الصفحات

الأحد، 29 مارس 2020

هل يعجل وباء كورونا بسلام كوني ..؟!

هل يعجل وباء كورونا بسلام البشرية بعد فشل الساسة ..
هل تسكت هذه المحنة الكونية لعلعة الرصاص ؟!
وتجعل البشر ينشغلون بالنجاة ..عوضا عن الموت والدمار والتآمر ضد بعضهم البعض ؟!

منذ القرن الماضي صارت الدول الاستعمارية السابقة ..والتي لقبت بالعالم الأول ..ملاذا للفقراء والمعدمين وضحايا الحروب والفساد من اللاجئين من بلدانهم الأم العامرة بالموارد والإمكانيات المدفونة والمنهوبة ..
والآن يبدو أن جائحة كرونا تنذر بقلب الموازين ..وباتت تهدد الدول الغنية تهديدا حقيقيا ..ليس اقتصاديا فحسب ..وإنما صحيا ومصيريا وتهدد حتى حياة قادة هذه الدول ..
فليس هنالك جبل يعتصم به أحد من هذا الفايروس العجيب ..
الذي يبدو أنه يتسلق حتى أسوار القصور العالية ...

يبدو أن هذه السنة ليست فريدة فقط في طريقة كتابتها ..ومصادفاتها.

آمنة 
30 Mar 2020

كورونا : سأعد لك ما استطعت ..



كورونا أو فايروس (كوفيد 19) حسب مسماه العلمي .
هذا الفايروس كان موجودا من قبل بنفس المسمى ، ولكنه تحور إلى فايروس كورونا المستجد. فلقد كان أول ظهور له حسب منظمة الصحة العالمية في العام ٢.١٢م:
(أطلق عليه في البداية اسم فيروس كورونا المستجد 2012 أو اختصارًا فيروس كورونا المستجد، حيثُ كان قد أُبلغ عنه للمرة الأولى في عام 2012، وذلك بعد تحديد تسلسل جينوم الفيروس، من فيروسٍ عُزل من عيناتٍ مخاطية لشخصٍ أُصيب بالمرض في عام 2012 عند تفشي الانفلونزا الجديدة.
اعتبارًا من يوليو 2015، أُبلغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) في أكثر من 21 دولة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والأردن وقطر ومصر والإمارات العربية المتحدة والكويت وتركيا وسلطنة عُمان والجزائر وبنغلاديش وإندونيسيا والنمسا،والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة،وبر الصين الرئيسي،وتايلاند، والفلبين.
يُعتبر فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) واحدًا من الفيروسات العديدة التي حددتها منظمة الصحة العالمية كسببٍ محتملٍ لوباءٍ في المستقبل. وضعَ على قائمة البحث والتطوير المستعجل).
ورغم تلك التنبؤات ..أو لنقل التحذيرات العلمية . فلا أدري حقيقة لماذا تجاهل العالم 
هذا الفايروس القابل للتحور ....ليصير داء فتاكا وطاعون عصري.!!
فهو وباء أو جائحة اجتاحت كل العالم في فترة وجيزة (ويا للعجب !) ..ولم تنتقي ضحاياها : بين كبير في قومه أو صغير ، عالي الشأن أو وضيع ، غني أو فقير ، متدين أم غير متدين (مع إختلاف المعتقدات )..
وبذلك وحدت المحنة بين الجميع .
ومن حظ الحظ أن هذا الوباء أثره ضعيف على صغار السن والشباب والأطفال (وهذا من لطف الله ..وإلا لكان الأمر أكثر كارثية وأكثر إيلاما )..

وفي ذلك عبر ودروس كما أعتقد ، كون أن تكون هذه  المحنة منتشرة ضمن (حيز ) عمري محدد ..فربما هو تجديد دماء دوري من قبل الطبيعة ..(أو من قبل العلم، من يدري ؟!)..ولربما حدث هذا التجديد مسبقا بنفس الكيفية.. إلا أنه لم يتم له رصد كاف من قبل ..أو تأول وتدبر حول ماهيته ومآلاته !

* تغيير العادات :
أعتقد صار من المحتم تغيير بعض العادات ، التي نعتبرها حميمية . ولكن قد إتضح لنا خطرها الماحق .
وعلى سبيل المثال لا الحصر :
السلام الحميم بالأحضان والقبل ، وكذلك السلام بالأيدي .

وأعتقد العالم الآن مهيأ للتقليل من الحميمية المفرطة التي نشأنا عليها..من باب المحبة وإبداء الإحترام .

وربما يتعلم البشر طرق أخرى للتحية وإبداء الاحترام عن بعد ..كالنموذج الياباني والهندي على سبيل المثال ..( الإنحناء المتبادل.. وضم اليدين عند الهنود ( ناماستيه ) ).
عوضا عن الإفراط في الضم والتقبيل وشد الأيدي وملامسة الأنف ..كتعبير عن التحية والإحترام في بقية العالم .

* كذلك من تغيير العادات التي تعتبر حميمية ، تناول الطعام في طبق واحد كبير ..وقد يعير الشخص الذي يتناول طعامه في طبقه منفردا ..أو يستعمل كوبه الخاص ..بأنه شاذ عن القطيع . أو مفرط الوسوسة ..أو (يقرف من الآخرين ).

* تصحيح التدين :
التدين لا يعني الرمي بالنفس إلى التهلكة .
ولو حاولت هنا أن أقتبس (من معظم الديانات ..التي توصف بالسماوية ..أو التي توصف من قبل البعض بالأرضية) ..
فسنجد وسط غرائبية الطقوس ..طقوسا قديمة مهملة ..تحث على النظافة وسلوكيات الوقاية من الأمراض !

نعم، معظم المعتقدات الدينية ..قديمها وحديثها ..
كان (لبعضها ) إشراقات ووعي صحي. ربما تجاوز زمانها. .
وربما يعود ذلك إلى (وحدانية الناموس ) ..من وجهة نظر إيمانية طبعا وليست ملزمة لغير المؤمنين .


* كورونا، سأعد لك ما استطعت : 
هذه العبارة في العنوان قد انتحلتها من عنوان نص إبداعي جميل جدا للكاتب والفنان التشكيلي السوداني عماد عبد الله وقد كان بعنوان ( أورورا : سأعد لك ما استطعت) ، وهو بدوره قد استعارها كما نعلم من جزء من نص آية قرآنية كريمة .

وتحياتي ..
وتمنياتي لكم جميعا بالعافية واجتياز هذا التحدي الكوني بنجاح.
فقط دعونا نستثمر خوفنا الطبيعي النابع عن غريزة البقاء ..في الحرص على النظافة وسلوكيات الوقاية واتباع نصائح المختصين .

آمنة أحمد مختار إيرا
27 Mar 2020