في وريدي أغنيتان للثورة..
منذ بدء الأزل كن
بلون الدم القاني والحناء ..
وحنين أهزوجة(جرتق) ينسرب صوتها خافتا
من خلف جدر الذاكرة..
تنشدها الخالات والعمات..وبركات الحبوبات ترافقها
بالفال العديل..وسعف النخيل وسيرة (سنكواب)..
منسربة خافتة كأنها هناك منذ بدء الأزل..!
على أيقاع دقات الشتم ..تتجلى
وبعبق أنفاس الشموع المعطرة بالصندل أتت تتبختر
لتمعن بالأجواء فرحا وبهجة
أجواء تلك اللحظة الساحرة..المضيئة في الذاكرة
منذ الأزل..
متوجة عروسين بالضريرة ..والحريرة
ونفث اللبن الفال..على الخد الأسمر
المضرج خجلا وعطرا
أغنية للربيع :
صهيل الشباب على تراب الوطن
فوارس لا تهاب الجنود ..ولا فخاخ الردى
ترنو للغد الذي أضحى قاب قوس..فدنا
أغنية للخريف :
للصبر.. حين يعجز حتى المعاني
والكفاح كدحا ..واثقا..
بأن الغرس حتما مورق
تحمله أرحام الأمهات وهنا..
وتسقيه الدموع ..الدموع
دموع الثكالى..وأشجان البعيد..
تطربني أغاني الثورات عادة..
تلك المتكلفة منها.. وكذلك تلك التي
هي من وحي
الحناجر الخناجر ..المرعدات توعدا
تلك التي من وجيف القلوب ..تدفقت
كآذان وإيذان بالرحيل لعهد آفل..
قد شيعته القلوب والحناجر..الخناجر صوب مثواه اللعين
كيف تغنى الثورات..
هكذا ..من وجيف القلوب المرعدات توعدا..
المؤذنات بالرحيل ..لعهد والمبشرات بعهد آت
المشرئبات صوب الغد من أعلى الفنارات والمنابر والمنائر والقمم
من وجيف القلوب الساهرة المسهدة
شوقا..لا يضاهى..
تلك البعيدة في المنافي ..
وتلك القريبة حيث الجوار المرهق
تغنيها القلوب..
منذ الميلاد العبقري لأول زغرودة وأغرودة
وهتافات منغمة ومموسقة عفو الخاطر..
أنجبها وتنبأ بها..
ذلك العضو الذي لا يكف عن الإرعاد المنغم ..
نافثا الدم الحار عبر العروق النابضة.. المتوثبة شوقا
للثورة..
هكذا تغنيها القلوب
+++
(والدوشكا ضرب ..ببب ببب..
قناص قنص تتت تتت..
وطبنجة ضرب وللنغ وللنغ..
وأسود كبس كبسا كبسا..
ونمور وصل وصلن وصلا ..)
آمنة
22 Jul 2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق