الشعب الخرج وحا يخرج دا.. أزعم أن فئة مقدرة منه كفرت من زمان بالعديد من الأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة .
وهذا الأمر لم ينبع من فراغ بالطبع.. بل له أسبابه التي تراها الجماهير وجيهة
.. ولكن بالطبع ليس هذا أوان النقد ومحاولة دراسة الأسباب أو مناقشتها .
رغم أن العديد من المنظمين والمنضوين حزبيا قد يدركون هذه الأسباب بل يتفقون معها.
هنالك نوع من فقدان الثقة في الأحزاب السياسية حكومية كانت أم معارضة.
هذا أمر ملموس في الشارع.. بل أزعم أنه كان من ضمن الأسباب التي أخرت حراك الشارع أو أوهنت عزم الهبات الجماهيرية السابقة.
لكل هذا وذاك ، لا أظن أن من الحكمة حاليا التسرع في إنشاء وتكوين أجسام تضم أحزابا وتنظيمات (سياسية) تدعي قيادة الهبة الجماهيرية العفوية الحالية. تحت أي مسمى.
لذلك لا أتفق (في المرحلة الحالية) مع أي دعوة لتنظيم قيادي للحراك، بما فيها دعوة يمكن أن تصدر من تنظيمات أنا عضوة أو قيادية فيها مثل حزب الخضر السوداني وكذلك حملة سودان المستقبل.
ولذلك أتفق مع رؤية هذين التنظيمين ( حزب الخضر السوداني ، وحملة سودان المستقبل) في دعمهما لمسيرة #تجمع المهنيين السودانيين ودعم مسيرات الأجسام غير الحزبية ودعم الحراك الجماهيري عبر العمل معه والمشاركة من خلاله دون محاولة فرض أو اقتراح قيادة له في الوقت الحالي.
ففي الوقت الحالي.. الواقع يقول أن القائد هو الشعب ..كما هو من المفترض أن يكون دائما وأبدا..
وفي الديمقراطيات الشعب ينتخب قياداته.. لا تفرض عليه ولا تقترح عليه بحجة (تنظيم الثورة ، أو تنسيق الثورة..أو أي من الحجج التي ربما يكون هدفها نبيلا لا يتعمد الكسب السياسي.. أو قد لا يكون.. ) .
كسياسيبن، أعتقد أنه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا..
يجب أن نحاول أن نفكر كيف نستعيد ثقة الشعب في السياسة وممارسيها .. وأن يكون من أكبر همومنا أن نثبت أن السياسة ليست بلعبة قذرة كما يشاع أو كما يظن حتى بعض ممارسيها بأنها فن الممكن..أو غيره من تعابير تكرس لوصم السياسة بالوصولية والطابع الميكافيلي(الغاية تبرر الوسيلة) .
كخضر سودانيين، نؤمن بمبادئ حركة الخضر العالمية التي تدعو وتعمل من أجل ممارسة سياسية نظيفة ..لا ندعي بأننا ملائكة لا نسعى للكسب السياسي ولا نؤيد التنافس السياسي ، ولكن فقط لنا وسائلنا التي تجعلنا نتحرى الخيط الدقيق الذي يفصل بين السياسة النظيفة - وبين التكسب السياسي.
لذلك من المفترض أن نكون مهمومون بمحاولة كسب ثقة الشعب..
أكتر من همنا بثقة الأحزاب والتنظيمات الأخرى فينا.
ورغم أن التنافس السياسي أمر مشروع ، وكذلك خروج أي تنظيم مع الحراك والدعوة له.
ولكن اللعبة السياسية في السودان عودتنا على هوس البعض بمحاولات الكسب السياسي والتسلق على تضحيات الجماهير.
انا هنا لا أتهم أحدا ، ولكن فقط أدعو للتأمل في هذه الحالة.. وأن نحاول أن نكون أكثر نزاهة في التعامل مع الهبات الجماهيرية.
فلندع الشعب يقودنا هذه المرة.
لا أن يكون كل همنا أن نتبوأ لأنفسنا مكانا في صف القيادة.
آمنة مختار
#موكب_31_ديسمبر
مسيرة تجمع المهنيين السودانيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق