مفاكرة حول الراهن الثوري
رغم انقلاب بعض قيادات النظام العسكرية والأمنية على رئيسهم وإجباره على التنحي،كان على قيادات القوى الثورية والمعارضة التعامل بحذر مع المجلس العسكري حتى يثبت حسن نواياه تجاه الشعب وتجاه الثورة، لا أن يتسابقوا للتفاوض معه في ميدانه دون تنسيق كاف بينهم حتى طفحت خلافاتهم إلى السطح. وبهذا التصرف أرسلوا رسالة ضمنية للمجلس وفلول الإسلام السياسي أنهم غير متفقين وغير جاهزين.مع أن من المفترض أنهم طالما تصدوا لقيادة ثورة الشعب بصورة تكتيكية ناجحة أدت إلى إجبار بعض رجال السفاح على حقن دماء الشعب وإعلان الانحياز له ..كان من المفترض أنهم جاهزون بحكومة ظل..طالما كان الزمن كاف للتفاوض حولها طوال شهور الانتفاضة الشعبية ..بدلا عن هذا التلكؤ الذي تسبب بالمخاطرة بارواح الجماهير وكذلك أشواقهم إلى تمام النصر والحرية!
وكذلك طالما أنك تفاوض على حقوقك وحقوق الشعب بشرعية وتفويض ثوري كان خطأ تكتيكيا في فن التفاوض أن تذهب لتفاوض في ميدان غير محايد وفي عقر دار خصمك .
فإما كان أن تقترح على المجلس الاستمرار في استجابته لخيار الشعب وذلك عبر تواضعه بالحضور إلى ميدان الاعتصام والجلوس مع الثوار وبينهم وبذلك يستمع لك ولهم مباشرة بدلا عن إتاحة الفرصة للشخصيات والكيانات المشبوهة من فلول النظام وأشباههم بالانفراد بالمجلس والتفاوض معه خلف الغرف المغلقة ..وبذلك يؤثروا عليه ويقوموا بمحاولة الالتفاف على استحاقاقات التغيير الحقيقي ومطالب الثوار.
البرهان وحميدتي سبق لهم أن حضروا إلى ميدان الاعتصام وسط الشعب، وكان يمكن أن يواصلوا الحضور وبذلك يتأثروا بالروح الثورية ويتماهوا مع آمال شعبهم.ولكن عزلهم عن الشعب بتسارع بعض قوى المعارضة بالذهاب إلى ميدانهم أتاح للقوى الرجعية المتربصة وللمحاور الإقليمية بأن تؤثر عليهم وتعزلهم عن آمال الجماهير..وبذلك يصعب عليهم الخروج من فخ العمالة داخليا وخارجيا.
وهذا الخطأ التكتيكي ساهم في فقدان قوى الحرية والتغيير لزمام المبادرة التي سلمها لهم الشعب ممهورة بدماء الشهداء، وبذلك أتاحوا للمجلس العسكري وفلول النظام وحلفائه الآيدلوجيين وكذلك حلفائه في المحاور الإقليمية بمجال واسع للمناورة ومحاولات الالتفاف على الثورة واختطافها..ومن ثم فرض أجندتهم على المجلس العسكري لإعادتنا إلى المربع الأول.
وكأنك يا بوزيد لا غزيت ولا رحت ولا جيت!
كذلك خلافات بعض قوى الحرية والتغيير التي طفت على السطح كانت عبارة عن تصرفات غير مسؤولة ولا تعبر عن فهم لدقة المرحلة والمنعطف التاريخي للوطن ومصيره والمخاطرة غير المحسوبة بمآلات الثورة واستحقاقات التغيير الحقيقي، وبذلك أوحوا للشعب ولفلول النظام ولكل العالم أنهم غير مبالين بتضحيات الشعب المعتصم في الميادين وبدماء الشهداء ..وأن كل همهم التسابق لحجز مقاعد في الحكومة الانتقالية المدنية، وبذلك أثبتوا مراهقة سياسية رعناء رغم أن من المفترض أنهم كيانات مخضرمة وذات وعي سياسي كاف بالمرحلة ودقتها!
كيفية استعادة زمام المبادرة للشعب وثورته :
أولا،وطبعا من البديهي أن تعي بعض كيانات المعارضة أنها قد غامرت بمصائر الثورة عبر خلافاتها..وأن (تتحزم وتتكرب) وتواصل الالتفاف حول إنتفاضة الجماهير ..وتساعد الجماهير في عبور هذا التحدي بنجاح عبر توحد كل كيانات المعارضة حول هدف واحد هو إجبار المجلس العسكري على الاستماع لصوت الثوار.
ثانيا، مطالبة المجلس العسكري بالتواضع للشعب بالجلوس معه في ميدان الاعتصام والاستماع لصوته الحقيقي بدلا عن الاستماع لصوت فلول النظام وحلفائه من الإسلامويين والدواعش خلف الجدر والغرف المغلقة.
وإلا، فالشعب الذي أسقط دكتاتورا قادر على أن يسقط دكتاتور آخر .
فالثوار هتفوها بصوت عال(صابنها بس).
ثالثا، الضغط في تجاه استلام أجهزة وأبواق الإعلام تماما لصالح الثورة ،وذلك عبر محاصرة مباني القنوات الفضائية والصحف من قبل الثوار.
وذلك كي يكون كل الإعلام الوطني معبرا عن التغيير الذي حدث..لا أن يكون لا يزال بوقا للنظام السابق ولا حتى أن يكون مواربا ومرائيا بحجة الحياد .
رابعا، على كل القوى المعارضة والثورية أن تسارع بطرح مرشحيها لحكومة كفاءات خالصة دون محاصصة حزبية، وذلك عبر منابر ميدان الاعتصام الرئيس في القيادة العامة..كي يساعدها الشعب في تزكية أعضاء الحكومة، طالما أنها لا زالت محتارة ومختلفة حول هذا الأمر..
وكذلك كي تعبر عن احترامها لرأي الشعب..وتنفي عن نفسها شبهة تصرفات دكتاتورية يريد أن يصمها بها فلول النظام وحلفائه كي يضغطوا في سبيل ان يجدوا لهم موطئ قدم في الفترة الانتقالية..وبالتالي يسمحوا لدولتهم العميقة بإفشال الثورة عبر اختراقها من الداخل.
فالواقع يقول أنهم مرفوضون من قبل الثوار .
ولن يغامروا بالحضور إلى ميادين الاعتصام بعد أن طردوا منها.
خامسا، على الثوار أن يراقبوا منابر الاعتصام جيدا ..وكذلك منابر الخطب للصلاة ..وأن لا يسمحوا لأي من كان له دور في مشاركة النظام باعتلاء هذه المنابر .
وكذلك مراقبة الذين يحاولون اختراق المعتصمين وبث دعاية معارضة لأهداف الثورة، وذلك عبر التخويف من الحركات المسلحة والإدعاء بأن العلمانيين والشيوعيين يستهدفون الدين الإسلامي.
أيها الثوار، تذكروا أن(الكيزان) بكل فروعهم ومذاهبهم إخوانية كانت أم سلفية وهابية وغيرها..لطالما كانوا ولا يزالوا أبعد الناس عن روح الإسلام الحقيقي وجوهره ..وذلك بظلمهم للشعب وفسادهم وأساليب خداعهم وسفكم للدماء وبعدهم عن المبادئ الانسانية وعدائهم للحرية بفتاويهم العجيبة حول عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم .
فكلهم وجهان لعملة واحدة.
وكذلك تذكروا أنهم لهم مقدرة كبيرة على الخداع والمناورة ..فالأفعى يمكنها أن تغير جلدها عدة مرات.
يحكمونكم دكتاتوريا عندما يتمكنون ويقصون ويبطشون بكل معارض..وعندما تنتزعونها منهم يأتونكم ليتباكوا بدعاوى الإقصاء ..ويتظاهروا بأنهم ديمقراطيون!
حين أن المنطق يقول أن كل من يدخل إلى السياسة عبر بوابة الدين فهو غير ديمقراطي بداهة..لأنه بذلك يستخدم الدين كسلاح لإخراس خصومه السياسيين وذلك عبر استمالة مشاعر الناس الدينية واللعب على وتر العقيدة لتكفير كل مخالف سياسيا. .كما شهدنا مؤخرا .
فمن الذي أعطاهم تفويض من الله لإدخالنا إلى الجنة ؟!
وهل هم أنفسهم ضمنوا مكانتهم في الجنة ورضاء الله عنهم وغفران ذنوبهم ؟
وثم، هل كل الثوار والمعارضين مسلمون فقط ؟
ألم تكن هذه ثورة شعب بأكمله بمختلف كياناته وتوجهاته ومعتقداته وأعراقه ؟
فمن الذي يمارس الإقصاء هنا ويريد أن يحتكر الثورة...نحن أم هم ؟
ختاما، رسالة إلى المجلس العسكري:
تذكروا أن التاريخ يراقبكم، فإما سجل أسمائكم بأحرف من نور ..وإما لعنكم إلى أبد الآبدين ككل دكتاتور مريض.
تذكروا أن أشواق الجماهير السودانية تتحرق إلى الحرية والسلم والعدالة، فرجاء استمعوا إلى نبض شعبكم الذي يعتصم الآن ولا يزال مصرا على مطالبه.
كونوا سودانيين أصيلين ولا تخضعوا لهذا المحور أو ذاك .
فلسنا عبيدا لأحد بل أحرار لنا وطن حدادي مدادي وسيادة .
آمنة أحمد مختار أيرا
23 Apr 2019
رغم انقلاب بعض قيادات النظام العسكرية والأمنية على رئيسهم وإجباره على التنحي،كان على قيادات القوى الثورية والمعارضة التعامل بحذر مع المجلس العسكري حتى يثبت حسن نواياه تجاه الشعب وتجاه الثورة، لا أن يتسابقوا للتفاوض معه في ميدانه دون تنسيق كاف بينهم حتى طفحت خلافاتهم إلى السطح. وبهذا التصرف أرسلوا رسالة ضمنية للمجلس وفلول الإسلام السياسي أنهم غير متفقين وغير جاهزين.مع أن من المفترض أنهم طالما تصدوا لقيادة ثورة الشعب بصورة تكتيكية ناجحة أدت إلى إجبار بعض رجال السفاح على حقن دماء الشعب وإعلان الانحياز له ..كان من المفترض أنهم جاهزون بحكومة ظل..طالما كان الزمن كاف للتفاوض حولها طوال شهور الانتفاضة الشعبية ..بدلا عن هذا التلكؤ الذي تسبب بالمخاطرة بارواح الجماهير وكذلك أشواقهم إلى تمام النصر والحرية!
وكذلك طالما أنك تفاوض على حقوقك وحقوق الشعب بشرعية وتفويض ثوري كان خطأ تكتيكيا في فن التفاوض أن تذهب لتفاوض في ميدان غير محايد وفي عقر دار خصمك .
فإما كان أن تقترح على المجلس الاستمرار في استجابته لخيار الشعب وذلك عبر تواضعه بالحضور إلى ميدان الاعتصام والجلوس مع الثوار وبينهم وبذلك يستمع لك ولهم مباشرة بدلا عن إتاحة الفرصة للشخصيات والكيانات المشبوهة من فلول النظام وأشباههم بالانفراد بالمجلس والتفاوض معه خلف الغرف المغلقة ..وبذلك يؤثروا عليه ويقوموا بمحاولة الالتفاف على استحاقاقات التغيير الحقيقي ومطالب الثوار.
البرهان وحميدتي سبق لهم أن حضروا إلى ميدان الاعتصام وسط الشعب، وكان يمكن أن يواصلوا الحضور وبذلك يتأثروا بالروح الثورية ويتماهوا مع آمال شعبهم.ولكن عزلهم عن الشعب بتسارع بعض قوى المعارضة بالذهاب إلى ميدانهم أتاح للقوى الرجعية المتربصة وللمحاور الإقليمية بأن تؤثر عليهم وتعزلهم عن آمال الجماهير..وبذلك يصعب عليهم الخروج من فخ العمالة داخليا وخارجيا.
وهذا الخطأ التكتيكي ساهم في فقدان قوى الحرية والتغيير لزمام المبادرة التي سلمها لهم الشعب ممهورة بدماء الشهداء، وبذلك أتاحوا للمجلس العسكري وفلول النظام وحلفائه الآيدلوجيين وكذلك حلفائه في المحاور الإقليمية بمجال واسع للمناورة ومحاولات الالتفاف على الثورة واختطافها..ومن ثم فرض أجندتهم على المجلس العسكري لإعادتنا إلى المربع الأول.
وكأنك يا بوزيد لا غزيت ولا رحت ولا جيت!
كذلك خلافات بعض قوى الحرية والتغيير التي طفت على السطح كانت عبارة عن تصرفات غير مسؤولة ولا تعبر عن فهم لدقة المرحلة والمنعطف التاريخي للوطن ومصيره والمخاطرة غير المحسوبة بمآلات الثورة واستحقاقات التغيير الحقيقي، وبذلك أوحوا للشعب ولفلول النظام ولكل العالم أنهم غير مبالين بتضحيات الشعب المعتصم في الميادين وبدماء الشهداء ..وأن كل همهم التسابق لحجز مقاعد في الحكومة الانتقالية المدنية، وبذلك أثبتوا مراهقة سياسية رعناء رغم أن من المفترض أنهم كيانات مخضرمة وذات وعي سياسي كاف بالمرحلة ودقتها!
كيفية استعادة زمام المبادرة للشعب وثورته :
أولا،وطبعا من البديهي أن تعي بعض كيانات المعارضة أنها قد غامرت بمصائر الثورة عبر خلافاتها..وأن (تتحزم وتتكرب) وتواصل الالتفاف حول إنتفاضة الجماهير ..وتساعد الجماهير في عبور هذا التحدي بنجاح عبر توحد كل كيانات المعارضة حول هدف واحد هو إجبار المجلس العسكري على الاستماع لصوت الثوار.
ثانيا، مطالبة المجلس العسكري بالتواضع للشعب بالجلوس معه في ميدان الاعتصام والاستماع لصوته الحقيقي بدلا عن الاستماع لصوت فلول النظام وحلفائه من الإسلامويين والدواعش خلف الجدر والغرف المغلقة.
وإلا، فالشعب الذي أسقط دكتاتورا قادر على أن يسقط دكتاتور آخر .
فالثوار هتفوها بصوت عال(صابنها بس).
ثالثا، الضغط في تجاه استلام أجهزة وأبواق الإعلام تماما لصالح الثورة ،وذلك عبر محاصرة مباني القنوات الفضائية والصحف من قبل الثوار.
وذلك كي يكون كل الإعلام الوطني معبرا عن التغيير الذي حدث..لا أن يكون لا يزال بوقا للنظام السابق ولا حتى أن يكون مواربا ومرائيا بحجة الحياد .
رابعا، على كل القوى المعارضة والثورية أن تسارع بطرح مرشحيها لحكومة كفاءات خالصة دون محاصصة حزبية، وذلك عبر منابر ميدان الاعتصام الرئيس في القيادة العامة..كي يساعدها الشعب في تزكية أعضاء الحكومة، طالما أنها لا زالت محتارة ومختلفة حول هذا الأمر..
وكذلك كي تعبر عن احترامها لرأي الشعب..وتنفي عن نفسها شبهة تصرفات دكتاتورية يريد أن يصمها بها فلول النظام وحلفائه كي يضغطوا في سبيل ان يجدوا لهم موطئ قدم في الفترة الانتقالية..وبالتالي يسمحوا لدولتهم العميقة بإفشال الثورة عبر اختراقها من الداخل.
فالواقع يقول أنهم مرفوضون من قبل الثوار .
ولن يغامروا بالحضور إلى ميادين الاعتصام بعد أن طردوا منها.
خامسا، على الثوار أن يراقبوا منابر الاعتصام جيدا ..وكذلك منابر الخطب للصلاة ..وأن لا يسمحوا لأي من كان له دور في مشاركة النظام باعتلاء هذه المنابر .
وكذلك مراقبة الذين يحاولون اختراق المعتصمين وبث دعاية معارضة لأهداف الثورة، وذلك عبر التخويف من الحركات المسلحة والإدعاء بأن العلمانيين والشيوعيين يستهدفون الدين الإسلامي.
أيها الثوار، تذكروا أن(الكيزان) بكل فروعهم ومذاهبهم إخوانية كانت أم سلفية وهابية وغيرها..لطالما كانوا ولا يزالوا أبعد الناس عن روح الإسلام الحقيقي وجوهره ..وذلك بظلمهم للشعب وفسادهم وأساليب خداعهم وسفكم للدماء وبعدهم عن المبادئ الانسانية وعدائهم للحرية بفتاويهم العجيبة حول عدم جواز الخروج على الحاكم الظالم .
فكلهم وجهان لعملة واحدة.
وكذلك تذكروا أنهم لهم مقدرة كبيرة على الخداع والمناورة ..فالأفعى يمكنها أن تغير جلدها عدة مرات.
يحكمونكم دكتاتوريا عندما يتمكنون ويقصون ويبطشون بكل معارض..وعندما تنتزعونها منهم يأتونكم ليتباكوا بدعاوى الإقصاء ..ويتظاهروا بأنهم ديمقراطيون!
حين أن المنطق يقول أن كل من يدخل إلى السياسة عبر بوابة الدين فهو غير ديمقراطي بداهة..لأنه بذلك يستخدم الدين كسلاح لإخراس خصومه السياسيين وذلك عبر استمالة مشاعر الناس الدينية واللعب على وتر العقيدة لتكفير كل مخالف سياسيا. .كما شهدنا مؤخرا .
فمن الذي أعطاهم تفويض من الله لإدخالنا إلى الجنة ؟!
وهل هم أنفسهم ضمنوا مكانتهم في الجنة ورضاء الله عنهم وغفران ذنوبهم ؟
وثم، هل كل الثوار والمعارضين مسلمون فقط ؟
ألم تكن هذه ثورة شعب بأكمله بمختلف كياناته وتوجهاته ومعتقداته وأعراقه ؟
فمن الذي يمارس الإقصاء هنا ويريد أن يحتكر الثورة...نحن أم هم ؟
ختاما، رسالة إلى المجلس العسكري:
تذكروا أن التاريخ يراقبكم، فإما سجل أسمائكم بأحرف من نور ..وإما لعنكم إلى أبد الآبدين ككل دكتاتور مريض.
تذكروا أن أشواق الجماهير السودانية تتحرق إلى الحرية والسلم والعدالة، فرجاء استمعوا إلى نبض شعبكم الذي يعتصم الآن ولا يزال مصرا على مطالبه.
كونوا سودانيين أصيلين ولا تخضعوا لهذا المحور أو ذاك .
فلسنا عبيدا لأحد بل أحرار لنا وطن حدادي مدادي وسيادة .
آمنة أحمد مختار أيرا
23 Apr 2019