معاهدة فى الغابة
إتفاق لا يدوم
عاشت فى إحدى الغابات.. مجموعة من الحيوانات البرية ، أسد ونمر وثعلب وثعبان وضبع . وقد كانت هذه الحيوانات تعيش فى خلاف دائم ، وتتحرش ببعضها البعض بوحشية . حتى كان يوم تعبت فيه هذه الحيوانات من الخلاف والنزاع فقررت عقد صلح أو إتفاق سلام ، وإنشاء بلدة سلام يتعايشون فيها جميعا بود وأخاء ...
وقد وافقوا جميعا على هذا الاتفاق عدا الثعلب ، وعندما سئل عن عدم موافقته تحفظ عن الإجابة ، فألحوا عليه الحاحا شديدا حتى يخبرهم عن سبب رفضه ، وأخيرا قال الثعلب: إننى يا أخوتى..كما تعلمون من أحرص الحيوانات على أن يسود السلام والوئام فى الغابة ، ولكنى برغم ذلك لست متفائلا ، لسبب مهم جدا هو يقينى أنكم لن تتفقوا أبدا أبدا ، لأنكم مختلفون عن بعضكم تمام الإختلاف، لذا فاننى أرجو أن يعيش كل منكم على حدة وبعيدا عن الآخر حتى يعم السلام الفعلى الغابة .
وعندما سمعت الحيوانات هذه ما قاله الثعلب..غضبوا منه غضبا شديدا ورموه بالحجارة وطردوه من الغابة..
لأنهم رأوا فيه داعية للحرب والإقتتال وضد السلام والوئام .
ثم جلست حيوانات الغابة لعقد اتفاقية الصلح .
فوقف الأسد وقال: ( أيها الأخوة سنعيش جميعا فى هذه الغابة يد واحدة ، وسيخرج كل يوم واحد منا ليصيد لنا طعامنا ، ثم نقتسم هذا الطعام بالتساوي بيننا . وسأكون أنا رئيسكم ، وشرطي أن تحترموني ولا تزعجوني فى ساعة راحتي ، ومن يزعجني منكم سأعاقبه عقابا شديدا .
ثم جلس الأسد، فوقف النمر ليلقى كلمته ، فقال: ( أيها الأخوة أتعهد أن أكون الوزير الصالح لهذه البلدة وما أريده منكم فقط هو الإحترام ..فقط أنبههكم إننى أكره أن ينظر أحد صوب عينى بحدة.. فهذا يزعجنى جدا جدا.. فوافقت الحيوانات على شروط الأسد والنمر ، فوقف الضبع ليملي شروطه : ( أيها الأخوة أعدكم أن أكون مواطنا صالحا ولكني أرجو منكم اذا تأخرت عليكم فى أحدى المهمات أن لا تتصايحوا عندما تروني قادما ( ها قد جاء..ها قد جاء).. فأنا أسمع هذه العبارة كثيرا من الرعاة عندما أحاول مهاجمة قطعانهم ..لذك فهى تشعرنى بالتوتر والانزعاج ..فوافق الجميع على شرط الضبع .
جاء دور الثعبان فوقف وقال : ( أيها الأخوة.أنا أتمنى لقريتنا هذه كل الخير والنجاح ، وأعدكم بإننى سأكون مواطنا صالحا ونافعا، وكل ما أرجوه منكم أن تنتبهوا الى مواطئ أقدامكم حتى لا تطأوني دون أن تشعروا فتؤذوني ..فوافق الجميع على ذلك.
وأتفقوا على شروط الصلح ..
وعاشوا زمنا بسلام وأمان ، كل يقوم بواجبه على أكمل وجه .
إلى أن كان يوم خرج فيه الضبع للصيد ،وجلس الجميع بانتظاره، ولكن حل الظلام ولم يأت الضبع ..وتضور الجميع جوعا وملوا الانتظار .
فطلب الثعبان من النمر أن يذهب للبحث عنه ولكن النمر رفض ..وبينما هما يتجادلان إذ أقبل الضبع من بعيد وهو يجر صيده ..ففرح النمر وقال ( هاهو قد جاء..ها قد جاء أخيرا )..وعندما سمع الضبع هذه العبارة التى يكرهها جدا وقف محدقا الى النمر بغيظ شديد وبحدة..وعندما رأى النمر هذه النظرة الى يكرهها زأر بشدة وغضب وكشر عن أنيابه وقال للضبع : ( أيها الأحمق ألم أحذركم من النظر الى بحدة؟) فرد الضبع غاضبا ( بل أنت الأحمق الم أحذركم من أن تقولوا لى هذه العبارة التى أكرهها؟) عندها قفز النمر عليه وأخذا يتقاتلان بوحشية..وكان الأسد نائما وعندما سمع الضجة زأر غاضبا وصاح : ( أيها الحمقى ألم أحذركم من ازعاجى؟) ثم قفز عليهما مكشرا عن أنيابه..وعندما كان الجميع يتقاتلون بعنف.. أقبل الثعبان مسرعا يتلوى كي يفرق بينهم ..فداسوه بأقدامهم دون أن يشعروا..
أثناء ذلك كان الثعلب مارا بالجوار.. فسمع الجلبة والصراخ والزئير فأتى كي يلقي نظرة...فوجد الجميع يتقاتلون بعنف ويمزقون أجساد بعضهم البعض بشراسة.. فهز رأسه وضحك قائلا :
( ألم أقل لكم أن هذا الاتفاق لن يدوم )...
من أحاجي حبوبتي زهرة بت عمر ولد حركان
جزاها الله عنا خير الجزاء.
( من تراث الرزيقات )
آمنة أحمد مختار
نشرت فى مدونتي القديمة
بتاريخ : 18 نوفمبر 2007م
إتفاق لا يدوم
عاشت فى إحدى الغابات.. مجموعة من الحيوانات البرية ، أسد ونمر وثعلب وثعبان وضبع . وقد كانت هذه الحيوانات تعيش فى خلاف دائم ، وتتحرش ببعضها البعض بوحشية . حتى كان يوم تعبت فيه هذه الحيوانات من الخلاف والنزاع فقررت عقد صلح أو إتفاق سلام ، وإنشاء بلدة سلام يتعايشون فيها جميعا بود وأخاء ...
وقد وافقوا جميعا على هذا الاتفاق عدا الثعلب ، وعندما سئل عن عدم موافقته تحفظ عن الإجابة ، فألحوا عليه الحاحا شديدا حتى يخبرهم عن سبب رفضه ، وأخيرا قال الثعلب: إننى يا أخوتى..كما تعلمون من أحرص الحيوانات على أن يسود السلام والوئام فى الغابة ، ولكنى برغم ذلك لست متفائلا ، لسبب مهم جدا هو يقينى أنكم لن تتفقوا أبدا أبدا ، لأنكم مختلفون عن بعضكم تمام الإختلاف، لذا فاننى أرجو أن يعيش كل منكم على حدة وبعيدا عن الآخر حتى يعم السلام الفعلى الغابة .
وعندما سمعت الحيوانات هذه ما قاله الثعلب..غضبوا منه غضبا شديدا ورموه بالحجارة وطردوه من الغابة..
لأنهم رأوا فيه داعية للحرب والإقتتال وضد السلام والوئام .
ثم جلست حيوانات الغابة لعقد اتفاقية الصلح .
فوقف الأسد وقال: ( أيها الأخوة سنعيش جميعا فى هذه الغابة يد واحدة ، وسيخرج كل يوم واحد منا ليصيد لنا طعامنا ، ثم نقتسم هذا الطعام بالتساوي بيننا . وسأكون أنا رئيسكم ، وشرطي أن تحترموني ولا تزعجوني فى ساعة راحتي ، ومن يزعجني منكم سأعاقبه عقابا شديدا .
ثم جلس الأسد، فوقف النمر ليلقى كلمته ، فقال: ( أيها الأخوة أتعهد أن أكون الوزير الصالح لهذه البلدة وما أريده منكم فقط هو الإحترام ..فقط أنبههكم إننى أكره أن ينظر أحد صوب عينى بحدة.. فهذا يزعجنى جدا جدا.. فوافقت الحيوانات على شروط الأسد والنمر ، فوقف الضبع ليملي شروطه : ( أيها الأخوة أعدكم أن أكون مواطنا صالحا ولكني أرجو منكم اذا تأخرت عليكم فى أحدى المهمات أن لا تتصايحوا عندما تروني قادما ( ها قد جاء..ها قد جاء).. فأنا أسمع هذه العبارة كثيرا من الرعاة عندما أحاول مهاجمة قطعانهم ..لذك فهى تشعرنى بالتوتر والانزعاج ..فوافق الجميع على شرط الضبع .
جاء دور الثعبان فوقف وقال : ( أيها الأخوة.أنا أتمنى لقريتنا هذه كل الخير والنجاح ، وأعدكم بإننى سأكون مواطنا صالحا ونافعا، وكل ما أرجوه منكم أن تنتبهوا الى مواطئ أقدامكم حتى لا تطأوني دون أن تشعروا فتؤذوني ..فوافق الجميع على ذلك.
وأتفقوا على شروط الصلح ..
وعاشوا زمنا بسلام وأمان ، كل يقوم بواجبه على أكمل وجه .
إلى أن كان يوم خرج فيه الضبع للصيد ،وجلس الجميع بانتظاره، ولكن حل الظلام ولم يأت الضبع ..وتضور الجميع جوعا وملوا الانتظار .
فطلب الثعبان من النمر أن يذهب للبحث عنه ولكن النمر رفض ..وبينما هما يتجادلان إذ أقبل الضبع من بعيد وهو يجر صيده ..ففرح النمر وقال ( هاهو قد جاء..ها قد جاء أخيرا )..وعندما سمع الضبع هذه العبارة التى يكرهها جدا وقف محدقا الى النمر بغيظ شديد وبحدة..وعندما رأى النمر هذه النظرة الى يكرهها زأر بشدة وغضب وكشر عن أنيابه وقال للضبع : ( أيها الأحمق ألم أحذركم من النظر الى بحدة؟) فرد الضبع غاضبا ( بل أنت الأحمق الم أحذركم من أن تقولوا لى هذه العبارة التى أكرهها؟) عندها قفز النمر عليه وأخذا يتقاتلان بوحشية..وكان الأسد نائما وعندما سمع الضجة زأر غاضبا وصاح : ( أيها الحمقى ألم أحذركم من ازعاجى؟) ثم قفز عليهما مكشرا عن أنيابه..وعندما كان الجميع يتقاتلون بعنف.. أقبل الثعبان مسرعا يتلوى كي يفرق بينهم ..فداسوه بأقدامهم دون أن يشعروا..
أثناء ذلك كان الثعلب مارا بالجوار.. فسمع الجلبة والصراخ والزئير فأتى كي يلقي نظرة...فوجد الجميع يتقاتلون بعنف ويمزقون أجساد بعضهم البعض بشراسة.. فهز رأسه وضحك قائلا :
( ألم أقل لكم أن هذا الاتفاق لن يدوم )...
من أحاجي حبوبتي زهرة بت عمر ولد حركان
جزاها الله عنا خير الجزاء.
( من تراث الرزيقات )
آمنة أحمد مختار
نشرت فى مدونتي القديمة
بتاريخ : 18 نوفمبر 2007م