الصفحات

الأحد، 14 يونيو 2020

أمي.. يا لضحكتها وونستها عند شاي العصرية..

أمي..
يا لضحكتها وونستها عند شاي العصرية..
كانت تقاوم التعب.. ورهق العودة من العمل
لتؤانسنا.. ومعنا (كالعادة) بعض صويحيباتنا وقريباتنا اللواتي لم يكن يخلو البيت منهن..
فقد كن يحببنها كذلك.. هكذا أزعم
كانت تحكي لنا متاعب العمل مصاغة بصورة فكهة.. فقد كانت تهوي النكات ..
رغم الرهق الذي كان يبدو عليها عند عودتها للمنزل ..!!
كانت من فصيلة النساء الخارقات..(من جميع النواحي).. كانت مجالدة..
لا تعرف سبيلا للتعب.. أو لم تكن تعترف به (رغم إصابتها بمرض السكري)..
نادرا ما سمعتها تشتكي..
كانت لنا صديقة حميمة (ربما لزواجها المبكر ؟).. وأيضا أم.. أم تعجز الكلمات عن وصف أمومتها.. ودونها تتقاصر..
فهي (الأمومة عندما تكون)..

كتبت قصيدة بعد وفاتها.. قصيدة تتصالح مع الموت الذي صارت إليه أمي..
وتلعن حكم من إدعوا إنهم أتوا إلينا (منقذين).. فأغرقونا.. وتسببوا بوفاتها (بذبحة قلبية).. ألا تبا لهم ثم تب.. ألا تب لهم ثم تب ليوم الدين.

ضاعت القصيدة.. ولا أدري حقيقة إن كانت القصيدة قد ضاعت لأن أمي أرادت لها أن تضيع.. ؟!
لم أحضر وفاتها ولا جنازتها.. و(لست نادمة )..
كنت مسافرة لغرض وأتوقع موافاتها لي حيث كنت بشوق لها لا ولن يوصف .. بعد سماع الخبر.. الخبر... الخبر.. ويااا لهول الخبر..
الذي لا ولن أستطيع يوما وصف هوله..

لامني الناس :
لم تحضر جنازة أمها..
لماذا لا تأتي لتزور قبر أمها ؟

أي قبر يا هؤلاء بوسعه إتساع أمي ؟!!
ها قد أتيت وزرت القبر.. الذي حوى الرفات.. زرته مرة ولا أنوي تكرار الزيارة..
لأن أمي لا زالت معي.. 💚
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق