الصفحات

الأحد، 30 ديسمبر 2018

القصاص، أحلال عليكم حرام علينا..



برز القاتل عمر البشير وهو يخاطب قيادات الشرطة السودانية ، ويدعوها لقتل المواطنين المحتجون على الظلم والغلاء وحكمه الفاقد للشرعية منذ طلقة البداية..

ذكرني خطابه البهلواني المخادع هذا.. بالقصيدة التي درست لنا في المرحلة الابتدائية ، لتحذرنا من الخداع والمخادعين.. الذين يتلبسون مسوح الدين والتقوى كي يلتهموننا أحياء ويهدروا حقوقنا :


بـــرز الـثـعــلـب يــومـــا                     في ثيـاب الــواعظينا

فمـشي في الأرض يهدي                    ويـسـب الـــمـاكـريـنا

ويـقـــول : الـحـمــــد لله                     إلــــــــــــه الـعـالمينا

يـــا عــبــاد الله تــوبـوا                      فهــو كهـف الـتائبينا

وازهدوا في الـطـيـر إن                    العيش عيش الزاهدينا

واطــلـبـوا الـديـك يؤذن                     لــصـلاة الـصبـح فينا

فــآتـي الـديــك رســول                     مـن إمــام الــنـاسـكينا

فــــأجـــاب الديك عذرا                     يــا أضـل الـمهـتـديـنا!

بـــلــغ الـثـعــلـب عني                    عـن جدودي الـصالحينا

أنــهــم قـــالـوا وخـيــر                    الــقــول قـول العارفينا

مخطئ مــن ظـن يومـا                    أن لــلثعــــلـب دينـــــــا


فهل يجهل رجال الشرطة معنى القصاص في الإسلام ؟!

ألم تكن هذه من أبجديات الدين الإسلامي التي تعلمناها منذ نعومة أظافرنا ؟

خرج علينا البشير بأسلوبه (البهلواني) الذي تعودناه منه ومن عصبته منذ أن استولوا على بلادنا.. خرج علينا مشرعا ومبررا لقتل المواطن المحتج على الغلاء والجوع والحروب وكل صنوف المعاناة..  بفتوى جديدة (لنج) مستخدما آية القصاص في غير موضعها  ..بأن على المواطن أن يصبر ويتحمل المعاناة وإلا فأنه سيقتل بدعوى الحفاظ على الأمن ومنعا للتخريب!! 

ولا أدري حقيقة عن أي أمن يتحدث هذا الرجل الذي نشبت في عهده حروب في عديد من جهات الوطن ، وأهدرت في عهده ملايين من أرواح الرجال والنساء والأطفال ، حتى صار قاتلا شهيرا 

مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية !!

ولكن ألم يتعود هذا الرجل وعصبته من الدجالين على الجرأة في استخدام آيات القرآن والأحاديث النبوية كما يحلو لهم وفي كل موقف حرج يجدون أنفسهم فيه كي يبرروا ربما لأنفسهم أولا ثم للشعب.. في أن لهم الحق أن يفعلوا كل ما يحلو لهم من قتل وفساد في الأرض ونهب وسلب وترويع للآمنين ؟

فهل يظنون أن المسلمين من هذا الشعب يجهلون دينهم إلى هذه الدرجة ؟!!

* قال تعالى :{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ 

تَتَّقُونَ}.. [البقرة : 179]

وتفسير القصاص هنا كما هو واضح في الآية وكل آيات القصاص في القرآن الكريم.. الغرض منه الاقتصاص من القاتل ضد المقتول ومن الظالم ضد المظلوم كي تسود العدالة وتصان الحيوات ، وهذا في حال لم يقبل أهل القتيل بالدية. 

فالهدف من القصاص ليس القتل لمجرد القتل.. والإنتقام لمجرد الإنتقام وإلا لما شرعت الدية ، بل الهدف هو حقن الدماء ومنع أن أن يقتص أهل القتيل من القاتل أو أهله ومن ثم تسود لغة الثأر والإنتقام المتبادل بين الفريقين وتهدر حيوات بريئة جراء ذلك. 

  لذلك فأن معنى ( لكم في القصاص حياة) هو الدعوة لحفظ  حياة الأحياء عندما يرفض أهل القتيل الدية ويطالبون بالثأر.. وإتقاء نشوب حرب بين أهل القاتل والمقتول تهدر فيها مزيد من الأرواح. 

لذلك كان القصاص هنا حياة.  

  

لذا ، فما علاقة هذه الآية بالوضع الذي نحن فيه الآن ؟

وما هو وضع عمر البشير كقاتل مطالب للعدالة الدولية ؟

وكقاتل ومجرم مطالب للعدالة الشعبية من قبل شعب كامل يخرج الآن كي يطالب بأن يخضع القاتل ومن معه من بقية القتلة  للقصاص حسب شرع الله الذي يزعم البشير وعصبته أنهم أتو كي 

يحكموه فينا.. 

فحسب آيات القصاص في القرآن ،على القتلة والمفسدين في الأرض أن يخضعوا للعدالة والقصاص. 

أن يخضعوا للقصاص مهما كان مقامهم اليوم ومهما كانت مكانتهم. 

فلو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها. 

هكذا علمنا رسولنا الكريم (صلعم)  معنى العدالة ومعنى القصاص. 

أن لا انتقاء فيه ولا عصمة لمن يظنون في أنفسهم عصمة تنجيهم من العقاب.. وكي لا يعم الثأر وأخذ الحق باليد والفوضى. 


فما بال قوم إذا سرق فيهم الضعيف نكلوا به.. وادعوا أنهم يحكمون فيه القصاص وشرع الله .. 

ولكن إذا سرق فيهم (زولهم) (حللوا له سرقته بما يسمى بالتحلل) ؟!!


حان أوان القصاص يا عمر البشير.. 

الشعب يريد الاقتصاص منك ومن عصبتك. 

لقد راهنت على صبر الشعب كثيرا 

والآن قد فاض الكيل.


وآيات القصاص هذه التي تتشدق بها.. هل حقا تعيها عندما تقرأها ؟! ..هل تعرف معناها.. ألا تخشاها ؟

فلو كنت تعرف لطبقتها على نفسك قبل تهديد الأبرياء بها.  


لاشك بأنك مدرك لقرب النهاية.. 

وحقا لا أدري كيف تنام.. 

هذا لو كنت قادر على النوم أصلا. 


آمنة أحمد مختار إيرا 

30 Dec 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق