الصفحات

الجمعة، 3 أبريل 2015

التوب السوداني كزي قومي :

التوب السوداني بشكله القديم ( الفوطة أو الفردة ) قديم جداً ، ويعود إلى الفترة المروية ..فقد ظهر في النقوش القديمة في السودان ومصر .
وكانت طريقة إرتدائه مثل الساري الهندي تقريبا ..وبالضبط كطريقة إرتدائه ( القديمة ) في شرق السودان قبل ظهور الطرق الصوفية وإنتشار التدين الإسلامي الذي جعل المرأة البجاوية ترتديه بالطريقة القديمة ولكن تلف رأسها ووجها ( تتبلم ) ..حسب توجيهات الشيوخ ..ونسبة لتأثير الهجرات الأخيرة من الحجاز واليمن أيضا .

ويشبه كثيرا أيضا اللاوي في جنوب السودان ، وطريقه إرتدائه في مناطق في غرب السودان .

ولكن مع ذلك يعتبر لبس (الفوطة ) البجاوية هو الأقرب حتى الآن لطريقة لبس التوب التاريخية القديمة ..وهذا ملاحظ في الرسوم والنقوش الفرعونية والمروية .

وكذلك  الفردة البيضاء التي كانت ترتديها حبوباتنا في مناطق السودان المختلفة هي نفس ثوب الكتان الشهير الذي كان يرتديه الفراعنة ..وحتى الآن لو ذهبتم إلى المتحف المصري وتفرجتم على المومياوات ..ستذهلون عندما ترون الفردة على أجسادهم ..وكذلك مشاط الشعر والأكسسوارات الشبيهة بالزينة السودانية .

وكذلك ( القر مصيص ) هو زي كوشي وفرعوني قديم يصنع من خيوط الحرير .
وحتى الآن يصنع القرمصيص والفركة في قرية ( أخميم ) المصرية ..
ولكن من الملاحظ رغم تصنيعهم في مصر إلا أن المستورد الوحيد لهذه الأقمشة الحريرية هو السودان ..
فالمصريين لا يعرفون هذه الأزياء !!

التوب السوداني الحالي :
التوب السوداني الحالي وطريقة لبسه ..هو توب صحراوي ( الصحراء الكبري ) ، وكان موجودا في السودان ولكنه ليس منتشرا إنتشاره في أفريقيا شمال الصحراء ..من غرب السودان حتى موريتانيا وجنوب المغرب .
ويعود سبب تسيده للمشهد ..إلى عهد الثورة المهدية ..حيث يقال أن الخليفة عبد الله التعايشي فرضه على النساء ..بحسبانه أكثر حشمة من لبس الفوطة والفردة ..
ومن الرحط .

وقد كان قديما يتمثل في ثوب الزراق القطني ذو اللون الواحد ..ثم النيلة والفردة الييضاء أيضا .
ثم ظهرت الأنواع الأخرى والأقمشة المختلفة تباعا .

والملاحظ أن السودانيين والهنود لا يتشابهون فقط في الزي العام ..بل حتى أزياء الفرح والحزن ..
فاللون الأحمر عندهم وعندنا هو لون ثوب الفرح .
واللون الأبيض عندنا وعندهم للحزن .

وربما هذا الأمر ليس بغريب لمن يعلمون بالأصل الكوشي لقدماء الهنود .

......

هذا ما أعرفه عن قصة التوب السوداني ، ومن يعلم مزيدا من المعلومات فليتفضل بها مشكوراً.

هناك تعليق واحد: