الصفحات

الخميس، 7 فبراير 2019

القصاص

القصاص

آمنة أحمد مختار أيرا

( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).
البقرة (179).

تبا للقتلة والمعذبين في كل زمان ومكان.
تبا ثم تب.
من أي ملة كانوا.

فلا يعذب إنسان أو حيوان أو نبات أو كل ذي روح تنبض.. سوى ذو نفس معتلة.
سواء كان الضحية إسلاموي.. أو كان من أي فصيلة من مخالفي..
وسواء كان القاتل أو المعذب غريب عني.. أو كان من بني جلدتي..أو إنتمائي السياسي.
تبا ثم تب.
لكل سلوك بربري ..لا يمت للإنسانية بصلة.

ولكم أأسى حقيقة.. لهذه النفوس المعذبة..(بكسر الذال وليس بفتحها)..
فالضحية له رب ينصفه ومن ثم الناس..
ولكن النفوس المعذبة الحقيقية.. هم الجناة الذين لا أدري حقيقة ما دهاهم؟!!.. ولا أدري كيف ينامون ويعيشون.. مع ذكريات ما اقترفت أياديهم وتلوثت بها من دماء ؟!!
تبا، للأدلجة وغسيل الدماغ.. وشفى الله كل مريض بهذه الغيبوبة.
واللهم عافنا مما ابتليتهم به.

وثم ، ألم يقل كبيرهم هذا.. بالقصاص متشدقا ملء شدقيه ..أمام قادة شرطته وجلاوزة سلطانه ؟
وألم يطالب بالاقتصاص في فتوى عجيبة..  من بني شعبه الأبرياء المحتجون والمحتجات على الظلم ؟!!

إذن ، فنحن، من شعب هذا الوطن المبتلى بكم. نطالب اليوم بالقصاص كما طالبتم به ضدنا في فتوى مهلهلة من رئيسكم وقائدكم !
نطالب بالقصاص.. ليس فقط للمعلم الشهيد أحمد خير، بل لكل من قتل واغتصب وعذب وشرد من وطنه أو من عمله، ولكل من مات غبنا، ولكل من حرم من العمل وضيق عليه في أسباب الرزق ، ولكل من نكل به ..وكل من انتهكت آدميته في وطنه بقوانينكم الموضوعة بقصد الإذلال والتحكم والسيطرة  ..ولكن هيهااات.

نطالب اليوم بالقصاص والاقتصاص منكم ، أيتها العصابة الشريرة التي استولت على وطن كامل.. ثم استباحت شعبه ومقدراته وثرواته.
ومن ثم، لم تكتفي بذلك.. بل تمادت وأذلت إنسانه إذلالا لم يدانيها فيه ..في كل تاريخ هذا البلد حتى المستعمر الأجنبي !!

أكتب مقالي هذا ، وفي البال ذلكم البيان الذي نشرته عائلة وقبيلة وفرع قبيلة المعلم المغدور شهيد خشم القربة.
ورغم، أن الشهداء الذين أغتيلوا وغدروا علي يد هذا النظام كثر.. في كل بقاع السودان (قبل وبعد) انفصال شطريه..
ورغم، أن ما مورس على هذا المعلم من أساليب تعذيب منحطة.. ليست بأمر جديد أو تقنية مستجدة ومستحدثة في أساليب تعذيبهم الجهنمية..
كما زعم بعض ممن كانوا منتمون إلى هذا النظام وانشقوا عنه حديثا..
وهم بالتالي يعلمون (تمام العلم) بأن هذه الأساليب ليست بمستجدة وغريبة عن ممارسات هذه العصابة..
ورغم، أن هذه الجريمة حدثت في الإقليم الذي أنتمي إليه ، وكذلك ورد في استقصاء صحفي بعض أسماء تنتمي لقبيلتي من بعض ممن شاركوا ونفذوا هذه الجريمة في المعلم الشهيد ورفاقه الذين عذبوا معه ..
ورغم، لغة البيان المفرطة في القبلية ، ذلك البيان الذي نشر تحت إسم أسرة وقبيلة المعلم المغدور..
ورغم، لهجة البيان وصياغته (السياسية) التي أزعم أن وراءها التنظيم السياسي..الذي قيل أن الشهيد ينتمي إليه، وليس ببيان قبلي بحت كما أزعم حسب تحليلي وقراءتي له..
ورغم، ما في تلك المنطقة من تعدد قبلي كانت تحكمه قوانين وأعراف عريقة قمتم بتعطيلها..بإضعافكم للإدارة الأهلية والنسق القيمي القبلي الذي كان يحكم هذا الأقليم قبل قدومكم المشؤوم بآلاف السنوات..

ورغم، أن معظمنا نعلم.. أنكم مثلما أنكرتم حدوث هذه الجريمة بتفاصيلها المريعة.. ستنكرون أيضا وستتسترون على المجرمين الرئيسيين الذين أمروا بهذه الجريمة.. ممن كان هدفهم تصفية حسابات مع هذا المعلم الذي تصدى لتزويركم انتخابات المعلمين..
وستقدمون غالبا للرأي العام كبش فداء.. أو كبشين أو ثلاثة..
من صغار العساكر المأمورين..

ولكن رغم ورغم كل هذا..
شخصيا ، لم أستطع منع نفسي من الشماتة... فيكم.
وفي رئيسكم.. الذي تشدق بالقصاص.. بكل برود وتحجر وتبلد ..قد ينكره منه وعليه حتى الجماد والحجر الصوان..!!

ولقد سبق أن رددت على البشير إبان فتواه الهزلية تلك عن أمر القصاص ..هذا الأمر الجلل.. الذي لا ولن يتناوله بهذه السطحية والهزلية إلا جاهل جهلول متجاهل ، بمقال بعنوان :
 القصاص ، أحلال عليكم.. حرام علينا !!

فإذن ،فترقب القصاص يا عمر.. وإنا معك من المترقبين.
ألم تسمع بالمثل الأفرنجي الذي يقول :
إحذر مما قد تتمناه..

وألم تسمع..يا هذا الرئيس الجهبذ.. علامة زمانه ومكانه..
وحجة الله في قومه وأوانه.. ومنفذ شرعه كما ادعيت دون شرعة..
ومبعوث عناية ربانية كما (فلقتنا ورهطك) .. واصطفيت نفسك وعصبتك بما اصطفيت..
بأنكم ظل الله في هذه الأرض الفاسقة الملعونة..
وقد بعثتم فينا.. كما الصحابة الأوائل.. لتخرجونا من جاهلية زعمتموها.. وكنا فيها راتعين وهانئين..
كرام في وطننا.. لا معذبين ولا معذبين..

ألم تسمع يا ولي الله (المفتري عليه ).. وحجة الله في الأرض والمتكلم بلسانه (كما ادعيت).. وكما ادعى كل طاغية جبار.. مدع ..
ألم تسمع ولم تقرأ أيها (الجهلول) المستظل بإلمامه بعلم شرعي إسلاموي مشوه ومبتور عن سياقه ..
ألم تسمع ولم تقرأ مما زعمت الإلمام به.. بحديث نبي الإسلام (صلعم) ، مع معاذ رضي الله عنه ..الذي كان خاتمته سؤال الصحابي الجليل معاذ :
( قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟ ).

* فيا هذا ، فلو أفلت وذمرتك من هذه المطالبة بالقصاص الشرعي والمشروع التي وردت في بيان قوم المعلم الشهيد..
بحكم خلفيات قد تكون.. من إنتماء قبلي أو سياسي..أو أي كان من مساومات.. متوقعة منكم.
ففي هذه الأرض.. ستظل لكم في كل بقعة فيها..
مدنها والبوادي.. حضرها والقفار ..
لكم تحت أي حجر فيها..توعد بألف ثأر .

وحذار ثم حذار ، من التوعد و( الشوبار ..في أمور لا تحتمل اللغو والهظار).

* حاشية :
- الهظار: هو هزر القول بالعامية السودانية.
- أما الشوبار..بالعامية السودانية : فهو لزوم ما لا يلزم.. من ادعاء دون داع..

6 Feb 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق