- ألف باء كل شئ
رب ورقاء هتوف في الضحى ذات شجو صدحت في فنن
ذكرت إلفاً ودهراً سالفاً فبكت حزناً وهاجت حزني
فبكائي ربما أرقها وبكاها ربما أرقني
ولقد تشكو فما أفهمها ولقد أشكو فما تفهمني
غير أني بالجوى أعرفها وهي (أيضا) بالجوى تعرفني
أتراها بالبكاء مولعة. أم سقاها البين ما جرعني ؟
درسونا في منهج البلاغة للغة العربية.
انه لم يكن بالإمكان ، ولا يجوز.. استخدام كلمة (أيضا ) في قصيد عربي.
حتى استخدمها الشاعر الصوفي أبو الحسين النوري في هذه الأبيات الممتلئة شجنا.
..........
المهم ، لسنا هنا بغرض التفاكر في بلاغة لغة الضاد ،وفيما يجوز فيها.. وما قد لا يجوز.
نحن هنا حاليا في كوكب آخر..كوكب إسمه السودان.
********
قالوا : لا لمتابعة أحوال المعتقلين والمعتقلات..وتسليط الضوء عليهم.. كي لا تجد العصابة أمر تساومنا به.
ولكن ؟
في أي عصر نحن ؟!
هل لا زلنا في عصر الدواب وتكنولوجيا الماشية والرعاة.. ؟!!
وحتى الرعاة.. هؤلاء الأراذل والمحتقرين في ذهنية بعض مثقفينا من ( ذوي الشوف الطشاش).. ولا أعني طشاش البصر كما هو حالتي.. بل طشاش البصيرة ..
حتى الرعاة ،أولئك العبقريون في فن (البقاء) وما أبرعه وما أقدسه من فن.. لطالما كانت لهم وسائلهم في التكيف والبقاء .
هكذا علمني قومي من الجهتين : سواءالبجا كانوا أم الرزيقات..
وألم يكن شأن التكيف والبقاء..شأن عبقري..في هذه البقاع الممتدة.. التي تسمى بالسودان ؟!
وهل تعلمون أيها المتثاقفة باللغات الأعجمية.. أن السودان لم يك يوما.. مسمى للون الإهاب كما علمتمونا في مدارسكم.. حتى كدنا أن نصدق ؟
.. لا بل أزعم أكيدة.. بأنه لطالما كان وسيظل.. كناية عن (سواد الناس) أي غالبيتهم ..
حسنا ، فكيف تريدون مني... منا.. نحن.. سواد الناس.. الفصحاء.. بكل لغاتنا ..ولهجاتنا السودانية.. أي الغالبون والغالبية.. أن نقتنع ونصدق .
بأن نصمت.. عن التساؤل عن مصير المعتقلين والمعتقلات في سجون هذه العصبة الضعيفة والبائسة والمتهالكة والمسكينة.. نعم المسكينة..
فهي مسكينة.. لأنها مستكينة.. مستكينة لوهج لسلطة مطلقة و نعيم بائس..مبني على الإذلال والأشلاء.. بني على البطش ببني جلدتها..
فهي لم تك مطلقا بمكينة كما ظنتم.. لااااااا..
بل هي عصبة مسكيييييينة.... لطالما كانت..... وستظل.
إذن يا قوم ، فهل نحن مسكينون مثلها ، أم لا.. ؟
بل نحن المستكينون...رغم أننا العصبة أهل هذي البقاع.. وليس هم..
سواد الناس.. غمار الناس.
ولم نك أبدا ، بمستكينين لأدلجة وغسيل مخ شرذمة بااااائسة من ما تفتق في هذا الزمان من شراذم ..
نعم ، نحن أولو العصبة في وطننا..
وألو الأمر..والشأن والربط.
نحن ، من نقرر.. من يذهب ومن يبقى ..
نحن، المالكون لأمرنا والمالكات .
فكيف إذن ؟!
يذهب (أبهانا) ضحية لشراذم الآفات..
فإلى متى يا قوم.. وحتى متى يا قوم ؟!!
نخشى؟!..لا يا قوم لا.. كيف نخشى ومن نحن..نخشى من حثالة الحثالات.. ؟!!
لذا ، إياكم ثم إياكم.. أن تقولي لي بعد اليوم...
من يجب أن أنعي..ومن يجب أن أتفقد في غياهب سجنهم الغبي..
فبصمتكم البرئ والضال هذا..
لطالما سرق ورتع الغول في بيادركم وفلالكم وسهولكم وجبالكم..
لطالما سرق ورتع واغتال من رموزكم ومعلميكم.. بل من صغاركم وكباركم ..
بل من أمهاتكم.. اللواتي أرضعكن الثبات واليقين..
جدة.. عن جدة ..ضرع عن ضرع ..
ثم اليقين.
ثم، بعد تضحية معلم الأجيال في خشم القربة.
نعم خشم القربة ...
وسبحان الله.. يااا لبراعة الصفو الرباني..
ولكم هو مضحك هذا الأمر.. فحقا لا أذكر أسمه..
ولكن. فقط هذا المسمى السوداني ..الفارق..وربما يظن البعض أنه (فارغ).. خشم القربة..
شاهدت ..مثل غيري.. موكب تشييع هذا المعلم.. أقسم بالله لا أذكر إسمه حتى .
شاهدت.. مثلي مثلكم ..في هذا الفضاء الألكيتروني العجيب.. الذي أتاحه لنا.. بعض ممن هم من ملة نعتبرهم غير ملتنا.. ولكنهم (كتر خيرهم) أتاحوا لنا.. ولأول مرة في حياتنا.. أن نشهد تشييع مهيب مثل هذا في حياتنا.
تشييع تذوب فيه.. تفاااهة ما أعتدنا من تفاهات..
الإسم ، اللون ، الملة ، والقبيلة..
لكم أبكي على وطني اليوم..
أذيعكم سرا ؟
نعم ، درسونا في سبيل محاولاتهم (الأفرنجية).. درسونا أدب يتناول هذا الأمر.. ولكن ، كيف كان وأنى لنا أن نفهمه ونعيه.. حين كان من درسونا أنفسكم.. كانوا بعاد.. بعااااااد عن فهم هذا..وذلك المغزى ؟!!
المهم ، ما أود أن أقوله.. وما أردت أن أقوله..
لا تتركوا من قدموا أنفسهم كبش فداء لهذا التغيير..
لا تتركوهم...ولا تتخلوا عنهم تحت أي ذريعة كانت..
فهم ليسو بالمسيح.... نبي الله...
ونحن لسنا بضالين ومأفونين إلي هذه الدرجة..
نعم ،نحن بشر واعون ومكرسون.. بل أسلحة ماضية مشهرة من أجل تغيير إيجابي محتوم في سياقه التاريخي .
وقد ولى زمان القرابين البشرية إلى غير رجعة.
فهيا يا قوم تنادوا لإنقاذ مسيحكم..دكتور محد ناجي الأصم مما يعانيه وتعانيه أسرته.
وتبا لأي تكتيكات تتخذه كبش فداء.. بأي ذريعة كانت..
فحياة الإنسان وسلامته وكرامته.. هي القضية.. ولطالما كانت هي القضية منذ الأزل ..
ففي عصر المعلوماتية.. تتلاشى وتتهاوى كل الآيدلوجيات ..والذرائع البائسة..التي قد تتخذ من حياة الإنسان وكرامته كبش فداء ديني كان أم آيدلوجي.
فحياة الإنسان وكرامته هي القيمة الحقيقية على هذا الكوكب .
أعلم يقينا أنكم تشعرون بهذا كما أشعر.
واذا لم تشعروا مثلي... إذا حق لكن أن ترجموني دون أيييي رحمة.
فكما قال صنو روحي في عالم القريض الموحي.. وذكرني :
(كـــذلك قــالت لــيَ الكائنــاتُ وحـــدثني روحُهـــا المســـتتر )
*****
آمنة أحمد أيرا
3 Feb 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق