الصفحات

الأحد، 23 ديسمبر 2018

ما بين (فاتيات السياسة)..و(حفرة الدخان) و (البوخة) ..!!

ما بين (فاتيات السياسة)..و(حفرة الدخان) و (البوخة) ..!!

آمنة أحمد مختار أيرا




لا أدري ما الذي لم يجب.. أو وجب علي المرأة السودانية أن تفعله.. وقصرت فيه.. أو تهاونت فيه ولم تفعله..!!
سواء كان واجبات أسرية أو وطنية وقومية مصيرية في سبيل هذه الأمة ، منذ عهد الملكات الكنداكات أماني شيختو وريناس اللواتي هزمن الرومان ... إلى عهد كنداكات الشاي وشرقرق القهوة وقرقريبة الكسرة اللواتي هزمن (الكيزان) ؟!!
فلا زال البعض من أشقائنا يصر على حصرنا في خانة أدني ، ويمارس ضدنا تمييزا نوعيا سالبا.. كنت أظن أنه قد عفى عليه الدهر..
أو على الأقل ، عفى عليه الدهر في وعي من هم في معسكرنا.. أو من المفترض أن يكونوا في معسكرنا الناشد والعامل للتغيير الإيجابي..
التغيير صوب مفاهيم وواقع أكثر أنسنة.. وترحابا وتفهما لكل الأنواع البشرية..في سعيها الحثيث نحو قيم إنسانية تتحرى النبل في رسالة سامية لتجميل قبح واقعنا المعاش الذي أزعم أنه ليس مكتوب علينا.. بل المكتوب علينا والمقدر لنا لهو أكثر سموا وأرفع قدرا وأضمن خيرا لنا ولأجيالنا القادمة.
والشارع ثار..

وطالما الشارع ثار.. وثار وسيثور.. كما فعل ويفعل دوما في كل منعطف تاريخي جبار..
دعوني أثور ثورتي .
شئتم أم أبيتم لا أبالي.
فأنا أنتمي لجيل أرضعته رائدات للثورة..أرضعتهن رائدات ثوريات.. وأعاصر جيل رائدات ثوريات.. أنجبن ويربين جيل رائدات ثوريات أخريات ورواد ثوريين.. . وسيليهم جيل ثم جيل ثم جيل..

والشارع ثار.. وسيثور ويثور ويثور..
فهكذا هي الأيام.. وهذا شأنها..
فكلما أبلي منها ثوب رتقته.. وإن استعصى على الرتق زبلته.. ثم خاطت ثوب جديد.

ثم، ما بال بعض الذين كن نظن أنهم في معسكرنا الثوري هذا.. لا يفتأون يصرون على غمزنا ولمزنا من قناة التمييز النوعي.. في إشارات سالبة تمس بعض أدوارنا في هذه الحياة..؟!
ظنا منهم بأنها ممارسات تخص نوع إنساني أقل قيمة وقدرا ؟!

فمثلا ، ما بالهم يصفون بعض الممارسات التي يريدون نقدها نقدا سالبا أو يريدون الحط منها .. بممارسات تخص نوعنا البشري كإناث ..أو ألحقوها بمحض إفتراء بنون النسوة أو تاء التأنيث ؟!!

لطالما حيرني هذا الأمر..
وكتبت عنه سابقا في مقال يتناول( توقعات الدور) كمفهوم نفسي إجتماعي.
ذاك المقال.. وهذا المقال أيضا ، يجعلانني أتذكر أستاذ لي في المرحلة الثانوية العليا ، توفي للأسف.. قبل أيام قلائل من هذا الحراك الأخير.
أستاذي هذا رحمه الله ، كنت من ضمن الذين تمنيت أن يشهدوا معنا هذا الحراك المبارك وهذه الهبة الشعبية الميمونة التي سأعمل أنا وغيري من الناشدين للتغيير أن تصل إلى مراميها.
أستاذي هذا رحمه الله ، كان ثوريا ، ويعتبر نفسه تقدمي ناشد للتغيير الإيجابي. ولكنه كان أول من تسبب بإيقافي عن الدراسة خمسة عشر يوما في حادثة لم تحدث لي منذ أن ألحقني أهلي بالدراسة النظامية . والسبب كان أنني استغربت وتساءلت تساؤلا مشروع في نظري كان ولا يزال : لماذا تحتقرنا وتعاملنا هكذا يا أستاذ (فلان)..هل لأننا بنات ؟!!
رحم الله أستاذي هذا ، فلم يك أول أستاذ لي يخيب أملي.. ويصيب ثقتي في حكمته ورؤاه في مقتل..!

غفرت له لاحقا .. بعد لأي.. وبعد أن أخذت بي السنون وحادثاتها كل مأخذ..وبعد أن تعلمت فضيلتي الغفران والتفهم.
ولكني، رغم تعلمي فضيلتي الغفران والتفهم..فلا زلت أتمسك بفضيلتي النقد والمراجعة.
فليس كل ما يفعل ويقال من بني البشر بمعزل عن النقد والمراجعة ، مهما كان مقام الذي ننتقده ونراجعه.
ثم، فما بال القوم كل ما اشتجروا أو اختلفوا في أمر ، وصف فيهم الآخر بتوصيفات على شكل ( عاهرة سياسية) ،(فاتية سياسة) ، أو استدعاء طقوس يمارسها نوع النساء مثل الزينة النسائية ك(حفرة الدخان ومستلزماتها وبوخاتها وطقوسها) ؟!!
لماذا يصر البعض عند النقد أو التبخيس أن يستدعي طقوس تخص نوع النساء.. أو يستعمل تاء التأنيث ونون النسوة للتبخيس من قدر الآخر المنتقد ؟!
حقيقة، لا أدري ما الذي لم يجب أن تفعله النساء ، أو وجب على المرأة السودانية أن تفعله كي تثبت جدارتها ولم تفعله!!
قولوا لي ، فلربما كان هنالك أمر فاتني ولم أنتبه إليه..!!
لا أريد أن أذكر أسماء بعينها.. رغم قدرتي ، ولكن بالله عليكم كفى.. ويكفي.
فمفراك الحبوبات.. قابع هناك.. بمحازاة يمناي.
والشارع ثار..
هبة ميمونة ومباركة وواصلة إلى غاياتها الإنسانية بعون الصانع وما أودعه فينا من قدرات.
اللهم آمين.

آمنة أحمد مختار أيرا
hopenona@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق