العالم !
ولكن هيهات، فقد فضحهم النيل..فلفظ جثث أبنائه الشهداء المغتالون غدرا ليراها كل العالم ..وليشهد على كيف ينكل هؤلاء بثوار شرفاء بؤساء ..لم تكن جريمتهم سوى عشق هذا الوطن والإنتماء إليه..

فالتحية لك يا (إترو- عا ) ..
يا سليل المنبع (نون)..(والقلم وما يسطرون) ..
يا أيها الروح الطيبة (حابي )..جالب الفيضان وفال الحظ السعيد والوعد بالنصر .

وحتما ستخضر الربوع بعد جفافها ..ويختال النخل مثقل الفروع بالتمر ..
ويبارك (سوبك) فيض الخير .

_______

* حاشية:
- إترو- عا: ويعني النهر العظيم بلغة (رن كمت) أي بلسان (كمت) ، وكمت مسمى مصر قديما ويرمز للون البني.
ومن مفردة إتروعا إشتقت مفردة (ترعة). 
- حابي أو حابعي: هو (نتر) النيل في حضارة وادي النيل القديمة، ويرمز إسمه للحظ السعيد ، فهو يمثل روح النيل الجالبة للفيضان.
و(النترو) في ثقافة وادي النيل القديمة هم كائنات تؤدي مهاما إلهية عبر تحكمهم في قوى الطبيعة .
وربما إشتقت من حابي المفردة اللاتينية(هابي) التي ترمز للسعادة !
- نون : عند قدماء وادي النيل، وكذلك العديد من حضارات العالم القديمة تعني مصدر المياه والرطوبة وبحر العماء العظيم الذي إنبثقت منه الحياة وكذلك كل مياه العالم .
- سوبك : هو (نتر) يصور على صورة تمساح النيل ومهمته الأساسية أنه الراعي من أخطار الفيضان، وكذلك يرمز للخصوبة والسلطة والبراعة العسكرية.

7 Jun 2019

الأربعاء، 5 يونيو 2019

(قصة موت معلن )

(قصة موت معلن )

آمنة أحمد مختار أيرا

في القصة الحقيقية التي جرت أحداثها في الريف (الكولومبي).. ووثقها في رائعته (قصة موت معلن) أو وقائع موت معلن.. الأديب العظيم قابرييل غارسيا ماركيز.

كان بطل القصة سانتياغو نصار.. يتجول غير مكترث بموته الوشيك والمعلن..والذي كانت كل البلدة قد علمت بتربص القتلة به ..

ولكنه كان غير مبال لسبب غير معروف..

ولقد رفض كل النصائح التي قدمت له وتجاهلها ..فكان يسير في البلدة كأنه جثة تحمل كفنها بيدها ..

ولكن هل كان فعلا سانتياغو يتجول دون وعي منه أنه يحمل كفنه كما وصفته ؟

لا أظن ذلك ..بل أعتقد أنه كان يحمل قدره بيده ..

ربما لإحساس خفي راوده بأنه يوما سيخلد ميتته المعلنه هذه روائي من أعظم الروائيين الذين أنجبتهم كولومبيا...

وربما لذلك رفض سانتياغو رجاءات والده له بحمل سلاح يدافع به عن نفسه.

.....

وقائع قصة موت معلن في شارع النيل ..

تمشيط كولومبيا ..ونذر الموت الوشيك :

تعالوا معي نستعرض في نقاط وقائع معينة كانت تنذر بفض إعتصام القيادة عبر تكتيك مدروس كما يبدو.

ولا تنسوا أن من البديهي أن تكون هنالك غرفة عمليات أمنية ومخابراتية منعقدة على مدار الساعة وهدفها الأساس هو تنفيس الثورة عبر عدة تكتيكات..وغالبا مستعينة في ذلك بكوادر مخابرات محلية وأجنبية كمحمد دحلان وغيره.

أولا: سلسلة المقالات من كتاب السلطة التي تتداهن الجيش وتتحسر على هيبته وتتباكى..بحجة أن الثوار أهانوا الجيش وأزعجوا (المواطنين) وضيقوا عليهم حياتهم (العادية) ..وبالتالي تحرض الجيش على الثوار .

ثانيا : شهادة إحدى عضوات قروب منبر شات برؤيتها لرجال مليشيا إشتروا كل سيطان العنج الموجودة في سوق أمدرمان..

ثالثا: تغير لهجة البرهان الصامت دوما أو الضعيف.. والتي تحولت إلى لهجة مستأسدة فجأة.. وأعلن تعليق المفاوضات حتى تفك المتاريس التي على شارع النيل..

رابعا: إنطلت الخدعة على قوى الحرية والتغيير وأنكروا أن يكون الثوار الذين ترسوا شارع النيل منهم، بل ذهبوا يزيلون المتاريس بأيديهم..كي يستأنف المجلس العسكري التفاوض معهم.

وتم تخوين ثوار شارع النيل..ووصمهم البعض بأنهم مدفوعون من قبل الأمن، وروجت الأكاذيب عنهم بأنه قد تم دفع أموال لهم لصنع فتنة وتعطيل التفاوض.. هذا رغم أن ثوار شارع النيل كان سبب رفضهم فك المتاريس بإصرار كما شاهدت في أحد الفيديوهات أنهم قالوا بغضب وحزن أن لهم إخوة قتلوا هنا..

خامسا: رفض المجلس العسكري مقترحات قوى الحرية والتغيير حتى بعد تقديم التنازلات حول المجلس السيادي والموافقة برئاسة دورية للمجلس تمنح الفترة الأولى فيها للجيش !

سادسا: بدء المجلس العسكري لجولة لدول المحاور كأنه ممثلا شرعيا للدولة، وهذا يدل على تكريس الإنقلاب الأبيض..

سابعا: التحريض على ثوار منطقة كولومبيا من الأطفال فاقدي السند وبعض ضحايا الحروب وستات الشاي.. وكذلك من الفقراء من أسفل قاع المدينة الذين من المفترض أن تلام الظروف الإقتصادية والإجتماعية والحروب التي أفرزتها الإنقاذ على ممارساتهم أيا كانت ، وبدلا من معالجتها تم إعتبارهم من كبار المجرمين والنساء (المطلوقات كما قالوا عليهن).. الذين يجب (تمشيط) ملجأهم هذا.. وإبادتهم .

وللأسف وقعت قوى الحرية والتغيير في هذا الفخ (أيضا) ووافقت على الحل الأمني لهذه الظاهرة ..

وكلنا نعلم ماهية الحلول الأمنية التي يمكن أن تكون في ظل هذه الظروف ومن قبل مجلس إنقلابي إنقاذي بالكامل..ومليشياته المتعددة التي صنعت لغرض البطش والقتل..

لذلك حدث التمشيط والبطش لثوار شارع النيل بمباركة قوى الحرية والتغيير وكذلك بمباركة بعض الشعب !

ثامنا: كل هذه كانت سيناريوهات وخطط تكتيكية مدروسة مثل كل الخطط والتكتيكات التي حاولت فض الاعتصام منذ بدايته وفشلت ..

فلماذا نجحت هذه المرة ولم تنجح من قبل ؟

لأن قيادات قوى الحرية والتغيير تعاملت مع الموقف هذه المرة بعدم حكمة ونظرة قاصرة ..ففي المرات السابقة كنا كلنا ثوار والشعب كله في كل مكان كتلة واحدة (ومافيش عيال بطة سوداء أو منبوذون بيننا).

ولكن حرص قوى الحرية والتغيير على التفاوض..لذلك حتى في تكتيكها كانت تنوي تجزئة الإضراب يومين يومين ..ومن ثم التلويح بالعصيان المدني، كانت تظن أنها تمارس تكتيكا ذكيا للضغط كورقة تفاوض..

ونسوا أن للمجلس وحلفائه تكتيكات أخرى أيضا..فانتهز المجلس العسكري فرصة إنتهاء الإضراب المعلن وقرر أن يضرب ضربته..مستبقا صلاة العيد التي كانت قوى الحرية والتغيير قد أعلنت أنها ستكون صلاة حاشدة لم يسبق لها مثيل .

فجاءت الأوامر.. للمجلس أن يستبق هذا التكتيك المعلن من تجمع المهنيين وحلفائه ويضرب ضربته ..مستخدما حجة مواصلة تمشيط منطقة كولومبيا وشارع النيل في خطة تسمح له باختراق إعتصام القيادة بالصورة الوحشية التي حدثت .

وثم يدعي البراءة الشديدة..ويعلن أنه إنما كان يطارد مجرمي كولومبيا الذين إندسوا وتسللوا وسط جموع معتصمي القيادة ..

ويعتذر بكل بساطة عن القتل الذي حدث ويدعو المعتصمين للعودة إلى مواصلة الاعتصام .

وكل ذلك حدث بسبب الضوء الأخضر الذي أعطي له للبطش بثوار وقاطني منطقة كولومبيا.. سكان أسفل قاع المدينة.

#عيد_شهيد
#تسقطوا_بس

5 Jun 2019

الاثنين، 3 يونيو 2019

الطيب، والشرس ، والقبيح..


الطيب، والشرس ،والقبيح..

يعتبر فيلم الطيب والشرس والقبيح ( The Good, the Bad and the Ugl، والذي أصدر في العام 1966م، من أشهر( أفلام الوسترن(الغرب الأمريكي) على الإطلاق، ويعتبر حسب تصنيف النقاد من أحد كلاسيكيات السينما الخالدة وأكثرها شعبية ،حيث ضمنته مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمتها لأعظم مائة فيلم في القرن الماضي.

هذا..رغم أن الفيلم يعتبر من صنف أفلام (سباغيتي وسترن)، والسباغيتي ويسترن هي أفلام من إنتاج إيطالي أو أوروبي عموما ولكن تتناول الحياة في الغرب الأميركي.

الفيلم من إخراج المخرج المبدع (سيرجيو ليوني)، ومن بطولة الممثل والمخرج الأمريكي الشهير( كلينت إستوود) ، وكذلك الممثلان( لي فان كليف وإيلاي والاك).

ويعتبر الفيلم كتكملة لسلسلة أفلام لنفس المخرج تلقب بثلاثية الدولارات وهي (من أجل حفنة من الدولارات) و(من أجل مزيد من الدولارات).

تحتوي قصة الفيلم على دراما عالية..تدور حول ثلاثة رجال يتنافسون خلال الحرب الأهلية الأمريكية للعثور على ثروة مدفونة من ذهب الحكومة الكونفدرالية، وسط فوضى عنيفة من الاشتباكات المسلحة والشنق والمعارك ومعسكرات الاعتقال.

تزين خلفيتة موسيقى رائعة صارت أيقونة كالفيلم نفسه، وهي من تأليف الموسيقار الإيطالي العظيم (إنيو موريكوني).

ويحتل الفيلم حاليا المرتبة التاسعة في قائمة أفضل 250 فيلم .

وصف الفيلم أيضا بأنه أفضل عمل قدمته السينما الأوروبية لفئة أفلام الغرب الأمريكي، وقد قال عنه مخرج أفلام الإثارة والغرب الأمريكي القدير (كوينتن تارانتينو) أنه يمثل أفضل إخراج لأي فيلم على مر التاريخ!!

المهم.

راق لي أن أستعرض معكم نبذة عن هذا الفيلم الرائع ..على خلفية ما يدور في الساحة السياسية السودانية الآن والراهن الوطني الثوري.

ويمكنكم بعدها ممارسة لعبة التخمين واختيار الشخصيات أو الكيانات السياسية والعسكرية الملائمة لأداور وأحداث الفيلم.
هذا طبعا بعد أن تستعيدوا مشاهدته، أما من لم يشاهده يمكنه إيجاده  على الشبكة الرقمية العالمية ولن يندم، فهو من الأفلام القليلة التي يمكن مشاهدتها أكثر من مرة .


مصر ما قبل الثورة :
كنت قد تابعت الثورة المصرية وبقية ما عرف بثورات الربيع العربي عن كثب في البداية كأي متابع للشأن السياسي وعامل من أجل التغيير الديمقراطي ..

ثم لاحقا صارت المتابعة أكاديمية بحتة بغرض كتابة ورقة بحثية عن : الإعلام الجديد والثورة الرقمية في وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في صناعة التغيير السياسي والاجتماعي .

فدعوني أعطيكم بضع لمحات عن بداية الحراك السياسي في مصر والذي تحول لاحقا إلى ثورة 25 يناير العظيمة ..

ومن ثم أستعرض معكم بعض مآلاتها .

وغرضي من ذلك هو التأمل في تلك الأحداث وربما الاستفادة منها في واقعنا الراهن عبر المقاربة والمقارنة .

كنت قد رصدت قبل العمل في بحثي الأكاديمي هذا عن الثورة المصرية وثورات الربيع الأخرى، حراكا سياسيا كان قد بدأ في مصر قبل الثورة بسنوات. فلم تتفجر ثورة يناير المصرية فجأة كما قد يظن البعض ..ولكن بالطبع قد سبقتها نضالات وحراكات للقوى الحية حتى تبلورت في إضراب عمال شركة غزل مدينة المحلة الكبرى في السادس من أبريل 2008 ،ثم تحول هذا الإضراب المطلبي فجأة إلى إضراب عام في مصر بعد تبنيه من قبل مجموعة المدونون الشباب والنشطاء من رواد موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي!!

وعرف هؤلاء الشباب لاحقا بحركة 6 أبريل، ومعهم حركة كفاية المصرية الشهيرة التي ضمت بعض نشطاء التنظيمات المعارضة وكذلك حركة شباب العدل والمساواة المصرية .

والجدير بالذكر إنه قد حاولت بعض أحزاب المعارضة المصرية تنظيم إضراب مماثل في نفس العام ولكنه لم يكن بمستوى إضراب شباب الوسائط الذي نجح ناجحا كبيرا .

وقد كان جهاز أمن الدولة المصري والنظام المصري وأحزاب المعارضة حينها يبحثون عن إجابة لهذا السؤال :
 من نظم إضراب 6 أبريل ؟!

ولم يكونوا يتوقعون أبدا ان يخرج هذا الإضراب من قلب ذلك المجتمع الإفتراضى على النت (فيس بوك)، فهذا الموقع الذى كان الهدف من إنشائه التواصل الاجتماعى وتبادل الصور والأخبار والتعارف، قد استخدم من قبل النشطاء في تنظيم الإضرابات وتحديد مواعيد وأماكن التظاهر ومناقشة طرق التعبير عن الرفض للنظام الحاكم.

فقد قام الشباب باستخدام الوسيلة التي كانت في يدهم وهي إتصال الإنترنت والكومبيوتر الذي وفره لهم حسني مبارك في مشروعه الذي سماه (كومبيوتر لكل بيت).

الأمر الذي وفر لشباب الطبقة الوسطى جيدة التعليم تطورا في الإهتمامات والأفق وتفاعلا مع العالم، مكنهم من استخدام هذه الوسيلة بذكاء لصنع حراك في الشارع .

فأسسوا مجموعة على فيسبوك تحمل إسم (6 أبريل إضراب عام لشعب مصر)، ليجتذب القروب عشرات الآلاف من أعضاء فيسبوك ..وكتبوا بيانا للقروب يصاحبه ( لوقو ) يدعو للإضراب ، وأرسلوا ملايين الإيميلات تدعو المصريين للبقاء فى بيوتهم يوم 6 أبريل تضامنا مع موعد الإضراب الذى حدده ( عمال غزل المحلة ).
وكان فيسبوك حينها ما يمكن أن يعتبر ( غرفة عمليات الاضراب ).. التى قامت بمتابعة الاضراب يوم حدوثه والقيام بدور الموقع الأخباري لأخبار الإضراب فى القاهرة والمحلة وغيرها من المدن..ثم الاحتفال بنجاح الاضراب.

وثم توالت الإضرابات المتفاوتة في النجاح إلى حين الوصول لذروة هبة يناير 2011م. حيث إكتمل نضج الثورة واكتملت أشراطها.. ودقت طبول استحقاق التغيير السياسي.

خاصة أن الإحتقان السياسي في مصر كان قد بلغ مداه بعد أكثر من ربع قرن من حكم مبارك ونظامه.

وكنت قد تابعت بدايات تبلور هذا الإحتقان وكتبت عنه بوستا في موقع (سودان فور أول) بعنوان:

(الحراك السياسي في مصر طرقات على جدار الفرعون)
بتاريخ 9 سبتمبر 2006م

فقد لاحظت أن الحراك السياسي المحموم الذي كان قد تصاعدت وتيرته بعد غزو العراق مباشرة عام 2003م قد وصل إلي مداه . فبعد سنوات طويلة من الخمود والخنوع المريرين ..انتهج الناشطون السياسيون والحقوقيون المصريون نهج المقاومة والتحدى والجهر بالرفض لسياسات الفرعون وجنوده ودولته البوليسية، خاصة محاولات توريث مبارك الحكم لإبنه التى أثارت جنون الرفض لدى الشعب المصري وصاروا يسخرون منها فى كل ركن.

وكان هذا يعنى دخول لاعبين جدد إلى الساحة ..غير الجماعات الراديكالية المألوفة التي كانت أعلى صوتا.

فالمعروف أن الجماعات الإسلامية التى تنتهج النهج الديني المتطرف كانت هى من حاز قصب السبق فى تحدى نظام مبارك ، وبصورة عنيفة وسافرة، فكان نتيجة ذلك أن جوبهت بترسانة الدولة البوليسية والعسكرية بكل عنفها وبطشها، وإمتلات السجون بكل من يشتبه مجرد إشتباه إنه ينتمى لهذه الجماعات ، ونتيجة لذلك صارت الأراضى المصرية أشبه بثكنة عسكرية ، وفرضت الرقابة على المواطنين ، وتفشت الاعتقلات الجزافية ، وصارت أقسام الشرطة بؤر للبطش بالمواطنين وتعذيبهم ، واستمر فرض قانون الطوارئ دون توقع نهاية له.

الأمر الذي أدى لظروف موضوعية أفضت إلى بروز حركة كفاية فى الشارع المصري عام 2004م. وقد أدى انتشار كفاية (الحركة المصرية من أجل التغيير) لظهور حركات نوعية وفئوية خاصة مثل (صحفيون من أجل التغيير)،( عمال من أجل التغيير)، (صحفيون من أجل التغيير)،( طلاب من أجل التغيير)..

ثم انتشرت المطالب المهنية والحقوقية في ربوع مصر، فخرج من عباءة حركة كفاية عدد من الكوادر والأفكار التي استفادت منها حركات سياسية في نشاطات موازية مثل حركة المحاميين ، وحركة الصحفيين ، ثم حركة القضاة.

ويمكن تلخيص الملامح العامة لحكم مبارك فى الآتى :

* سيطرة الحزب الوطني على مفاصل الدولة .

* فرض قانون الطوارئ المطبق منذ تولي مبارك للسلطة.

* الاستفتاء الرئاسى بعد كل دورة رئاسية جديدة للتمديد لحكم مبارك.

* تزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية خاصة بعد التعديل الشهير للمادة 76 من الدستور، والذي أثار جدلا واسعا .


ثورة 25 يناير المصرية المجيدة.. أو ثورة ثوار اللوتس:
وشعارها الشهير : عيش، حرية ،عدالة إجتماعية

مع تأزم الأوضاع المعيشية والاقتصادية والكبت السياسي والقمع البوليسي الذي تفاقم.. خاصة في الحادثة الشهيرة لتعذيب وقتل الشاب (خالد سعيد) في مدينة الإسكندرية..والتي قد تشابه حادثة مقتل المعلم( أحمد الخير ) في مدينة خشم القربة السودانية، وكذلك المؤشرات التي كانت تمهد لإمكانية توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس.

قام مجموعة من الشباب بإنشاء مجموعة( كلنا خالد سعيد)على فيسبوك ، ثم دعت مجموعات من الشباب الغاضب على مواقع التواصل خاصة فيسبوك وتويتر وبالتنسيق مع بعض كتاب المدونات الشهيرة وكذلك حركة 6 أبريل وحركة كفاية إلى تحدي قمع الشرطة المصرية وذلك عبر إختيار يوم عيد الشرطة الموافق ليوم 25 يناير  يوما للتظاهرة الكبرى.

 والجدير بالذكر أن جماعة الإخوان لم تشارك فيها ..  سوى من بعض شباب الإخوان المسلمين المتحمسين ..برغم التصريحات الأولية التي أشارت إلى (أن الجماعة لن تشارك كقوة سياسية أو هيئة سياسية لأن المشاركة تحتاج إلى تخطيط واتفاق بين كافة القوى السياسية قبل النزول إلى الشارع)..

 كانت الجماعة الإخوانية قد حذرت من أن الوضع لو إستمر بما هو عليه فمن المرجح أن تحدث إنتفاضة شعبية، ولكنها على حد تعبيرهم (ليست من صنعنا).

وقد كان مبارك يستخدم الإخوان والجماعات الدينية المتطرفة ك(فزاعة) ضد الغرب لدعم نظامه كما نعلم ، كما كان يستخدمهم داخليا ك(فزاعة) ضد معارضيه من دعاة الدولة المدنية والديمقراطية، وفي مقابل ذلك كان يسمح لهم بالفوز بعدة مقاعد في البرلمان كي يوحي للغرب بديمقراطيته، فمثلا في برلمان 2005م حصل الإخوان المسلمين على ثمانين مقعدا .

وكنتيجة لذلك حصل منهم على تأييد بتوريث إبنه جمال ليخلفه.

وكذلك لم يجد مشروع التوريث هذا ممانعة من بعض دول الغرب التي تدعم إسرائيل ومصالحها في المنطقة.

فقد كان مبارك يروج أن نظامه هو الضامن لإستقرار المنطقة .

وقبل ثورة يناير كان للإخوان وجود كبير في البرلمان ..وعلاقات طيبة مع أمريكا..

كما أن هنالك تصريح شهير لمرشد الإخوان السابق مهدي عاكف في حوار صحفي بأن الجماعة لا تمانع تولي مبارك لفترة رئاسية جديدة !!

(وبعد اندلاع ثورة يناير، كانت جماعة الإخوان المسلمين هي التنظيم السياسي المصري الوحيد الذي تفاوض مع اللواء عمر سليمان رجل المخابرات الشهير ..حول كيفية نزع فتيل الثورة وفض اعتصام ميدان التحرير ).

المصدر: صحيفة الدستور.

بدأ الحراك بحركات شبابية مدنية مثل حركة شباب 6 ابريل،وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)،والجمعية الوطنية للتغيير، والحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير.

حددوا موعدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر والاحتجاج ضد ممارسات العنف والعسف البوليسي، وذلك أمام وزارة الداخلية في يوم 25 يناير، الذي يوافق الاحتفال الرسمي السنوي بعيد الشرطة، وذلك كي يعبروا عن رفضهم لنظام مبارك البوليسي المبني على ديكتاتورية (دولة الأمن المركزي).

وقد كانت المفاجأة غير المتوقعة ..سواء بالنسبة للحكومة أو للمعارضة نفسها.

 أن نجاح الحشد قد فاق كل التوقعات ..وتضاعف أعداد المتظاهرين في كل ساعة حتى إنسدت الشوارع والكباري.

كانت الهتافات مطلبية في البداية(عيش، حرية،عدالة إجتماعية) ، ولكن كلما زاد القمع الوحشي كلما إرتفع سقف المطالب، حتى وصل الأمر إلى تبني هتاف الثورة التونسية الشهير(الشعب يريد إسقاط النظام).. و(يسقط يسقط حسني مبارك) و(إرحل)..


ثم سقط رأس النظام كما نعرف في يوم 11 فبراير 2011م ، بعد أن أجبرت الحشود الثائرة مبارك على التنازل لنائبه ورجل مخابراته عمر سليمان..والذي هتف الشعب ضده أيضا فتنحى.


ثم كان يوم 28 يناير 2011م هو اليوم الذي نزلت فيه جماعة الإخوان إلى ميدان التحرير، وبالتحديد في يوم (جمعة الغضب) الشهيرة، والتى كانت بمثابة انطلاق شرارة التخريب والتدمير ،في ثورة كانت سلمية منذ بدايتها، ولكن سرعان ماتحولت إلى هجوم إنتقامي على أقسام الشرطة في العاصمة والمحافظات وعلى بعض المؤسسات والدور الحكومية.


الإخوان وتجيير الأحداث لمصلحتهم:
عكست تلك المذكرة التي نشرتها جماعة الإخوان على مواقعها الإعلامية في بداية الثورة، تناقضات الجماعة التي رفضت المشاركة في ثورة 25 يناير إبان اندلاعها، ثم عادت للعدول عن موقفها، عندما رأت المكاسب السياسية التي تحققها الائتلافات الشبابية والأحزاب المشاركة في الثورة.

وما يؤكد ذلك تلك المذكرة التي تقدم بها شباب الإخوان في اللجنة الإعلامية بقسم الطلاب للمشاركة في الثورة، بعد أن طلبوا من الدكتور محمود أبو زيد، عضو مكتب الإرشاد النزول في يوم 25 يناير، فكان رد الجماعة حاسم برفض المشاركة.

ركوب موجة 25 يناير رغم الرغبة في عقد الصفقات..نهج اتبعته الجماعة في مواقفها المتناقضة حول المشاركة أو العدول عن دعم ثورة 25 يناير، وهو ما أكده موقف محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي رفض النزول للمشاركة في مظاهرات 25 يناير. وعندما وجدت جماعة الإخوان أن الأحزاب السياسية ستنزل يوم 28 يونيو الميدان، عدلت عن الرفض وأكدت أنها ستكتفي بالتظاهر دون المشاركة أو الاعتصام، وكذلك صدر قرار من مكتب الإرشاد بانسحاب الجماعة من ميدان التحرير يوم موقعة الجمل 2 فبراير ..رغم ضغط شبابها لعدم الانسحاب.. !!

أحداث شارع محمد محمود، من 19 نوفمبر إلى 25 نوفمبر :

دعا الثوار إلى تظاهرة مليونية لمطالبة المجلس العسكري بتسليم الحكم إلى مجلس رئاسي مدني يضم بعضا من ثوار التحرير .

فتمت مهاجمتهم من قبل الشرطة والأمن بعنف مفرط تسبب في قتل العشرات وجرح الآلاف، وكان هدف المجلس العسكري إخلاء الميدان وفض الاعتصام.

وكانت معركة شوارع عنيفة جدا بين الثوار والقوات النظامية لم تهدا إلا بعد ستة أيام هتف فيها الثوار بهتافات:

(يسقط يسقط حكم العسكر) و(مدنية مدنية لا دينية ولا عسكرية).

ثم توافد الآلاف في اليوم السادس على ميدان التحرير استجابة لنداء (جمعة الفرصة الأخيرة)، التي طالبوا فيها المجلس العسكري بحكومة إنقاذ وطني تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية لإدارة المرحلة الإنتقالية حتى موعد انتخابات البرلمان والرئاسة الذين يجب تحديد موعدها في أسرع وقت.

والجدير بالذكر أن معظم القوى السياسية استجابت للدعوة وشاركت الثوار في هذه التظاهرة، ما عدا جماعة (الإخوان المسلمين).. مما أدى إلى سخط الثوار ضدهم وكذلك ضد خيانتهم لهم في معركة شارع محمد محمود ..

وعلى الجانب الآخر ، إحتشد الموالون للمجلس العسكري في ميدان العباسية، والذين كانوا يناشدون المجلس العسكري بالبقاء في السلطة حتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في العام القادم ..

الإنتخابات ومشاركة الإخوان فيها رغم وعدهم للثوار بعدم خوضها وأن ليست نيتهم الحكم :

هذه الإنتخابات التي فاز فيها محمد مرسي العياط مرشح الإخوان بنسبة 51,73% في 24 يونيو 2012م.

وقد حصلت صحيفة الوطن المصرية على تفاصيل تفاهمات بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ووساطة الدكتور محمد البرادعي وكيل حزب الدستور، وتأكيد الصحف الأجنبية لهذه التفاهمات التى سبقت إعلان فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة. وكشف ثروت الخرباوي القيادى الإخوانى السابق وصاحب كتاب(سر المعبد)، أن الساعات الأخيرة قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بفوز مرسى، شهدت تفاهمات بين الجماعة والمجلس العسكرى من جهة، وبين الإخوان والإدارة الأمريكية من جهة أخرى، فيما نفت جماعة الإخوان ذلك. وقال لصحيفة الوطن : (لدينا معلومات أن هناك تفاهمات حدثت بين الإخوان والمجلس العسكرى برعاية أمريكية، عبر وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وكانت تتضمن بعض الوعود حال فوز مرسى وبعض الوعيد حال عدم فوزه). وأضاف: (سبق هذه التفاهمات إدراك المجلس العسكري خطورة الضغوط الأمريكية، فأصدر الإعلان الدستورى المكمل وحل البرلمان من أجل تقليص سلطات الرئيس وضمان سلطة التشريع فى يديه ليحافظ على وضع قياداته القانونى، ومنع البرلمان من إصدار أى تشريعات بقوانين تخصه).وأفاد بأن (كلينتون أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات مع مسؤولين فى المجلس العسكري من أجل أن تكون النتيجة لصالح مرسى مشيرة إلى أن (مرشح الإخوان) بالفعل حاصل على أعلى الأصوات، لكن كان يمكن أن تقبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التى اعتبرها الخرباوي تابعة للمجلس العسكرى، بعض الطعون الخاصة بالفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر، فتتغير النتيجة. وفجر الخرباوى مفاجأة، حول أن اللقاءات التى كانت تعقد بين مسئولين أمريكان وعلى رأسهم وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأمريكية وجون كيرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد ومرسي خلال الشهور الماضية، تضمنت مخططاً أمريكياً لوصول الإخوان إلى الحكم مقابل حصول أمريكا على تطمينات تخص الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد أنه خلال هذه اللقاءات سأل جون كيرى الإخوان حول ما إذا كانوا يرغبون فى ترشيح أحد منهم للرئاسة، فردت الجماعة بأنها لم تحسم الأمر بعد، رغم أنه كان معروفا وقتها أن قرار الجماعة هو عدم ترشيح أحد منها للرئاسة، لذلك رشحوا خيرت الشاطر فى البداية ثم تقدموا بمرسي . وأوضح أن هذه اللقاءات حصلت فيها الولايات المتحدة على تطمينات من الجماعة حال صعودها إلى الحكم حول مصالح أمريكا وإسرائيل فى المنطقة)، لكن قياديين فى الإخوان نفوا ذلك تماما. إلا أن الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا رسميا كشفت فيه بعض تفاصيل التطمينات التى حصلت عليها من الإخوان. كان الشاطر قد اعترف بعقد لقاء بينه وبين المجلس العسكري لمناقشة حل البرلمان، وقالت مصادر، إنه اتفق معهم على نجاح مرسي مقابل ترك اختيار الوزارات السيادية للعسكر.

المصدر: صحيفة الوطن المصرية.

وهكذا فاز الإخوان في مصر بأصوات البسطاء وكذلك أصوات الثوار والمعارضين الليبراليين واليساريين وبعض نخب المجتمع التي تلقب نفسها (بحزب الكنبة )..على أمل إستقرار الأوضاع في البلاد ولدعم التحول الديمقراطي، هذا بالرغم أن العديد من الثوار صرحوا بأنهم ( عصروا على نفسهم لمونة) وصوتوا لمرسي كي لا يفوز أحمد شفيق أحد رجالات مبارك ومن حزبه الوطني .

وهكذا.. قام بالثورة ونظم وخطط لها ثوار شباب لا منتمي ، ولكن عجزت القوى الثورية الحزبية المنظمة من ليبراليين ويساريين وناصريين وعموم العلمانيين ودعاة الدولة المدنية..في أن تساهم في تنظيم الشباب رافضي الحكم العسكري وكذلك الديني..وأن تنتظم هي نفسها في تحالف مدني يقدم مرشحا يتفقون عليه ويدعمونه.

فلقد كثرت الخلافات والاتهامات بينهم.

وتم تشويه صورة المرشحين الأبرز مثل أيمن نور الذي أخرج من الساحة مبكرا..وكذلك لم تتوحد قوى الثورة حول المرشح الذي كان أكثر حظا حمدين صباحي ..الأمر الذي جعل حظوظ الفوز محصورة فيما بين رجال مبارك ومرشحي الإخوان..

ففاز الإخوان أخيرا بحكم مصر..

ولكن ماذا فعلوا ؟

هل حققوا للشعب أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة إجتماعية ؟!

لا..

فقد عملوا منذ البداية على ممارسة أسلوب (التمكين)، ووضع ذوي الولاء في المناصب. 

كما سارعوا باستخدام إعلامهم وإعلام الدولة في شن حرب على المعارضة وإعلامها والسخرية من رموزها بل وتخوينهم، الأمر الذي إنطلى على رجل الشارع البسيط .

ويقال أنهم تلقوا نصيحة من حكومتنا(الإنقاذ) بالمسارعة في نهج التمكين وفرض الآيدلوجيا الإسلاموية على الدولة.

وبالتالي خان الإخوان الثوار وانهمكوا في تثبيت آيدلوجيتهم وصبغ الدولة والمجتمع بصبغتهم ..وبل بفتح البلاد للجماعات الدينية المتطرفة والإجتماع بها في ستاد القاهرة الرئيسي.

وفي نفس الوقت لم يبدوا إكتراثا جديا بالمطالب التي ثار الشعب من أجلها وقدم في سبيلها الشهداء والجرحى ، بل وصرحوا بأنهم طالما فازوا ديمقراطيا فمن حقهم أن يستعينوا بكوادرهم لتطبيق نهجهم الإصلاحي للدولة دون الاستعانة بأصحاب الخبرات والكفاءت خارج تنظيمهم..!!
وبدأ الرئيس محمد مرسي العياط.. الخاضع لإرشادات مرشد الإخوان العام كتابع مطيع..يتصرف بنزعة ديكتاتورية من خلال تحصين قراراته من سلطة القضاء والخروج بدستور صاغه نواب من الإخوان وحلفائهم من نواب إسلاميين آخرين غيرهم.

وصاروا يعزون كل فشل في تطبيق سياسات إسعاف اقتصادي لأذرع الدولة العميقة والفلول .

الأمر الذي جعل الشعب يستنجد بالجيش، ويعلن عن إنطلاق ما يسمى بالموجة الثانية للثورة.

ولذلك لم يكن الدكتور محمد مرسي قد أكمل عامه الأول كأول رئيس مدني منتخب..عندما ظهرت على وجه الحدث حركة سمت نفسها (تمرد)، التي أطلقت في 26 أبريل 2013م من ميدان التحرير بالقاهرة حملة شعبية لجمع تواقيع مليونية بغرض سحب الثقة من الرئيس مرسي، مستفيدة من السخط الشعبي العارم على تردي الأحوال المعيشية.. وكذلك لفقد غالبية الشعب لثقتهم في حكم الإخوان بل وفي الإسلام السياسي بشكل عام.

فخرج الملايين إلى ميدان التحرير في 30 يونيو يهتفون:
 (يسقط يسقط حكم المرشد) و(الجيش والشعب إيد واحدة).


وكلنا نعرف ما حدث بعد ذلك .

ولا يزال يراود خاطري صوت تلك الثائرة بعد تنحي مبارك.. والتي كانت تهتف بأمل وتوق جارف إلى الحرية:

 (مدنية مدنية..لا دينية ولا عسكرية).


وفي خلفية خاطرتي هذه..بالتزامن مع هتاف الثائرة النبيلة ..ترتفع عقيرة المطرب (الإماراتي) حسين الجسمي صادحا بأغنية (بشرة خير)..

ثم، يتدفق دعم دول المحاور...


آمنة أحمد مختار أيرا

3 Jun 2019

السبت، 1 يونيو 2019

مقال قديم لي نشر بتاريخ 9/9/2006 على موقع www.sudan-forall. org

    بوست قديم لى ..
    ______________

    الحراك السياسى فى مصر ..طرقات على جدار الفرعون :

    بعد حوالى الربع قرن من حكم الفرعون المصرى الأخيرن وصل الاحتقان السياسى فى مصر الان الى أقصاه. فالحراك السياسى الذى تصاعدت وتيرته فى السنوات الخيرة0 خاصة بعد حرب العراق الأخيرة، وصل الى الذروة .فبعد سنوات طويلة من الخمود والخنوع المريرين ، انتهج الناشطون السياسيون والحقوقيون المصريون نهج المقاومة والتحدى والجهر بالرفض لسياسات الفرعون وجنوده ودولته البوليسية ومحاولات توريث الحكم التى يرفضها قطاعات واسعة من الشعب المصرى ويسخرون منها فى كل ركن.

    الملامح العامة للحركة السياسية المصرية الأخيرة :

    هى دخول لاعبين جدد فى الساحة ، فالمعروف ان الجماعات التى تنتهج النهج الاسلامى المتطرف هى التى حازت قصب السبق فى تحدى نظام مبارك ، وبصورة عنيفة وسافرة ن فكان نتيجة ذلك ان ووجهت بترسانة الدولة البوليسية والعسكرية بكل عنف وبطش ، وامتلات السجون بكل من يشتبه .. مجرد اشتباه انه ينتمى لهذه الجماعات ، وكان نتيجة ذلك أن صارت الأراضى المصرية اشبه بثكنة عسكرية ، وفرضت الرقابة على المواطنين ، وتفشت الاعتقلات الجزافية ، وصارت أقسام الشرطة بؤر للبطش بالمواطنين وتعذيبهم ، واستمر فرض قانون الطوارئ الى ماشاء الله..


    الملامح العامة لحكم مبارك تتلخص فى الآتى :

    * سيطرة الحزب الوطنى على مفاصل الدولة المصرية
    * وفرض قانون الطوارئى المطبق منذ خمس وعشرين عاما
    * الاستفتاء الرئاسى بعد كل دورة رئاسية جديدة
    * وتزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد التعديل الشهير للمادة 76 من الدستور التى تم تعديلها بزعم السماح بترشيح أكثر من مرشح للرئاسة ، وما صاحب هذه الانتخابات من تداعيات

    منها بروز حركة كفاية فى الشارع المصرى، وحادثة انتهاك عرض الصحفيات ، وسجن المرشح للرئاسة المحامى أيمن نور
    وحركة المحامين ، وحركة الصحفيين ، ومؤخرا حركة القضاة..

    حركة كفاية :
    بعد تصاعد الغضب الشعبى من سياسات الحزب الحاكم ودولة مبارك البوليسية ، ظهرت الى الوجود حركة كفاية فى (عام 2004( الحركة المصرية من أجل التغيير ن التى كونها مجموعة من الناشطين السياسيين والحقوقيين المصريون من محامين وصحفيين وطلاب وأساتذة ومن مختلف قطاعات المثقفين
    وقد بدات الحركة نشاطها عبر التظاهر السلمى فى معارض الكتاب والتجمعات الثقافية المختلفة ، مطالبة بالتغيير السياسى ، والغاء قانون الطوارئ ، وكفالة الحريات ، ورفع القيود عن انشاء الأحزاب والصحف والجمعيات والنقابات ، وحرية التعبير وحق التظاهر والاعتصام
    وقد نازلت الحركة النظام بصورة سلمية ، وبشجاعة منقطعة النظير ، وتعرض أفرادها للاعتقال والبطش والتنكيل وانتهاك العرض من زبانية النظام وأجهزته الأمنية ، واكتسبت الحركة شهرة داخلية وخارجية ، باعتبارها حققت مالم تحققه أحزاب المعارضة المصرية
    وما زال كفاحها مستمرا بثبات وتصميم على التغيير.

    حركة القضاة:
    فجرت شهادة المستشارة نهى الزينى بوجود عملية تزوير لصالح مرشح الحزب الوطنى الحاكم فى الدائرة التى كانت تشرف عليها فى مدينة دمنهور ، فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، ،وما تلاها من شهادات لبعض القضاة ، فجرت حركة احتجداجية واسعة للقضاة ، مما عرضهم مثل غيرهم من المواطنين لبطش النظام ، وتصاعد الخلاف بين نادى القضاة الذى يمثل الأغلبية العظمى من القضاة الذين انتخبوا مجلس ادارته ..وبين المجلس الأعلى للقضاء ووزير العدل المعينان من قبل الرئيس.
    ، هذا الخلاف وصل لدرجة أن تخضع السلطة القضاة لمحاكم تأديبية وتعتدى على بعضهم بالضرب ..منهم المستشار البسطاويسى الذى رفض المثول أمام المحكمة التأديبية ، والمستشار مكى
    مما دفع القضاة للاعتصام أمام فى نادى القضاة يوم 22ابريل / 2006 ، واما م دار القضاء العالى
    وتواصل الاعتصام بتضامن الناشطون المصريون ، حتى تعرض المعتصمون الى هجوم من قوات كاسح من قوات الأمن
    ويتواصل الكفاح من أجل التغيير...
    حتى اللحظة .

    a-mukhtar.blogspot.com