هل كان حقا محمد مرسي العياط شهيدا للديمقراطية ؟
آمنة أحمد مختار أيرا
أولا، ترحم واجب على الرئيس المصري السابق محمد مرسي العياط، وألهم ذويه الصبر والسلوان .
+++
فاز محمد مرسي العياط على منافسه الأخير أحمد شفيق
واستلم حكم مصر كأول رئيس منتخب، وأدى اليمين الدستورية رسميا في 30 يونيو 2012 م.
ثم بعد أقل من شهرين من حكمه قام بإحالة عدد من كبار رجال الجيش إلى التقاعد، وكان من أهمهم :
المشير محمد حسين طنطاوي/رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
وكذلك وزير الدفاع والأركان /الفريق سامي عنان .
وعين بديلا عنه الفريق عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع...
+++
ثم بدأ الحفل ..أقصد حكم مرسي :
بعد أن تمسكن الإخوان حتى فاز مرسي ..الذي صوت له العديد من المستقلين والقوى الأخرى غير الإخوان (بعد أن عصروا على نفسهم لمونة ) على حد تعبيرهم..حيث إنحصر الخيار الأخير بين مرسي الإخواني وأحمد شفيق (أحد رجال مبارك الأقوياء)..
بدأ الإخوان والسلفيون وغيرهم من القوى الرجعية في ممارسة تصرفات إستفزازية.. مثل تهجمهم على مشاهير الفنانين عبر قنواتهم وقذفهم.. والسخرية من جميع المعارضين لمرسي، وكذلك توجيه الشتائم والإساءات إلى القوى السياسية والمدنية والعلمانية ..التي قامت بالرد عليهم عبر إعلام مضاد ..
وسريعا ما نشبت الحرب بين الطرفين وإنتهى شهر العسل الثوري.
+++
الاستعجال في تطبيق سياسة التمكين :
وهنالك نكتة أو مقولة لا أعلم سواء كانت حقيقة أم مجرد نكتة. المهم تم تداولها من بعض السودانيين الذين كانوا بمصر آنذاك وهي تقول : ( أن مرسي وإخوان مصر عندما سألوا جماعتنا عن الوقت المناسب لبدء (سياسة التمكين) ..جماعتنا قالوا لهم فورا ) ..
(يعني جماعتنا هم الجابوا إجلهم ههه).
المهم.
كان استفتاح عهد الرئيس مرسي بإصداره سلسلة من القرارات الخرقاء ..التي في الحقيقة لم أدونها كلها هنا ، ولو حاولت إجراء بحث لتوثيقها بشكل دقيق لإحتاج الأمر مقالات أخرى .
وكانت من أبرز هذه التصرفات التي أثارت مخاوف الشعب المتربص.. والذي لم يكن يثق أصلا في الإخوان نسبة لكذباتهم السابقة..وخذلانهم للشعب في بداية الثورة..
مثل عدم نزولهم ميدان التحرير إلا بعد أن إطمأنوا لنجاح الثورة.. وكذلك تآمرهم مع الجيش في أحداث شارع محمد محمود..وكذلك حول وعدهم للشعب بعدم تقديم مرشح للرئاسة ..
أولا: أصدر مرسي قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل (الذي كان يشكل فيه الإخوان أغلبية)، إلا أن المحكمة الدستورية تصدت لقراره هذا وأبطلته .
ثانيا: محاولة جماعة الإخوان بالانفراد بوضع دستور الثورة .
فقد شكل الإخوان جمعية تأسيسية ذات أغلبية إسلاموية وسلفية، وبذلك دخلوا في صراعات مع القوى السياسية وهاجموها ..كي(تحرد) ثم ينفردوا هم بوضع الدستور .
الأمر الذي جعل معظم القوى السياسية والمدنية والمستقلين والمسيحيين يقاطعون ويعزفون عن المشاركة في الاستفتاء الدستوري.
وكذلك رفض معظم القضاء في المشاركة في مسرحية الدستور الإخواني .
الأمر الذي جعل (مكتب الإرشاد الإخواني يركب رأسه) ..ويصدر عن طريق مرسي طبعا ..إعلانا دستوريا يحظر رقابة القضاء على قرارات رئيس الجمهورية.
وكانت هذه القرارات الخرقاء ..هي أوضح تجليات بداية إفتئات جماعة الإخوان على الديمقراطية ..وعلى أهداف الثورة.
ومحاولتهم (تكتيف ) السلطة القضائية وهي من أهم أذرع النظام الديمقراطي كما نعلم .
ومن ثم (تمكنهم) من مفاصل الدولة ..كما يخطط لهم التنظيم العالمي..حسب تخميني .
+++
أحداث قصر الإتحادية :
إحتجاجا، على قرار الإعلان الدستوري الذي جعل قرارات الرئيس غير خاضعة لرقابة القضاء ..وبالتالي لا تقبل الطعون .
أثار هذا القرار احتجاجا واسعا من قبل الثوار والقوى السياسية، فتداعوا وتظاهروا واعتصموا بالألوف أمام القصر الرئاسي بمصر الجديدة .
ولكن في اليوم التالي قام بمهاجمة المعتصمين السلميين كتائب من الإخوان مسلحون بالمدي والعصي، فقتل العشرات من الثوار وجرح المئات .
ولم ينجيهم من الموت والسحل أنهم أمام عتبات قصرهم الرئاسي.
+++
ظهور حركة تمرد (أو الموجة الثانية للثورة):
ورغم عدم ثقة الشعب أساسا في نوايا الإخوان .
إلا أن الأخيرين بدلا عن العمل لكسب ثقة الشعب، ومحاولة مساعدته في الخروج من معاناته وأزماته التي كان يعانيها وثار بسببها ..حتى لبس الشباب الأكفان في ميدان التحرير ..الأكفان التي كتب على ظهرها (موتني يا مبارك ما أنا أصلي ميت ) ..
بدلا عن توفير العمل والأمل للشباب العطالى..ومحاولة أيجاد طرق لتنفيذ شعارات الثورة التي رفعها ثوار اللوتس ( عيش، حرية، عدالة إجتماعية ) ..بدلا عن كل ذلك .
كان هم الإخوان الأساس هو سرعة التمكن من مفاصل الدولة.
فتصدى لهم الشعب الهاتف بشعار (يسقط يسقط حكم المرشد)..
فقد ساد لدى الشعب يقين بأن كل قرارات الرئيس مرسي تصدر من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين .
فعمد الشعب للإنتقام لشهداء قصر الإتحادية فقاموا بحرق بعض مقرات الإرشاد لجماعة الإخوان.
فقرر الإخوان تهدئة الأوضاع بالتراجع قليلا عن تحديهم للشعب.
ثم فجأة قرروا تصعيد الأمر ..
ففرض مرسي الأحكام العرفية في التاسع من ديسمبر 2012م، ومنح الجيش صلاحيات واسعة بدعوى حفظ النظام .
ورغم ذلك ساءت الأحوال المعيشية (بطريقة دراماتيكية) ، وتدهورت الخدمات العامة من كهرباء ومياه وغيرها .وإنتشر العنف الديني والطائفي بصورة سافرة وعنيفة.
وفي فبراير 2013 ، دعا مرسي إلى إجراء انتخابات برلمانية .فأعلنت قوى المعارضة.. متمثلة بجبهة الإنقاذ.. رفضها المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
ورافق كل هذه الأحداث ظهور حركة شبابية إتخذت لنفسها لقب(تمرد)..
فدعت تمرد الشعب إلى العودة الإعتصام في ميدان التحرير ، فيما سمي بالموجة الثانية لثورة يناير.
فكان أن تداعت أعداد كبيرة من الشعب لدعوة حركة تمرد في يوم 30 يونيو 2013م.
وكانت هذه التظاهرة الكبرى تحت رعاية وحماية الجيش، بصورة واضحة للعيان .
وفي الأول من يوليو 2013م أمهل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرئيس مرسي 48 ساعة للتوصل إلى تفاهم مع المعارضة التي طالبته بالتنحي عن السلطة.
ورفضت الرئاسة مهلة الجيش.
فقام الجيش بعزل مرسي.
وكلنا نعلم ما حدث بعد ذلك ..
+++
فهل ترون أن مرسي كان شهيدا للديمقراطية فعلا ..أم كان مصيره الحزين هذا..بسبب عصبته (جماعة الإخوان المسلمين)؟
ومن خلفهم محور التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ..ومؤامراتهم للسيطرة على حكم مصر ؟
آمنة أحمد مختار أيرا
أولا، ترحم واجب على الرئيس المصري السابق محمد مرسي العياط، وألهم ذويه الصبر والسلوان .
+++
فاز محمد مرسي العياط على منافسه الأخير أحمد شفيق
واستلم حكم مصر كأول رئيس منتخب، وأدى اليمين الدستورية رسميا في 30 يونيو 2012 م.
ثم بعد أقل من شهرين من حكمه قام بإحالة عدد من كبار رجال الجيش إلى التقاعد، وكان من أهمهم :
المشير محمد حسين طنطاوي/رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
وكذلك وزير الدفاع والأركان /الفريق سامي عنان .
وعين بديلا عنه الفريق عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع...
+++
ثم بدأ الحفل ..أقصد حكم مرسي :
بعد أن تمسكن الإخوان حتى فاز مرسي ..الذي صوت له العديد من المستقلين والقوى الأخرى غير الإخوان (بعد أن عصروا على نفسهم لمونة ) على حد تعبيرهم..حيث إنحصر الخيار الأخير بين مرسي الإخواني وأحمد شفيق (أحد رجال مبارك الأقوياء)..
بدأ الإخوان والسلفيون وغيرهم من القوى الرجعية في ممارسة تصرفات إستفزازية.. مثل تهجمهم على مشاهير الفنانين عبر قنواتهم وقذفهم.. والسخرية من جميع المعارضين لمرسي، وكذلك توجيه الشتائم والإساءات إلى القوى السياسية والمدنية والعلمانية ..التي قامت بالرد عليهم عبر إعلام مضاد ..
وسريعا ما نشبت الحرب بين الطرفين وإنتهى شهر العسل الثوري.
+++
الاستعجال في تطبيق سياسة التمكين :
وهنالك نكتة أو مقولة لا أعلم سواء كانت حقيقة أم مجرد نكتة. المهم تم تداولها من بعض السودانيين الذين كانوا بمصر آنذاك وهي تقول : ( أن مرسي وإخوان مصر عندما سألوا جماعتنا عن الوقت المناسب لبدء (سياسة التمكين) ..جماعتنا قالوا لهم فورا ) ..
(يعني جماعتنا هم الجابوا إجلهم ههه).
المهم.
كان استفتاح عهد الرئيس مرسي بإصداره سلسلة من القرارات الخرقاء ..التي في الحقيقة لم أدونها كلها هنا ، ولو حاولت إجراء بحث لتوثيقها بشكل دقيق لإحتاج الأمر مقالات أخرى .
وكانت من أبرز هذه التصرفات التي أثارت مخاوف الشعب المتربص.. والذي لم يكن يثق أصلا في الإخوان نسبة لكذباتهم السابقة..وخذلانهم للشعب في بداية الثورة..
مثل عدم نزولهم ميدان التحرير إلا بعد أن إطمأنوا لنجاح الثورة.. وكذلك تآمرهم مع الجيش في أحداث شارع محمد محمود..وكذلك حول وعدهم للشعب بعدم تقديم مرشح للرئاسة ..
أولا: أصدر مرسي قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل (الذي كان يشكل فيه الإخوان أغلبية)، إلا أن المحكمة الدستورية تصدت لقراره هذا وأبطلته .
ثانيا: محاولة جماعة الإخوان بالانفراد بوضع دستور الثورة .
فقد شكل الإخوان جمعية تأسيسية ذات أغلبية إسلاموية وسلفية، وبذلك دخلوا في صراعات مع القوى السياسية وهاجموها ..كي(تحرد) ثم ينفردوا هم بوضع الدستور .
الأمر الذي جعل معظم القوى السياسية والمدنية والمستقلين والمسيحيين يقاطعون ويعزفون عن المشاركة في الاستفتاء الدستوري.
وكذلك رفض معظم القضاء في المشاركة في مسرحية الدستور الإخواني .
الأمر الذي جعل (مكتب الإرشاد الإخواني يركب رأسه) ..ويصدر عن طريق مرسي طبعا ..إعلانا دستوريا يحظر رقابة القضاء على قرارات رئيس الجمهورية.
وكانت هذه القرارات الخرقاء ..هي أوضح تجليات بداية إفتئات جماعة الإخوان على الديمقراطية ..وعلى أهداف الثورة.
ومحاولتهم (تكتيف ) السلطة القضائية وهي من أهم أذرع النظام الديمقراطي كما نعلم .
ومن ثم (تمكنهم) من مفاصل الدولة ..كما يخطط لهم التنظيم العالمي..حسب تخميني .
+++
أحداث قصر الإتحادية :
إحتجاجا، على قرار الإعلان الدستوري الذي جعل قرارات الرئيس غير خاضعة لرقابة القضاء ..وبالتالي لا تقبل الطعون .
أثار هذا القرار احتجاجا واسعا من قبل الثوار والقوى السياسية، فتداعوا وتظاهروا واعتصموا بالألوف أمام القصر الرئاسي بمصر الجديدة .
ولكن في اليوم التالي قام بمهاجمة المعتصمين السلميين كتائب من الإخوان مسلحون بالمدي والعصي، فقتل العشرات من الثوار وجرح المئات .
ولم ينجيهم من الموت والسحل أنهم أمام عتبات قصرهم الرئاسي.
+++
ظهور حركة تمرد (أو الموجة الثانية للثورة):
ورغم عدم ثقة الشعب أساسا في نوايا الإخوان .
إلا أن الأخيرين بدلا عن العمل لكسب ثقة الشعب، ومحاولة مساعدته في الخروج من معاناته وأزماته التي كان يعانيها وثار بسببها ..حتى لبس الشباب الأكفان في ميدان التحرير ..الأكفان التي كتب على ظهرها (موتني يا مبارك ما أنا أصلي ميت ) ..
بدلا عن توفير العمل والأمل للشباب العطالى..ومحاولة أيجاد طرق لتنفيذ شعارات الثورة التي رفعها ثوار اللوتس ( عيش، حرية، عدالة إجتماعية ) ..بدلا عن كل ذلك .
كان هم الإخوان الأساس هو سرعة التمكن من مفاصل الدولة.
فتصدى لهم الشعب الهاتف بشعار (يسقط يسقط حكم المرشد)..
فقد ساد لدى الشعب يقين بأن كل قرارات الرئيس مرسي تصدر من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين .
فعمد الشعب للإنتقام لشهداء قصر الإتحادية فقاموا بحرق بعض مقرات الإرشاد لجماعة الإخوان.
فقرر الإخوان تهدئة الأوضاع بالتراجع قليلا عن تحديهم للشعب.
ثم فجأة قرروا تصعيد الأمر ..
ففرض مرسي الأحكام العرفية في التاسع من ديسمبر 2012م، ومنح الجيش صلاحيات واسعة بدعوى حفظ النظام .
ورغم ذلك ساءت الأحوال المعيشية (بطريقة دراماتيكية) ، وتدهورت الخدمات العامة من كهرباء ومياه وغيرها .وإنتشر العنف الديني والطائفي بصورة سافرة وعنيفة.
وفي فبراير 2013 ، دعا مرسي إلى إجراء انتخابات برلمانية .فأعلنت قوى المعارضة.. متمثلة بجبهة الإنقاذ.. رفضها المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
ورافق كل هذه الأحداث ظهور حركة شبابية إتخذت لنفسها لقب(تمرد)..
فدعت تمرد الشعب إلى العودة الإعتصام في ميدان التحرير ، فيما سمي بالموجة الثانية لثورة يناير.
فكان أن تداعت أعداد كبيرة من الشعب لدعوة حركة تمرد في يوم 30 يونيو 2013م.
وكانت هذه التظاهرة الكبرى تحت رعاية وحماية الجيش، بصورة واضحة للعيان .
وفي الأول من يوليو 2013م أمهل وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الرئيس مرسي 48 ساعة للتوصل إلى تفاهم مع المعارضة التي طالبته بالتنحي عن السلطة.
ورفضت الرئاسة مهلة الجيش.
فقام الجيش بعزل مرسي.
وكلنا نعلم ما حدث بعد ذلك ..
+++
فهل ترون أن مرسي كان شهيدا للديمقراطية فعلا ..أم كان مصيره الحزين هذا..بسبب عصبته (جماعة الإخوان المسلمين)؟
ومن خلفهم محور التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ..ومؤامراتهم للسيطرة على حكم مصر ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق