(قصة موت معلن )
آمنة أحمد مختار أيرا
في القصة الحقيقية التي جرت أحداثها في الريف (الكولومبي).. ووثقها في رائعته (قصة موت معلن) أو وقائع موت معلن.. الأديب العظيم قابرييل غارسيا ماركيز.
كان بطل القصة سانتياغو نصار.. يتجول غير مكترث بموته الوشيك والمعلن..والذي كانت كل البلدة قد علمت بتربص القتلة به ..
ولكنه كان غير مبال لسبب غير معروف..
ولقد رفض كل النصائح التي قدمت له وتجاهلها ..فكان يسير في البلدة كأنه جثة تحمل كفنها بيدها ..
ولكن هل كان فعلا سانتياغو يتجول دون وعي منه أنه يحمل كفنه كما وصفته ؟
لا أظن ذلك ..بل أعتقد أنه كان يحمل قدره بيده ..
ربما لإحساس خفي راوده بأنه يوما سيخلد ميتته المعلنه هذه روائي من أعظم الروائيين الذين أنجبتهم كولومبيا...
وربما لذلك رفض سانتياغو رجاءات والده له بحمل سلاح يدافع به عن نفسه.
.....
وقائع قصة موت معلن في شارع النيل ..
تمشيط كولومبيا ..ونذر الموت الوشيك :
تعالوا معي نستعرض في نقاط وقائع معينة كانت تنذر بفض إعتصام القيادة عبر تكتيك مدروس كما يبدو.
ولا تنسوا أن من البديهي أن تكون هنالك غرفة عمليات أمنية ومخابراتية منعقدة على مدار الساعة وهدفها الأساس هو تنفيس الثورة عبر عدة تكتيكات..وغالبا مستعينة في ذلك بكوادر مخابرات محلية وأجنبية كمحمد دحلان وغيره.
أولا: سلسلة المقالات من كتاب السلطة التي تتداهن الجيش وتتحسر على هيبته وتتباكى..بحجة أن الثوار أهانوا الجيش وأزعجوا (المواطنين) وضيقوا عليهم حياتهم (العادية) ..وبالتالي تحرض الجيش على الثوار .
ثانيا : شهادة إحدى عضوات قروب منبر شات برؤيتها لرجال مليشيا إشتروا كل سيطان العنج الموجودة في سوق أمدرمان..
ثالثا: تغير لهجة البرهان الصامت دوما أو الضعيف.. والتي تحولت إلى لهجة مستأسدة فجأة.. وأعلن تعليق المفاوضات حتى تفك المتاريس التي على شارع النيل..
رابعا: إنطلت الخدعة على قوى الحرية والتغيير وأنكروا أن يكون الثوار الذين ترسوا شارع النيل منهم، بل ذهبوا يزيلون المتاريس بأيديهم..كي يستأنف المجلس العسكري التفاوض معهم.
وتم تخوين ثوار شارع النيل..ووصمهم البعض بأنهم مدفوعون من قبل الأمن، وروجت الأكاذيب عنهم بأنه قد تم دفع أموال لهم لصنع فتنة وتعطيل التفاوض.. هذا رغم أن ثوار شارع النيل كان سبب رفضهم فك المتاريس بإصرار كما شاهدت في أحد الفيديوهات أنهم قالوا بغضب وحزن أن لهم إخوة قتلوا هنا..
خامسا: رفض المجلس العسكري مقترحات قوى الحرية والتغيير حتى بعد تقديم التنازلات حول المجلس السيادي والموافقة برئاسة دورية للمجلس تمنح الفترة الأولى فيها للجيش !
سادسا: بدء المجلس العسكري لجولة لدول المحاور كأنه ممثلا شرعيا للدولة، وهذا يدل على تكريس الإنقلاب الأبيض..
سابعا: التحريض على ثوار منطقة كولومبيا من الأطفال فاقدي السند وبعض ضحايا الحروب وستات الشاي.. وكذلك من الفقراء من أسفل قاع المدينة الذين من المفترض أن تلام الظروف الإقتصادية والإجتماعية والحروب التي أفرزتها الإنقاذ على ممارساتهم أيا كانت ، وبدلا من معالجتها تم إعتبارهم من كبار المجرمين والنساء (المطلوقات كما قالوا عليهن).. الذين يجب (تمشيط) ملجأهم هذا.. وإبادتهم .
وللأسف وقعت قوى الحرية والتغيير في هذا الفخ (أيضا) ووافقت على الحل الأمني لهذه الظاهرة ..
وكلنا نعلم ماهية الحلول الأمنية التي يمكن أن تكون في ظل هذه الظروف ومن قبل مجلس إنقلابي إنقاذي بالكامل..ومليشياته المتعددة التي صنعت لغرض البطش والقتل..
لذلك حدث التمشيط والبطش لثوار شارع النيل بمباركة قوى الحرية والتغيير وكذلك بمباركة بعض الشعب !
ثامنا: كل هذه كانت سيناريوهات وخطط تكتيكية مدروسة مثل كل الخطط والتكتيكات التي حاولت فض الاعتصام منذ بدايته وفشلت ..
فلماذا نجحت هذه المرة ولم تنجح من قبل ؟
لأن قيادات قوى الحرية والتغيير تعاملت مع الموقف هذه المرة بعدم حكمة ونظرة قاصرة ..ففي المرات السابقة كنا كلنا ثوار والشعب كله في كل مكان كتلة واحدة (ومافيش عيال بطة سوداء أو منبوذون بيننا).
ولكن حرص قوى الحرية والتغيير على التفاوض..لذلك حتى في تكتيكها كانت تنوي تجزئة الإضراب يومين يومين ..ومن ثم التلويح بالعصيان المدني، كانت تظن أنها تمارس تكتيكا ذكيا للضغط كورقة تفاوض..
ونسوا أن للمجلس وحلفائه تكتيكات أخرى أيضا..فانتهز المجلس العسكري فرصة إنتهاء الإضراب المعلن وقرر أن يضرب ضربته..مستبقا صلاة العيد التي كانت قوى الحرية والتغيير قد أعلنت أنها ستكون صلاة حاشدة لم يسبق لها مثيل .
فجاءت الأوامر.. للمجلس أن يستبق هذا التكتيك المعلن من تجمع المهنيين وحلفائه ويضرب ضربته ..مستخدما حجة مواصلة تمشيط منطقة كولومبيا وشارع النيل في خطة تسمح له باختراق إعتصام القيادة بالصورة الوحشية التي حدثت .
وثم يدعي البراءة الشديدة..ويعلن أنه إنما كان يطارد مجرمي كولومبيا الذين إندسوا وتسللوا وسط جموع معتصمي القيادة ..
ويعتذر بكل بساطة عن القتل الذي حدث ويدعو المعتصمين للعودة إلى مواصلة الاعتصام .
وكل ذلك حدث بسبب الضوء الأخضر الذي أعطي له للبطش بثوار وقاطني منطقة كولومبيا.. سكان أسفل قاع المدينة.
#عيد_شهيد
#تسقطوا_بس
5 Jun 2019
آمنة أحمد مختار أيرا
في القصة الحقيقية التي جرت أحداثها في الريف (الكولومبي).. ووثقها في رائعته (قصة موت معلن) أو وقائع موت معلن.. الأديب العظيم قابرييل غارسيا ماركيز.
كان بطل القصة سانتياغو نصار.. يتجول غير مكترث بموته الوشيك والمعلن..والذي كانت كل البلدة قد علمت بتربص القتلة به ..
ولكنه كان غير مبال لسبب غير معروف..
ولقد رفض كل النصائح التي قدمت له وتجاهلها ..فكان يسير في البلدة كأنه جثة تحمل كفنها بيدها ..
ولكن هل كان فعلا سانتياغو يتجول دون وعي منه أنه يحمل كفنه كما وصفته ؟
لا أظن ذلك ..بل أعتقد أنه كان يحمل قدره بيده ..
ربما لإحساس خفي راوده بأنه يوما سيخلد ميتته المعلنه هذه روائي من أعظم الروائيين الذين أنجبتهم كولومبيا...
وربما لذلك رفض سانتياغو رجاءات والده له بحمل سلاح يدافع به عن نفسه.
.....
وقائع قصة موت معلن في شارع النيل ..
تمشيط كولومبيا ..ونذر الموت الوشيك :
تعالوا معي نستعرض في نقاط وقائع معينة كانت تنذر بفض إعتصام القيادة عبر تكتيك مدروس كما يبدو.
ولا تنسوا أن من البديهي أن تكون هنالك غرفة عمليات أمنية ومخابراتية منعقدة على مدار الساعة وهدفها الأساس هو تنفيس الثورة عبر عدة تكتيكات..وغالبا مستعينة في ذلك بكوادر مخابرات محلية وأجنبية كمحمد دحلان وغيره.
أولا: سلسلة المقالات من كتاب السلطة التي تتداهن الجيش وتتحسر على هيبته وتتباكى..بحجة أن الثوار أهانوا الجيش وأزعجوا (المواطنين) وضيقوا عليهم حياتهم (العادية) ..وبالتالي تحرض الجيش على الثوار .
ثانيا : شهادة إحدى عضوات قروب منبر شات برؤيتها لرجال مليشيا إشتروا كل سيطان العنج الموجودة في سوق أمدرمان..
ثالثا: تغير لهجة البرهان الصامت دوما أو الضعيف.. والتي تحولت إلى لهجة مستأسدة فجأة.. وأعلن تعليق المفاوضات حتى تفك المتاريس التي على شارع النيل..
رابعا: إنطلت الخدعة على قوى الحرية والتغيير وأنكروا أن يكون الثوار الذين ترسوا شارع النيل منهم، بل ذهبوا يزيلون المتاريس بأيديهم..كي يستأنف المجلس العسكري التفاوض معهم.
وتم تخوين ثوار شارع النيل..ووصمهم البعض بأنهم مدفوعون من قبل الأمن، وروجت الأكاذيب عنهم بأنه قد تم دفع أموال لهم لصنع فتنة وتعطيل التفاوض.. هذا رغم أن ثوار شارع النيل كان سبب رفضهم فك المتاريس بإصرار كما شاهدت في أحد الفيديوهات أنهم قالوا بغضب وحزن أن لهم إخوة قتلوا هنا..
خامسا: رفض المجلس العسكري مقترحات قوى الحرية والتغيير حتى بعد تقديم التنازلات حول المجلس السيادي والموافقة برئاسة دورية للمجلس تمنح الفترة الأولى فيها للجيش !
سادسا: بدء المجلس العسكري لجولة لدول المحاور كأنه ممثلا شرعيا للدولة، وهذا يدل على تكريس الإنقلاب الأبيض..
سابعا: التحريض على ثوار منطقة كولومبيا من الأطفال فاقدي السند وبعض ضحايا الحروب وستات الشاي.. وكذلك من الفقراء من أسفل قاع المدينة الذين من المفترض أن تلام الظروف الإقتصادية والإجتماعية والحروب التي أفرزتها الإنقاذ على ممارساتهم أيا كانت ، وبدلا من معالجتها تم إعتبارهم من كبار المجرمين والنساء (المطلوقات كما قالوا عليهن).. الذين يجب (تمشيط) ملجأهم هذا.. وإبادتهم .
وللأسف وقعت قوى الحرية والتغيير في هذا الفخ (أيضا) ووافقت على الحل الأمني لهذه الظاهرة ..
وكلنا نعلم ماهية الحلول الأمنية التي يمكن أن تكون في ظل هذه الظروف ومن قبل مجلس إنقلابي إنقاذي بالكامل..ومليشياته المتعددة التي صنعت لغرض البطش والقتل..
لذلك حدث التمشيط والبطش لثوار شارع النيل بمباركة قوى الحرية والتغيير وكذلك بمباركة بعض الشعب !
ثامنا: كل هذه كانت سيناريوهات وخطط تكتيكية مدروسة مثل كل الخطط والتكتيكات التي حاولت فض الاعتصام منذ بدايته وفشلت ..
فلماذا نجحت هذه المرة ولم تنجح من قبل ؟
لأن قيادات قوى الحرية والتغيير تعاملت مع الموقف هذه المرة بعدم حكمة ونظرة قاصرة ..ففي المرات السابقة كنا كلنا ثوار والشعب كله في كل مكان كتلة واحدة (ومافيش عيال بطة سوداء أو منبوذون بيننا).
ولكن حرص قوى الحرية والتغيير على التفاوض..لذلك حتى في تكتيكها كانت تنوي تجزئة الإضراب يومين يومين ..ومن ثم التلويح بالعصيان المدني، كانت تظن أنها تمارس تكتيكا ذكيا للضغط كورقة تفاوض..
ونسوا أن للمجلس وحلفائه تكتيكات أخرى أيضا..فانتهز المجلس العسكري فرصة إنتهاء الإضراب المعلن وقرر أن يضرب ضربته..مستبقا صلاة العيد التي كانت قوى الحرية والتغيير قد أعلنت أنها ستكون صلاة حاشدة لم يسبق لها مثيل .
فجاءت الأوامر.. للمجلس أن يستبق هذا التكتيك المعلن من تجمع المهنيين وحلفائه ويضرب ضربته ..مستخدما حجة مواصلة تمشيط منطقة كولومبيا وشارع النيل في خطة تسمح له باختراق إعتصام القيادة بالصورة الوحشية التي حدثت .
وثم يدعي البراءة الشديدة..ويعلن أنه إنما كان يطارد مجرمي كولومبيا الذين إندسوا وتسللوا وسط جموع معتصمي القيادة ..
ويعتذر بكل بساطة عن القتل الذي حدث ويدعو المعتصمين للعودة إلى مواصلة الاعتصام .
وكل ذلك حدث بسبب الضوء الأخضر الذي أعطي له للبطش بثوار وقاطني منطقة كولومبيا.. سكان أسفل قاع المدينة.
#عيد_شهيد
#تسقطوا_بس
5 Jun 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق